تقرير انهيار إسرائيل جاء للتخويف من عودة الفلسطينيين لأراضيهم
تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية С.I.Aا لذى أكد أن انهيار إسرائيل خلال الـ 20 عاماً المقبلة أمر محتوم ولا مفر منه، تسبب الأسبوع الماضى فى إثارة الكثير من ردود الفعل لدى الأوساط العربية والغربية أيضا، وذلك بسبب صدور التقرير من أجهزة الاستخبارات التابعة لدولة تمثل الحليف الأول لإسرائيل فى الشرق الأوسط.
تقرير الاستخبارات المركزية الأمريكية كشف عنه الصحفى والمحامى الدولى الأمريكى البارز فرانكلين لامب، فى حوار أدلى به إلى قناة برس التليفزيونية الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية، وهو الحوار الذى أوضح فيه لامب أن وكالة الاستخبارات الأمريكية " С.I.A " أصدرت مؤخراً تقريرا حول مستقبل إسرائيل توقعت فيه سقوط الدولة العبرية خلال 20 عاما.
كما أوضح لامب أن التقرير كان سريا، وأن الاستخبارات الأمريكية وزعته فقط على نواب مجلس الشيوخ الأمريكى وأعضاء اللجنة المنتخبة فى البرلمان، وقال إن التقرير تنبأ بانهيار قريب لإسرائيل بسبب توقع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة ونزوح ما يقرب من 2 مليون إسرائيلى إلى الولايات المتحدة خلال الـ15 سنة القادمة، بالإضافة إلى عودة أكثر من مليون ونصف إسرائيلى إلى روسيا وأجزاء أخرى من أوروبا، هذا بجانب انخفاض معدلات المواليد الإسرائيلية مقابل زيادة فى عدد السكان الفلسطينيين.
وذكر التقرير أن هناك أكثر من 500 ألف إسرائيلى يحملون جوازات سفر أمريكية، وأن أكثر من 300 ألف منهم يعيشون فقط فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وأن الإسرائيليين الذين لا يحملون جوازات سفر أمريكية أو غربية، يعملون على استخراج جوازات سفر تؤهلهم لمغادرة إسرائيل.
أمر صعب التصديق
د. محمد أبو غدير، أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر، قال إن هذا التقرير من الصعب تصديقه، فمثل هذه التقارير التى تتنبأ بانهيار إسرائيل أصدرتها من قبل مراكز بحثية كثيرة فى دول مختلفة من العالم، وكان من هذه الدول مصر، هذا بجانب وجود الكثير من الكتب التى تناولت انهيار إسرائيل خلال عقود، ولكن هذه الكتب والدراسات تناولت انهيار إسرائيل بشكل مبالغ فيه وخال من المصداقية ، مضيفا أن الهجرة العكسية من إسرائيل لا تمثل عاملا كافيا لانهيار دولة فى حجم إسرائيل تعتمد على المؤسسات، فالهجرة العكسية تقابلها هجرة إلى إسرائيل من دول مختلفة، وهى هجرة أدت إلى ازدياد عدد سكان إسرائيل مما كانت عليه فى السنوات الماضية ليصل إلى أكثر من 7 ملايين نسمة.
وإسرائيل، حسبما يرى أبو غدير، تعتمد على عناصر تعزز بقاءها واستمرارها، وأول هذه العناصر.. توفير الاكتفاء الذاتى لها من خلال خلق اقتصاد قوى يؤمن بقاء الدولة، وتم من خلال تطوير مختلف المجالات الزراعية والصناعية والعسكرية التى تضع إسرائيل مع الدول المتقدمة، هذا بجانب اعتمادها على الدول الكبرى لضمان بقائها، ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، والصين التى بدأت تل أبيب منذ سنوات فى فتح علاقات استراتيجية معها، والعنصر الأخير الذى تعتمد عليه إسرائيل فى بقائها هو " الضعف العربي" الذى يشكل وجوده استمرارا لنفوذ وبقاء إسرائيل فى المنطقة، ورغم ذلك أشار أبو غدير إلى أن هناك اعتقادا سائدا داخل إسرائيل بأنها غير باقية للأبد، وهذا الاعتقاد ينتج عن عدم تأسيس دولة إسرائيل بصورة طبيعية، لهذا فهى معرضة إلى الانهيار بشكل غير متوقع ، ولكنه رأى أن هذا الانهيار سيكون بعد عقود طويلة وليس سنوات معدودة.
تنبؤات قديمة
فى نفس السياق ، أكد د. عماد جاد رئيس تحرير دورية " مختارات إسرائيلية" أن موضوع انهيار إسرائيل الذى فجره التقرير غير منطقى بالمرة، لأن إسرائيل فى وقتنا هذا دولة متقدمة فى جميع المجالات، وبخاصة المجال التكنولوجى والنووى، هذا بجانب أنها دولة وليدة تسعى إلى تعزيز قوتها عن طريق توطيد علاقاتها بالدول العظمى، وذكر جاد أن اليسار الإسرائيلى تبنى من قبل أفكار تتحدث عن انهيار الدولة العبرية، ولكن هذه الأفكار باءت بالتجاهل لأنها لم تتحقق على أرض الواقع.
د. سعيد عكاشة رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمنظمة العربية لمناهضة التميز، اعتبر أن التنبؤات حول انهيار إسرائيل كثيرة جدا منذ تأسيس الدولة ومستمرة حتى الآن، موضحاً أن التيارات اليسارية والحركات المناهضة للصهيونية داخل إسرائيل أول من تبنى فكرة انهيار دولة إسرائيل، وهنا أكد عكاشة أن التقرير الذى كشف عنه لامب مبالغ فيه، ورأى أنه بعد مرور 60 عاما من تأسيس دولة إسرائيل فإن مواطنى هذه الدولة يعتبرون إسرائيل ملجأهم ووطنهم الوحيد، ولا ينظرون إلى أى دولة أخرى على اعتبارها وطنا لهم، لهذا فهم غير مستعدين لمغادرتها، مع تأكيده على أن اليمين الإسرائيلى يقوى هذه النزعة الوطنية لدى مواطنى إسرائيل، وأخيرا أوضح عكاشة أن المشكلة الديموغرافية التى نتجت عن ازدياد السكان عن المواطنين الإسرئيليين تعتبر المشكلة الحقيقية التى تهدد وجود إسرائيل، لهذا تعمل الأجهزة الإدارية فى إسرائيل على حل هذه المشكلة بشتى الطرق