احترس: العالم مقبل على حرب شاملة

هل نحن مقبلون على حرب شاملة مصيرية
ما الذي تريده امريكا وما هو مخططها للشرق الاوسط من خلال هذه الحرب


قبل اربعة ايام من اسر الجنديين الاسرائيليين في عملية عسكرية متقنة نفذها حزب الله ، كانت المخابرات الاسرائيلية قد طلبت من خلاياها النائمة في لبنان الاستنفار وزودتهم باجهزة متطورة ، وقبل يوم من عملية الاسر قررت المخابرات الاسرائيلية والامريكية الغاء او تأجيل زيارة رامسفيلد الى اسرائيل التي كانت مقررة ذلك اليوم.

وقبل اكثر من عام بقليل قدم ضابط اسرائيلي كبير لمجموعة من الامريكيين والاسرائيليين تقريرا استخدم فيه ال باوربوينت عن سيناريو الحرب على لبنان التي تنفذ الان ، وجاء في تقريره ان تنفيذ العملية سيحتاج الى ثلاثة اسابيع ، الاول سيكون لتدمير الصواريخ بعيدة المدى لدى حزب الله ومقرات قياداته التنفيذية وكذلك تدمير خطوط الاتصال والنقل ، وفي الاسبوع الثاني سيتم التركيز على مهاجمة مواقع محددة لاطلاق الصواريخ ومخازن اسلحة ، وفي الاسبوع الثالث ستبدأ القوات البرية وباعداد كبيرة بالعمل على مهاجمة اهداف محددة اكتشفت من خلال الاستطلاع والتجسس، هذا ما نشر في سان فرانسيسكو امس الجمعة 21-7-06 .

لا يمكن لعاقل ان يصدق ان ما تقوم به اسرائيل وامريكا في لبنان هذه الايام سببه اسر الجنديين ، كما لم تكن حرب عام 1982 بسبب اصابة سفير اسرائيل في لندن في ذلك الوقت ، وكان خبير سوفياتي قد كشف في اواخر الثمانينات ان ما قامت به اسرائيل في لبنان من خلال حرب عام 1982 تم اعداد السيناريو له في اواخر الخمسينيات في اروقة المخابرات الاسرائيلية ، وتوفي هذا الخبير في التسعينيات في موسكو خلال حادث سير غامض .

الهجوم الحالي على لبنان من الذي يقوده ويقرر فيه هل هي اسرائيل ام امريكا ، اذا كان هدف اسرائيل التي لا تزعجها الانظمة العربية (اليميني منها واليساري) التخلص من حزب الله الذي يقض مضاجعها باستمرار ، وكسر شوكة المقاومة الفلسطينية ، فان هدف امريكا اوسع من ذلك بكثير ، وخاصة بعد فشلها في العراق والى حد ما في افغانستان وعدم قدرتها على تجييش تحالف دولي ضد ايران واخضاعها .

امريكا تريد التخلص من النظام السوري وانزال ضربة موجعة بايران ، واعادة تشكيل الخارطة السياسية وربما الجغرافية في الشرق الاوسط وخلال ذلك وبعده حل مشاكلها في العراق ، والموقف العلني الحالي ضد وقف اطلاق النار وتخيير سوريا بين الخنوع او العقاب ، وضرورة اعادة تشكيل الشرق الاوسط ، والفرصة الذهبية الحالية لامريكا للقيام بتنفيذ هذه المخططات من خلال اتباعها في المنطقة ، بدون خسائر بشرية مباشرة من جنودها ، كل ذلك يدلل على ان الولايات المتحدة سائرة في مخططاتها . والمطبخ السياسي في امريكا يعتقد ان ستين عاما من الدعم اللامحدود لاسرائيل يعطيهم الحق باجبارها على خوض هذه الحرب، وكذلك الحماية التي توفرها للعديد من الانظمة في الشرق الاوسط تجعلهم يفرضوا عليها اتخاذ الموقف الذي تريده امريكا لمساعدتها في تنفيذ ما تريد، اذن ما الذي ستفعله امريكا . بقلم احمد شعلان

1-اجبار اسرائيل على مواصلة الحرب مهما كانت خسائرها وتزويدها بكل ما تريد من اسلحة وغيرها .

2-عقد المؤتمر الذي يتحدثون عنه الاسبوع المقبل في روما او في أي مكان اخر بحضور حلافائهم بالاساس واتخاذ قرارات على شاكلة القضاء على الارهاب ومعاقبة الدول الراعية للارهاب ، وبعد المؤتمر ستعطي نفسها الحق بتفسير قراراته وتنفيذها ، ومثلما حصل في الحرب الاولى على العراق ، ستقوم بدعم الانظمة العربية التي ستشارك معها في تنفيذ مخططاتها من خلال قرارات بحل القضية الفلسطينية بنسخة معدلة من خطة اولمرت ليس بالضرورة تنفيذها لاحقا ، وربما تقوم من اجل التمويه بالبدء ببعض الخطوات غير الجوهرية ، او تنفيذها بالكامل من خلال اقامة دولة فلسطينية ممسوخة تضم لاحقا للاردن .

3-بعد المؤتمر القيام بهجمات اسرائيلية على سوريا وجر ايران للمعركة (مستغلين وجود رئيسها الحالي) ولا يهم طبعا سقوط الاف او عشرات الالاف من القتلى الاسرائيليين ومثلهم من العرب ، وفي كل الاحوال الجيش الامريكي موجود بقوة في المنطقة وسيزيد من وجوده في دول المنطقة بحجة التصدي لاي طاريء ولحماية انظمتها .

4-تصفية القضية الفلسطينية والسيطرة الامريكية الاسرائلية الكاملة على الشرق الاوسط .

ولكن ما لم تؤخذه امريكا بالحسبان في هذه المخططات

1-على الصعيد الاسرائيلي : ستقوم اسرائيل بمحاولة عرقلة هذه الخطة التي ستخسرها كثيرا على الصعيد البشري وقد بدأت بعض الاصوات في اسرائيل من غير اليسار التقليدي غير المؤثر بالمطالبة بقوة بوقف الحرب ، وستحاول اسرائيل تغيير الخطة للحد من خسائرها البشرية ، وخوفا من ان لا تسير الامور حسب ما هو مخطط لها ، وهي التي لا تستطيع المجازفة.

2-على الصعيد العربي : قوة حزب الله اكبر من التقديرات السابقة ، وكذلك سوريا هذه المرة ليس امامها خيار للمناورة ولا تستطيع سوى الدفاع عن نفسها ، وايران قادرة على انزال ضربات موجعة باسرائيل من خلال سوريا او بشكل مباشر ، ربما لا تستطيع تحملها . والاهم ما هو غير منظور مثل ثورات شعبية او انقلابات عسكرية في بعض الدول العربية ستقلب الامور رأسا على عقب وتخسر امريكا واسرائيل في المنظور الاستراتيجي . يضاف الى ذلك ما الذي سيجري في فلسطين خلال ذلك ، عمليات عسكرية انتحارية وغيرها في داخل اسرائيل، سقوط نهائي للسلطة، تغير في الخارطة السياسية الفلسطينية.

3-على الصعيد الدولي : موقف روسيا بوتين والصين وبعض الدول الاوروبية وحتى في امريكا اللاتينية واسيا، اضافة الى الموقف الشعبي الاوروبي ، لن تكون حسب ما تريده امريكا وربما تصبح مؤثره خاصة اذا لم تسر الامور كما خططت لها امريكا او اذا استمرت الحرب لفترة طويلة.

اذن نحن مقبلون على حسم مصيري ، فهل سيقوم العرب كشعب في المساهمة في اعادة تشكيل المنطقة لصالحهم .