مفيد فوزى أرغول حزين يتوجع فى صمت على فراق أليفته
الزمن لا يسمح لنا بمساحة للحزن، قد نحزن قليلاً بعد رحيل أحبائنا، وربما تستعصى الدموع، فالحياة تأخذنا فى طياتها وتفرمنا بتفاصيلها، وندور فى عجلاتها كثور الساقية، حتى الحس الشعبى راح يهمس فى الأذن "الحى أبقى من الميت"، لكن الكاتب والمحاور مفيد فوزى وابنته حنان لم يسمحا للزمن أن يدير ظهره لهما ويطوى صفحة عز عليهما فراقها، بعد وفاة الإعلامية الكبيرة آمال العمدة 11 مارس 2001، فبات استرجاع الذكريات والمواقف، نبض جديد يمنحهما الطاقة على التواصل فى حب من فارقتهما جسداً ورافقتهما روحاً فى ذكراها السابعة.
الإعلامية الكبيرة آمال العمدة، أمَّا عرفت كيف تصنع بمهارة الإحساس بالوفاء فى ابنتها حنان، استطاعت أن تنسج عبير الأمل ورحيق الحب فى زوجها الإعلامى مفيد فوزى.
فظل الاثنان مفيد وابنته حنان يهرولان للتشبث بالخيط الرفيع بالمرحومة الأم والزوجة، وبات إحساسهما يحركهما بخبرة ووعى فى كل عام من شهر مارس، ويشكل لهم الذكرى بشقيها الحزين والمبهج أنه شهر الفراق والألم، وكذلك شهر الميلاد والأمومة ليهدونا كل عام كتاب "صحبة وأنا معهم" تقديم الكاتب مفيد فوزى، ويحمل اسم أحد وأهم برامجها حتى وصلوا إلى الجزء الرابع منه.
يعكس الزوج والكاتب الصحفى والإعلامى حالة من الحب الخالص والوفى لزوجته وأم ابنته حنان، فى كتاب حمل بين صفحاته الإحساس بالشجن والألم، الولع المختلط بكل ما فعلت الزوجة والإعلامية آمال العمدة، ليتدفق معه سيل الذكريات التى لا تنضب، وأطلق عليه أنه شىء من أدب الافتقاد وربما أنين أرغول حزين يتوجع فى صمت على فراق أليفته.
400 ورقة تحمل كثيراً من الحوارات التى أجرتها الإعلامية آمال العمدة مع أعلام ومشاهير مصر والوطن العربى، ضم الجزء الرابع 24 حواراً شيقاً وثرياً مع شخصيات أحياء منهم وأموات منهم الشيخ الشعراوى والدكتور عبد القادر حاتم ويوسف إدريس ومصطفى خليل وموسى صبرى وبابا شارو والدكتور سيد أبو النجا ويوسف شاهين وجلال الدين الحمامصى والسيد بدير وعبد الوهاب البياتى.
مفيد فوزى استطاع بجدارة الإعلامى أن يعكس أنفاس آمال العمدة مع من حاورتها، وأن يجسد روحها فى أسئلتها الشيقة والمبدعة، ربما استعاد هو رنين صوتها وهو يفرغ هذه الحوارات، وربما اشتاق للحظة خلاف معها تحيطها روح الحب والصداقة.
لكنه أيضا أخذنا لدنيا آمال العمدة واحدة من جيل الوسط الإذاعى الذى تركت بصمة كمذيعة للحوارات الصعبة، وغرامها بالعمل الصحفى وإدمانها للصحافة المسموعة بعد زواجها منه وصارت مذيعة، لا يمكن نسيانها، ونحن نستمتع بما تركته من تراث شرائط تذاع فى ذكراها، حقا أنها تسربت من بين أيدى الزوج والابنة إلى عالم الحق وتركت لهم ولنا الذكرى العطرة.
aj_server = 'http://rotator.adjuggler.com/servlet/ajrotator/'; aj_tagver = '1.0';
aj_zone = 'sarcom'; aj_adspot = '458170'; aj_page = '0'; aj_dim ='436842'; aj_ch = ''; aj_ct = ''; aj_kw = '';
aj_pv = true; aj_click = '';