شغلت أم كلثوم العالم العربي، بصوتها الهادر وحضورها الطاغي، لكن فضولهم حول حياتها الشخصية لم يشبعه أي تفصيل من هنا، أو صورة من هناك، ولم يصل إلينا سوى بعض النوادر التي تدل على «خفة دمها»، وعدد من الصور مع الكبار، عبد الناصر وعبد الوهاب والقصبجي، الأمر الذي يذكرنا بالسيدة فيروز التي تحتفظ بخصوصيتها ولا تقترب كثيرا من الإعلاميين.
قارئ سيرة أم كلثوم يلاحظ التباس علاقتها بالجنس الآخر، فتقول الدكتورة نعمات أحمد فؤاد ان والدها قبيل ولادتها في طماي الزهايرة، كان «يتقرب الى الرسول بالتواشيح والمدائح ليكون المولود ذكرا ويكون لخالد(ابنه) اخاً له سنداً».
لكن الدكتورة رتيبة الحفني تقول ان أم كلثوم «كانت معجزة في ولادتها، فوالدها الشيخ إبراهيم رأى في نومه ليلة 27 رمضان، حين غلبه النوم في المسجد، سيدة بملابس بيضاء يشع وجهها نوراً طرحت له لفافة خضراء، وحين فتحها وجد في داخلها شيئا له بريق فسأل ما هذا؟ قالت: هذه جوهرة وبشرى السعد حافظ عليها .
عاشت أم كلثوم عند الخط الرفيع بين الذكورة والأنوثة، ولمّا تمكّنت من إثبات نفسها عبر الغناء، وجد والدها الحل في ان تتنكر الفتاة في زي غلام، أما شعرها فتغطيه بكوفية وعقال، وهكذا بدت أم كلثوم كالبدوية. أما غاية الوالد من ذلك بحسب الكاتبة نعمات احمد فؤاد فكانت إقناع الجمهور بأن «المغنية» صبي صغير وليست فتاة.
وفي بداية ظهورها الفني، كان خصومها ومديرو المغنيات الأخريات يسألون«هل هي بنت ام ولد؟»، وقد أطلق عليها بعض هؤلاء«السيد أم كلثوم».
تقول كاتبة سيرتها الذاتية «ان المغنية المصرية تفوّقت على غريماتها على الرغم من ان الجمال كان سلاحا حاداً ضدها».
كان الشكل الذي ظهرت عليه أم كلثوم حياديا