منذ أن ساءت أحوال فريق برشلونة الاسباني العام الماضي تحت قيادة المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد وخروجه عامين متتالين خالي الوفاض من البطولات، بعد ان حصل على الليجا ودوري أبطال أوروبا موسم 2005/2006، اتبع النادي سياسة الاحلال والتجديد على مستوى اللاعبين والجهاز الفني.
الموقف تكرر "بالكربون" عندما تدهورت احوال فريق الكرة بنادي الزمالك، وجاء مدرب كبير بمعني الكلمة لينتشل الفريق من الأزمة المنغمس بها يدعى "هنري ميشيل".. وبالفعل أثبت ميشيل قدرته على استعادة اسم الزمالك وبدأ يرسم له ملامحه الخاصة.فبالرغم من ان الفريق الأبيض ودع كل البطولات التي خاضها إلا انه ودعها بعد أداء مشرف.
ففي بطولة الدوري حصل الزمالك على المركز الأول في المرحلة الثانية من المسابقة بعد عدة انتصارات مقنعة، وفي بطولة دوري أبطال إفريقيا انهزم بهدفين نظيفين في السودان على يد الهلال وتعادل في القاهرة بهدفين لكل فريق ليودع أيضا البطولة أما في بطولة كأس مصر فقد أدى الزمالك مباراة من أفضل مبارياته أمام الاهلي لينتهي اللقاء بنتيجة 3-4 وكان حينها السبب في سقوط الزمالك عدم وجود البدلاء الأكفاء حين غادر وسام العابدي وتامر عبد الحميد أرض الملعب بسبب الاصابة فضلا عن بطولة دوري أبطال العرب الذي خرج فيها على يد الفيصلي الاردني في القاهرة.
وفي فترة الاعداد التي قضاها ميشيل مع الزمالك في فرنسا، وضع المدرب الفرنسي قائمة اللاعبين الذين يجب الاستغناء عنهم وفي المقابل سعى للتعاقد مع أكثر من لاعب ممتاز لتدعيم الفريق ولكن سياسة الاحلال والتجديد لم تتوافق مع أهواء القائمين على الادارة لأن القائمة كانت تتضمن على سبيل المثال وليس الحصر حازم إمام وعبد الحليم علي وطارق السيد ووائل القباني وتامر عبد الحميد الذين هم بالفعل خارج حسابات النادي في الوقت الحالي، ولكن المدرب وجد نفسه وسط مجموعة من الهواة لا تسعى للتقدم خطوة واحدة للأمام فاتخذ القرار الصائب بالرحيل.
عندما فرط النادي الكتالوني في صانع الألعاب الساحر رونالدينيو والمدافع زامبروتا ولاعب الوسط ديكو وغيرهم، تعجبت كثيرا من ذلك القرار لأن بعضا من هؤلاء اللاعبين يمثلون القوام الأساسي للفريق، ليس هذا فحسب بل استغنت إدارة النادي عن فرانك ريكارد مدرب هؤلاء النجوم.
جاء خوسيب جوارديولا هذا الذي كان يدرب فريق الشباب بالنادي الكتالوني. جوارديولا شاب صغير في السابعة والثلاثين من عمره .. خبرته ليست بالكبيرة لتدريب فريق بحجم برشلونة مطالب بتحقيق انجازات في كل بطولة يخوضها .. وفوق كل ذلك لا يعرف عنه الكثير حول مدى قدرته في الوصول بالفريق لما وصل إليه الان.
سياسة التغيير التي أرساها المدرب الجديد في كل مباراة أثبتت نجاحها. فبالرغم من انه يستفيد بتبديلاته الثلاثة تقريبا في كل مباراة ويدفع بلاعبين غير منتظمين بالقائمة في مختلف المباريات إلا ان الفريق تأقلم على ذلك الوضع وجنى ثماره فكر المدرب الجديد في الوقت الحالي الذي يسعى لاراحة اللاعبين وضخ الدم في كيان الفريق وتجهيزهم لماراثوان المسابقات العدة سواء في أسبانيا أو في أوروبا.
وبالمقارنة بالدوريات الأوروبية، نجد أن برشلونة الأقوي هجوما على وجه الاطلاق حيث سجل 44 هدفا في 14 مباراة، في حين سجل تشيلسي الانجليزي 35 هدفا في 16 مباراة وانترناسيونالي الايطالي 35 هدفا في 15 مباراة و هوفينهايم الألماني 41 هدفا في 16 مباراة ومارسيليا الفرنسي 33 هدفا في 17 مباراة.
وعلى الرغم من ان معظم تلك الفرق قد لعبت مباريات أكثر من البارسا إلا ان أي منهم لم يتفوق بعدد الأهداف التي وصل إليها الفريق الكتالوني.
ويعد البارسا هو الفريق الوحيد الذي حصد 13 نقطة حتى الآن في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا الذي يضم 8 مجموعات، وهو الفريق الوحيد الذي حقق الفوز في 4 مباريات من أصل 5 خاضها حتى الآن. ليس ذلك فحسب، بل إن البارسا يحتل المركز الأول في عدد الأهداف في البطولة الأوروبية برصيد 16 هدفا، كما أنه الفريق الوحيد الذي ضمن تصدره لمجموعته بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخيرة.
وقد ذهلت أوروبا بأكملها بأسلوب البارسا الهجومي، فلا يوجد فريق يضاهي البارسا في نسبة استحواذه على الكرة (62%) أو حتى في عدد التسديد على مرمى المنافس (43) تسديدة ليعلن الفريق الكتالوني عن وجه جديد يبرق في سماء أوروبا يهابه الجميع ابتداء من فرق القمة وانتهاء بفرق المؤخرة.
ولأختم حديثي، أود ان أقول لإدارة الزمالك ان خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة قد واجه انتقادات كبيرة لاختياره جوارديولا مديرا فنيا لفريق كبير مثل البارسا ولكنه لم يلتفت لذلك ودعمه وأعطاه الثقة على الرغم من الصعوبات التي واجهته في بداية الموسم حيث خسر من نومانسيا في أول مباراة في الدوري وتعادل مع رينسج سانتاندير في المباراة الثانية، ولكن سياسة تدوير اللاعبين الذي اتبعها منح الجاهزية لكل اللاعبين في كل مباراة وأصبح لديه قائمة كبيرة مستعدة للعب في أي وقت.
وعلى العكس، فإن مجلس إدارة نادي الزمالك لم تكن لديها الجرأة لمواجهة مثل ذلك القرار الذي اتخذه المدير الفني الجديد الذي يجب ان ينصاعوا لقراراته لأنه أقدر شخص على معرفة قدرات الفريق ولكنهم للأسف خافوا من انقلاب البعض عليهم .. وفي النهاية أقول لكم "سيبوا العيش لخبازه".