أن الكنسية الأرثوذكسية بمصر رحبت بفيلمه الذي يجسد فيه السيدة مريم العذراء، نافيا -في الوقت نفسه- ما تردد حول مشاركتها في الإنتاج.
يأتي ذلك في الوقت الذي انسحب فيه الأزهر من القضية، ورمى الكرة في ملعب الكنيسة، لأن الدراما تتعلق بوجهة نظر لاهوتية مسيحية، وبالتالي فليس للأزهر علاقة بالموضوع بحسب مصادر صحفية، لكن بعض القساوسة رفضوا الفكرة من الأساس.
ومعروف أن الأزهر يرفض تجسيد الأنبياء عليهم السلام أو الصحابة رضي الله عنهم في الأفلام السينمائية أو المسلسلات الدرامية.
وقال غالي الكنيسة ترحب بالفيلم، وترى أنه يحتاج إلى ميزانية ضخمة حتى يخرج بصورة عالمية، يمكن من خلالها استخدامه في تنشيط السياحة الدينية، خاصة أن المسيح والعذراء مرا على معظم المدن المصرية -بحسب صحيفة المصري الأربعاء 25 مارس/آذار-.
وأشار إلى أنه والمنتج يعكفان حاليا على اختيار مخرج للفيلم ثم اختيار الممثلين، وقال تم الاستقرار على إسناد دور يوسف النجار للفنان عمر الشريف، وتبقى الشخصيتان الأساسيتان، وهما دور مريم العذراء والطفل الذي سيقوم بدور المسيح.
وأوضح السيناريست المصري أن الاختيار سيعتمد على الملامح والموهبة، مرجحا أن تكون شخصية العذراء وجها جديدا، وأعلن أن الفيلم سيبدأ بحادث الصلب وتسير أحداثه بطريقة الفلاش باك للعذراء، وهي تتذكر طفولة المسيح.
قصة متخيلة
ولفت إلى أنه كتب فى صدر الفيلم أنها قصة متخيلة لم ترد في الأناجيل، ولكنها مأخوذة من عشرات المراجع التي تحدثت عن رحلة المسيح إلى مصر.
من جهة أخرى، رفع الأنبا مرقس رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة القبطية تقريرا إلى البابا شنودة عن سيناريو الفيلم، وذكر مرقس فى تقريره ما يشير إلى موافقة الكنيسة على السماح للمنتج محمد عشوب بالبدء في إجراءات تصويره.
وجاء في التقرير أن سيناريو فيلم "المسيح والآخر" يروي قصة هروب العائلة المقدسة إلى مصر، واستند كاتبه إلى مراجع عالمية، خصوصا فيما يتعلق بتفاصيل مطاردة الملك هيردوس للعائلة المقدسة في مصر، والمعجزات التي قام بها الطفل يسوع لكثير من المصريين، وأن السيناريو يؤكد أن المسيح جاء من أجل العالم كله.
وقال الأنبا مرقس لا شك أن السيناريو بذل فيه مجهود كبير يجعل من يتابع أحداثه لا يستطيع تركه إلا بعد الانتهاء منه، ووصفه بأنه "يستحق التقدير"، واختتم التقرير برجاء إلى البابا شنودة أن يقرأ السيناريو والاجتماع بالمؤلف والمنتج لإعطائهما النصائح والتوجيهات قبل البدء في التصوير.
جلسة مع البابا
كانت صحيفة "المصري اليوم" قد أشارت إلى أن جلسة جمعت بين السيناريست المسيحي وبين البابا شنودة منذ فترة، وتم فيها شرح رؤيته حول هذا العمل المصري الفني الأول، الذي يتحدث فيه عن حياة المسيح -عليه السلام- من وحي كاتب مسيحي أرثوذكسي، يوضح فيه المفاهيم المغلوطة التي قدمها الغرب عن صورة المسيح بالشعر الأصفر والعيون الزرقاء، وذلك لكي يتم تقديمه بصورة صحيحة أمام الغرب؛ إلا أنه لم يتم إصدار قرار بالموافقة أو بالرفض حتى اللحظة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيناريو نفسه أخذ وقتا كبيرا من الاعتراضات من قبل الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، إلا أنهما سحبا نفسيهما بطريقة محترمة على حد قول "غالي" لجريدة "الفجر" المصرية مؤخرا، باعتبار أن السيناريو من وجهة نظرهم -كما قال- يتطرق إلى نبي من الأنبياء، وهو أمر محظور، نظرا لحظر ظهور الأنبياء في الأعمال الفنية، وكذلك الحال مع الرقابة التي رفضت البت في السيناريو، إلا بعد موافقة الكنيسة.
وكان النجم المصري العالمي عمر الشريف قد وافق على أداء دور يوسف النجار في الفيلم دون شروط، خاصة أن الدور يبدو مناسبا له، إذ إن عمر يوسف النجار كان 80 عاما.