ليلة الجمعة أقضيها مستيقظة اخشي من غدر جدتي فقد ذهبت مرتين دوني وتركتني أنام،ولم تشفع عندها رجاءاتي أن تيقظني لمرافقتها ، لم اعشق الفساتين ولا التنانير عرفت سراويل الجينز وأحذيةالرياضة أمشط شعري كيفما اتفق وأظل طوال الوقت أحدث جدتي من غرفتي حتى أعرف أنها لم تغافلني وتخرج في جنح الظلام وأتأكد أنها ما زالت تنتظرني ، احمل كيس المكسرات والبسكويت وأتمسك بيد جدتي و كنت اشعر بأنني مميزة في مدرستي حين تسألني معلمتي إذا سمحوا لنا بالزيارة أم لا، أو تسأل عن أخبار إضراب المعتقلين لي كل أسبوعين قصة جديدة ارويها لزميلاتي،في ظل غياب سلطة أبى تعلمت التمرد على أمي وساندتني جدتي التي كلما ازدادت في العمر تقدما قلت درجة تحفظها على عاداتنا وتقاليدنا، فهي التى سمحت لي أن أجرب طعم السجائر وأنا ابنة الخامسة عشر وهى التى ناصرتني حين أردت تعلم قيادة السيارة في وقت الذي لم يكن يسمح فيه لأي فتاه بقيادتها، وهى التى لم تنهرني حين كنت أصغى لحديثها مع نساء الحارة
وحين كبرت كانت في كل مرة أقترب منها تسألني متى سأحدثها عن فارسي أهرب منها لا يوجد فارس. هم فوارس يا جدتي حلت بي اللعنة حفيدتك لا تعشق فارس.