مع اقتراب الخطوة الإفتتاحية بمشوار المنتخب المصري لكرة القدم مع تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا والتي يأمل المصريون أن تعيدهم للبطولة الأهم والأكبر عالمياً بعد عشرين عاماً من الغياب, تعود الذكريات لمشوار امتد لخمس وسبعين عاماً حملت معظمها ذكريات غير طيبة للجماهير المصرية في مقابل نقطتين مضيئتين فصلهما أكثر من نصف قرن وكانتا في نفس الأراضي, حيث تأهل المنتخب المصري لنهائيات كأس العالم مرتين، كانت الأولى بإيطاليا عام 1934 والثانية بنفس الدولة عام 1990.
البدايات .. تأهل تاريخي ثم غيابات متتالية
بدأت مصر تاريخها مع تصفيات كأس العالم لكرة القدم يوم السادس عشر من مارس عام 1934 ضمن التصفيات المؤهلة لثاني بطولات كأس العالم والتي أقيمت بإيطاليا في العام نفسه, وكانت البطولة الأولى التي تُقام تصفيات تأهيلية لتحديد المنتخبات المشاركة.
واقتصرت التصفيات بالنسبة للمنتخب المصري على مباراتي ذهاب وإياب مع نظيره الفلسطيني وكانت الأولى بالقاهرة وإنتهت بفوز كبير للمنتخب المصري بسبعة أهداف مقابل هدف وأقيم لقاء العودة بالأراضي الفلسطينية يوم السادس من أبريل وإنتهى أيضاً بفوز المنتخب المصري بأربعة أهداف مقابل هدف، ليتأهل المنتخب المصري لنهائيات كأس العالم كأول منتخب عربي وإفريقي يشارك بالبطولة في تاريخها.
وأوقعت القرعة المنتخب المصري في مواجهة المنتخب المجري بالدور الأول وأقيم اللقاء بستاد جورجيو أسكاريللي في نابولي وأداره الحكم الإيطالي رينالدو بارلازينا وإنتهى بفوز المنتخب المجري بأربعة أهداف مقابل هدفين وسط حضور إثني عشر ألف متفرج، وسجل عبد الرحمن فوزي هدفي المنتخب المصري، بينما سجل تولدي " هدفين " وتيليكي وفينتشي أهداف المنتخب المجري.
وفي التصفيات المؤهلة للبطولة التالية عام 1938 بفرنسا أوقعت القرعة المنتخب المصري بمواجهة منتخب رومانيا، ولكن المنتخب المصري انسحب من هذه التصفيات اعتراضاً على مكان وتوقيت المباراتين المحددتين.
وبعدما توقفت بطولات كأس العالم لمدة اثني عشر عاماً بسبب الحرب العالمية الثانية, عادت للحياة عام 1950 واستضافت البرازيل البطولة في هذا العام ولم يشارك المنتخب المصري بتصفيات هذه البطولة, وبتصفيات البطولة التالية التي أقيمت بسويسرا عام 1954 أوقعت القرعة المنتخب المصري بمواجهة منتخب إيطاليا, وأقيم لقاء الذهاب بالقاهرة في الثالث عشر من نوفمبر عام 1953 وفاز المنتخب الإيطالي بهدفين مقابل هدف قبل أن يكرر فوزه إياباً في ميلانو بخمسة أهداف مقابل هدف .
وفي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1958 بالسويد انسحب المنتخب المصري مرة أخرى ولم يشارك بمواجهته المفترضة أمام المنتخب السوداني والذي انسحب بدوره من المرحلة التالية، رفضاً مواجهة الكيان الصهيوني.
وانسحب المنتخب المصري أيضاً من المشاركة بتصفيات كأس العالم 1962 بتشيلي، ولكن هذه المرة تحت لواء الجمهورية العربية المتحدة أثناء الوحدة مع سوريا .
وعاد المنتخب المصري للانسحاب مرة أخرى بتصفيات كأس العالم 1966 بإنجلترا ولكن هذه المرة كان الإنسحاب جماعياً من منتخبات مجموعته التي ضمت إلى جواره ليبيا ونيجيريا اعتراضاً على نظام التصفيات وتوزيع المجموعات .
وشهدت تصفيات كأس العالم 1970 بالمكسيك " إستقلالية " أفريقية بالتصفيات , حيث كانت أول تصفيات مستقلة للقارة الأفريقية لتضمن القارة مقعداً لها بعد غياب ستة وثلاثين عاماً منذ المشاركة الأولى للقارة عن طريق المنتخب المصري بإيطاليا عام 1934 , ولكن غياب المنتخب المصري عن التصفيات تواصل ولكن هذه المرة بسبب الظروف السياسية حيث تجمد النشاط الرياضي بالدولة استعداداً لحرب استرداد سيناء.
"عقدة" عربية تمنع العودة للنهائيات
بعد غياب استمر لما يقرب من عشرين عاماً عاد المنتخب المصري للمشاركة بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بألمانيا الغربية عام 1974, وأوقعت القرعة المنتخب المصري في مواجهة منتخب تونس بالدور التمهيدي وفازت مصر ذهاباً بهدفين مقابل هدف بالقاهرة قبل أن يرد المنتخب التونسي بهدفين نظيفين في تونس ليغادر منتخب مصر التصفيات مبكراً.
المنتخبات العربية أعاقت مسيرة الفراعنة كثيراً
وبالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 1978 بالأرجنتين واجه المنتخب المصري منتخب أثيوبيا بالدور التمهيدي الأول وفاز عليه ذهاباً وإياباً بثلاثية نظيفة في القاهرة , ثم بهدفين مقابل هدف في أديس أبابا وبالدور التمهيدي الثاني واجه المنتخب الكيني وتعادل معه سلبياً في نيروبي قبل أن يفوز المنتخب المصري بهدف نظيف في القاهرة ليتأهل للمرحلة الثالثة التي واجه بها منتخب زامبيا , وفاز المنتخب المصري بمباراة الذهاب في القاهرة بهدفين مقابل لا شيء قبل أن يتعادل المنتخبان سلبياً في لوساكا ليتأهل المنتخب المصري للمرحلة النهائية من التصفيات.
وضمت المجموعة النهائية منتخبي تونس ونيجيريا إلى جانب المنتخب المصري , وافتتح منتخب مصر مبارياته بخسارة ثقيلة أمام نيجيريا برباعية نظيفة قبل أن يرد على نفس المنتخب بثلاثة أهداف مقابل هدف في القاهرة ثم يفوز على المنتخب التونسي بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليتصدر المجموعة قبل جولة من النهاية ويصبح بحاجة للتعادل فقط في تونس للعودة لنهائيات كأس العالم لكن المنتخب التونسي حقق