تناولت حلقة هذاالاسبوع من برنامج اختراق الحالة الصحية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر و اكتشافه الاصابة بمرض السكر والاشاعات التى انتشرت عقب وفاته من انه تم قتله بالسم بطئ المفعول أو عن طريق تفاحة مسمومة كانت ضمن صندوق تفاح لبنانى قدم له كهدية من الوفد اللبنانى .وان شهادة وفاته غير صحيحة خاصة بالنسبة لتوقيت الوفاة .
استضاف عمرو الليثى ابنتا الرئيس د.هدى ومنى عبد الناصر والكاتب الصحفى محمود صلاح والنائب مصطفى بكرى و د.حمدى السيد احد اعضاء فريق الاطباء المعالجين للرئيس والذى كان متواجدا بمنزل الرئيس يوم الوفاة .كما استمع لشهادة سامى شرف مدير مكتب الرئيس .ولشهادة الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل .
اكتشاف السكر :
اتفق جميع المتحدثين على ان الاطباء اكتشفوا اصابة عبد الناصر بمرض السكر عام 1958 عقب زيارة لموسكو اعتبر ناصر نتائجها سيئة ودليل على ان الاتحاد السوفيتى لا يتعامل معه كزعيم للامة العربية بعد ان طلب منهم مساعدة العراق الا انهم رفضوا .وكانت الجلسة بين ناصر و خرشوف قد استمرت 16 ساعة ورفض خرشوف الاعتراف بثورة العراق فأدرك الرئيس انه ضعيف امام حليفه مما احزنه واثر على حالته الصحية وقالت ابنته منى ان والدها كان لديه استعداد وراثى للاصابة بالسكر خاصة ان احد اشقائه اصيب به كما ساعدت ساعات عمله الطويلة والاجهاد المستمر على ظهور المرض .وقد وافق الرئيس فور اكتشاف الاطباء لاصابته على السير على نظام غذائى كعلاج اولى الا انه لم يستطع منع الانفعال وتخفيض ساعات العمل .
الانفصال وازدياد السكر :
ازدادت متاعب السكر على الرئيس وارتفع معدله بصورة مذهلة بعد الانفصال عن سوريا بعد ان فؤجئ الرئيس بانهيار احلامه حول الوحدة العربية وفقدانه للارتباط بسوريا والذى احب شعبها الذى حمل سيارته فوق الاعناق فى سابقة لم تحدث فى العالم ولم تتكرر حتى الان .وجاءت احداث اليمن عقب الانفصال لتزيد آلام ناصر وتدخله فى حالة صحية سيئة .
وقد نفى د.الصاوى ما ردده البعض عن اصابة الرئيس بالسكر البرونزى وهو اخطر انواع السكر واكد انه كان يعانى من سكر عادى وان فريقه المعالج كان يقوم بتحليل نسبة السكر يوميا له وكان يتناول اقراص بالاضافة للانسولين مع نظام غذائى خاص .واضاف انه تم ارسال عينة من دم الرئيس لاشهر معامل التحليل فى المانيا لمتابعة حالة الرئيس.
النكسة والقتل النفسى :
جاءت نكسة 1976 بمثابة قتل نفسى و معنوى للرئيس عبد الناصر خاصة وانه كان يصر يوميا على الاستماع للاذاعات الشامتة قبل ان يخلد للنوم .كما كان يعمل 15 ساعة يوميا و يستيقظ فى السادسة صباحا ليواصل العمل مما اصابه باجهاد شديد ادى الى التهاب اعصاب القدم اليمنى مع احتكاك شريان القدم بالعصب والذى ادى الى الام مبرحة بالقدم .وكان التدخين الشره من ضمن الاسباب التى ادت الى تفاقم الحالة الصحية .
وعندما قام الرئيس بزيارة لموسكو كان يحاول اخفاء الالم الذى يشعر به الا انه وافق على عرض نفسه على الاطباء الروس الذين طلبوا منه العودة مرة اخرى لموسكو بعد اسابيع كما امتنع عن التدخين تنفيذا لتوصيتهم وحصل على اجازة قضاها فى المعمورة الا انه عمل خلالها مضطرا و بعد عودته الثانية للعلاج بدأت استعدادات فى المنزل احست منها السيدة زوجته ان هناك شئ لا تعلمه يحدث فى الخفاء خاصة عندما قاموا بتركيب اسانسير داخلى للرئيس.
برنامج مرفوض :
عقب زيارة لليبيا اجهد الرئيس فيها نفسه نظرا للاستقبال الشعبى الحار الذى استمر عدة ساعات سافر الرئيس لموسكو للعلاج على يد اشهر طبيب قلب روسى والذى وضع له نظام عمل رفضه الرئيس تماما حيث طلب منه ان يعمل 5 ساعات يوميا و5 ايام اسبوعيا و 3 اسابيع شهريا الا انه رفض الامر برمته بل وفكر فى التنحى افضل من ان يعمل لايام معدودة الا انه خشى ان تفسر استقالته بسبب النكسة وعدم قدرته على اعادة بناء القوات المسلحة مرة اخرى واستمر يعمل فى اصرار على استعادة ما ضاع وكان الرئيس يرفض ان يخلد للنوم يوميا الا بعد ان يطمان على عودة ابطال حرب الاستنزاف سالمين بل ويصر على قراءة التقارير الخاصة بالمصابين منهم .