بربكم هل سمعتم من قبل بدولة عضو في الأمم المتحدة وليس لها وجود على خارطة العالم ؟؟. وهل تصدقون أن تلك الدولة ليس فيها شعب أو سكان, وبلا ارض أو حدود ؟؟. .
أليست هذه المعلومة ضربا من ضروب المستحيل المطلق. ويرفضها العقل والمنطق ؟؟. .
بل الأكثر غرابة أن تلك الدولة معترف بها رسميا من قبل 98 دولة. ولها في تلك الدول سفارات, وتمثيل دبلوماسي, وتقيم معها علاقات متينة. من بينها 16 دولة إسلامية, وتسع دول عربية ؟.
وهل تصدقون إذا علمتم أن هذه الدولة تأسست قبل 927 عاما ؟؟. وان لها دستورها وكيانها المستقل ؟؟. وان لها أيضا ثلاثة أعلام رسمية. لكل علم استخداماته ودلالاته ؟؟. وان القانون الدولي ينص على سيادتها ؟؟.
والآن. وبعد أن تشوقتم إلى معرفة حقيقة تلك الدولة الغامضة. يحق لكم أن توجهوا الأسئلة التالية : ما اسم تلك الدولة؟ وكيف تأسست؟, وأين؟, ومتى ؟ وهل لها مكان معروف؟ وما سر هذا الغموض الذي يكتنف نشاطاتها؟ وما هي أجندتها الحقيقية ؟ وما سر قوتها واستمراريتها ؟ وما حكاية سفاراتها؟؟ وماذا تعمل في البلدان العربية؟ ومنذ متى؟؟. وهناك علامات استفهام كثيرة تحوم حول الأهداف الغامضة لنظام تلك الدولة. . واليك الجواب :
ما اسم تلك الحكومة ؟ :
اسمها حكومة ( النظام العسكري ذو السيادة المستقلة لمالطا ). ويكتب باللغة الانجليزية هكذا : SOVEREING MILITARY ORDER of MALTA ) )
وتختصر إلى (سموم SMOM ). وهي فعلا سموم, بل أنها مشبعة بالسم. ويطلق عليها أحيانا : ( مسلك مالطا العسكري السيادي ). أو ( المستشارية السامية العسكرية لفرسان مالطا ). .
ولا علاقة لها بدولة (جزيرة مالطا) الموجودة في البحر الأبيض المتوسط. وان اكتسبت اسمها عندما منحها الملك (شارل الخامس. ملك اسبانيا) إلى مجموعة من المقاتلين باسم (فرسان مالطا) في 24/3/1530.
متى تأسست ؟ :
بدأ ظهور هذه الدولة المثيرة للجدل عام 1070 ببيت المقدس في فلسطين, كهيئة داعمة لرعاية مرضى المسيحيين, أسسها بعض الايطاليين. .
وعندما قامت الحروب الصليبية الأولى ضد الإسلام عام 1097. وتم الاستيلاء على القدس. انشأ (جيرارد دي مارتيز) تنظيما منفصلا اسماه (فرسان القديس يوحنا الأورشليمي). وقد انبثقت عن الجماعة الأم الكبيرة. والمشهورة باسم ( فرسان المعبد KNIGHTS OF TEMPLAR ). . وهؤلاء بحكم درايتهم بأحوال فلسطين, قدموا للصليبيين مساعدات كبيرة في حروبهم مع المسلمين. وبخاصة بعد أن تحولوا إلى (تنظيم عسكري للفرسان) على يد (ريموند دو بوي) الذي قام بتشكيل التنظيم على أساس عسكري مسلح . وذاع صيتهم بسبب نزعتهم العدوانية وقسوتهم ووحشيتهم (1). .
ومازال التاريخ شاهدا على الحملة الدموية التي قام بها ( جودفروي Godfroi of Boullion ) في العام 1099 . عندما احتل بيت المقدس, ونكل وقتل وهتك أعراض المسلمين. وشرب من دمائهم حتى الثمالة. فالرقاب قطعت, والبيوت دمرت. وجثث وأشلاء المسلمين نساء ورجال وأطفال تناثرت. ونثرت في كل مكان (2) . .
وكان ذلك التنظيم القتالي ينقسم إلى ثلاثة فئات :
· (فرسان العدل) وهم من طبقة النبلاء.
· (القساوسة) الذين يقومون على تلبية الاحتياجات الروحية للتنظيم.
· (إخوان الخدمة) وهم الذين ينفذون الأوامر الصادرة إليهم.
فضلا عن المتبرعين الذين يطلق عليهم تسمية (الجوّادين Danats). وكانوا يساهمون بتقديم الأموال والأملاك . . وبفضل عوائد هذه الأملاك, وكذلك الهبات والإعانات. اخذ نفوذ ذلك التنظيم العسكرية ينمو ويتطور. حتى تحولوا إلى قوة قتالية فاعلة. لكنهم اضطروا إلى الفرار من فلسطين عام 1291. وذلك بعد تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي. فلجئوا إلى أوربا. وتنقلوا بين جزيرتي قبرص ورودس. ثم استقروا في جزيرة مالطا عام 1530. ومنها استمدوا اسمهم (فرسان مالطا Knights of Malta)(3). . وقد تميز هذا التنظيم منذ إقامته في مالطا بعدائه الشديد للإسلام. وقرصنته لسفن المسلمين. وغاراته البحرية على سواحل المدن الليبية والتونسية في شمال أفريقيا. حتى كونوا من عمليات القرصنة والغارات الساحلية ثروات كبيرة. وتوسع هذا التنظيم كثيرا تحت حماية الدولة الرومانية (4). .
ثم ساءت أحوالهم عام 1798 حين غزا نابليون بونابرت جزيرة مالطا. وأجبرهم على مغادرة الجزيرة. ففقدوا ممتلكاتهم وامتيازاتهم في فرنسا وايطاليا. ودخلوا في مرحلة الشتات والتفرق. واتجهت مجموعة منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وصادف وصولهم فترة الحروب الأهلية هناك. وشهدت تلك الفترة ظهور منظمة الـ ( كو كلوكس كلان Ku-Klux-Klan ) الإرهابية العنصرية. التي تطالب بسيادة الرجل الأبيض, ومنع مساواة المواطنين السود مع البيض في الحقوق. .
وتوثقت علاقة تنظيم (فرسان مالطا) الفارين إلى أمريكا بهذه المنظمة الإرهابية السيئة الصيت. وكانت تربطهم أهداف وأواصر عقائدية وعنصرية مشتركة. يمكن تلخيصها في ما يلي :-
- التشابه الكبير في الطقوس الاحتفالية بين (فرسان مالطا) وعناصر منظمة (الكو كلوكس كلان). إذ كانوا يرتدون ملابس بيضاء عليها صليب احمر. ويضعون على رؤوسهم أقنعة لا يظهر منها سوى العينين والأنف والفم. ويشعلون المشاعل النارية (5).
- ممارسة الاضطهاد الديني ضد السود والآسيويين المنحدرين من بلدان كانت تدين بالدين الإسلامي قبل نشر الحملات التبشيرية المسيحية.
- ممارسة التعسف العنصري الظالم ضد كل الملونين. وترسيخ فكرة تفوق الرجل الأبيض.
- إشاعة التطرف الديني الأعمى. والمطالبة بالعودة إلى أصول الدين المسيحي. والمذهب الكاثوليكي تحديدا. . .
أما الذين طردوا من جزيرة مالطا ولجئوا إلى أوربا. فقد انتهى بهم المطاف بالحصول على مقر لهم في روما عام 1834(6) .
واختفت أخبار (فرسان مالطا) منذ الحرب العالمية الأولى. ولم يعد يسمع عنهم بعدما استقر بعضهم في روما, والبعض الآخر في أمريكا. لكنهم عادوا إلى الظهور من جديد بقوة, منذ تسعينات القرن الماضي. عندما حشدت الولايات المتحدة الأمريكية كل قدراتها, العسكرية والاقتصادية, لمحاربة الإسلام والمسلمين. كعدو جديد بدل الشيوعية التي اندثرت. وإعلانها عن حتمية خوض ما أسمته بـ (صراع الحضارات). فأدرجت تنظيمات دولة (فرسان مالطا) ضمن الأساليب التعبوية. التي يمكن توظيفها ضد العرب والمسلمين في ذلك الصراع المحتوم. والاستفادة من احتماء (فرسان مالطا) خلف ستار المقاصد الخيرية والأهداف الإنسانية النبيلة. .
والتحقت بالتنظيم في فترات زمنية لاحقة كل من المحافل الماسونية, وعصابات المافيا, ومرتزقة بلاك ووتر ( Black Water ). وهذا ما أكدت عليه الصحف والمنشورات العالمية المشار إليها إزاء كل فئة من الفئات التي ارتبطت عقائديا وتعبويا بتنظيم دولة (فرسان مالطا). وهي حسب الترتيب الزمني :
· المحافل الماسونية Mason.
· عصابات المافيا Mafia Families(7) .
· مرتزقة (جيش البلاك ووتر (Black Water (8). .
أين يقع مقرها ؟ :
يقع المقر الرئيسي لحكومة (فرسان مالطا) حاليا في العاصمة الايطالية. ويحمل اسم (مقر مالطا). وهي دولة ذات سيادة بموجب أحكام القانون الدولي. ولها حكومتها الخاصة. ولها صفة مراقب دائم في المنظمات الدولية, مثل منظمة الأمم المتحدة. ولهذه الحكومة 47 جمعية وطنية, موزعة على خمسة قارات. وتقوم بإصدار جوازات السفر, وطباعة الطوابع المعترف بها دوليا. ولها عدة سفارات حول العالم. وعملتها هي الـ ( سوكو )(9). .
من هو رئيسها ؟ :
يلقب رئيس الحكومة بـ ( السيد الأعظم The Grand Master ). .
وهو الآن الأمير ( اندرو بيرتي Andrew Willoughby Ninian Bertie ). وهو من أصل بريطاني. ومن مواليد لندن 15/5/1929 . وينحدر من القبائل الانجلو ساكسونية القديمة. وتخرج في جامعة الاكسفورد. وتخصص بالتاريخ الحديث للكنائس المسيحية. وحصل من جامعة لندن على شهادة عليا بالدراسات الشرقية والأفريقية. وخدم في الجيش البريطاني للفترة (1948 – 1950), ضمن صفوف الحرس الاسكتلندي. والتحق بصفوف (فرسان مالطا) عام 1956 . وحصل على الحزام الأسود بالجودو. وتم انتخابه رئيسا للحكومة, مدى الحياة عام 1988. وهو الرئيس الثامن والسبعين لحكومة (فرسان مالطا). ويعاونه أربعة من كبار المسئولين, وقرابة عشرين من المسئولين الآخرين. ويعامل دوليا كرئيس دولة بكل الصلاحيات والحصانات الدبلوماسية التي يتمتع بها الرؤساء في العالم (10). .