تحالفات وتربيطات انتخابات اتحاد الكتاب تصوير: احمد اسماعيل وعمرو دياب
التوازنات والتربيطات هى المتحكم الأول فى انتخابات اتحاد كتاب مصر، من بدايتها حتى إعلان النتائج، ولم تتم كما كان يدعى البعض بغرض خدمة أعضاء الاتحاد أو تحسين صورة الأدباء والمثقفين.
كانت البداية فى العاشرة من صباح أمس الجمعة، مع بدء الجمعية العمومية وقبل 3 ساعات من بدء التصويت، وكانت قوائم انتخابية "مضروبة" توزع لتخدم فئة معينة، وتضم هذه القوائم أسماء لم تحضر الانتخابات أصلاً، ولم تقدم برنامجها إلى الأعضاء، ولم تحاول أن تتواصل معهم ومنهم الكاتبة إقبال بركة التى لم توزع منشوراً واحداً للدعاية لها، وحنفى المحلاوى، بينما كان محمد ثابت أكثر الأعضاء دعاية لنفسه فى الانتخابات، ويوزع الأقلام والسبح والأجندات والشنط والهدايا، ورغم ذلك لم يستطع الوصول إلى عضوية الاتحاد، ولم يلق قبولاً عند الأعضاء.
منذ ظهر الأمس، كانت القوائم تتحرك على ثلاثة اتجاهات، الاتجاه الأول بقيادة المرشح حزين عمر، ويسانده من داخل المجلس أعضاء لم يشملهم التجديد النصفى، وهم جمال التلاوى وعلاء عبد الهادى، بهدف مساندة حزين عمر للوصول إلى الكراسى الأربعة الكبيرة رئاسة الاتحاد ونائب رئيس الاتحاد وأمين الصندوق وسكرتير الاتحاد، لما لهذه المناصب من بريقها الخاص، بالإضافة إلى كثرة التنقلات، سواء داخل مصر أو خارجها، وبالتالى الحصول على مقابل مادى جيد مقابل مهام السفر.
هذا الاتجاه يقود تحالفاً ضد من سموهم بـ "رجال محمد سلماوى"، والذين يقودوهم رفقى بدوى ومنجى سرحان، وتضم القائمة بعض الأصوات الشابة التى لم تدخل الانتخابات من قبل.
كان هناك اتجاه يلعب على كل الأطراف، ويحاول أن يدفع بأسماء معينة مما يضعف من جبهة محمد سلماوى، وكان أصحاب القائمة الأولى يستغلون ذلك جيداً، وقاموا بتوزيع قوائم انتخابية مضروبة بغية تحجيم رجال سلماوى، وبالتالى الوصول إلى الكراسى الأربعة الكبيرة، وما يترتب عليه أيضاً الحصول على رئاسة لجان الاتحاد المختلفة، وبالتالى الحصول على جزء من الكعكة، وكانت فى فترة التصويت من الواحدة ظهراً حتى الخامسة مساء توزع فيها قوائم غير صحيحة، بما يضمن تفتيت الأصوات، ولكن قائمة رفقى بدوى التفتت فى منتصف الوقت أن الأمور خرجت من أيديهم.
كانت التكتلات والقوائم أظهرت أن هناك حرباً غير مشروعة تدار بها هذه الانتخابات، وعندما بدأ فرز الأصوات فى الخامسة من مساء اليوم ظهر هذا بوضوح، مثلاً عندما تبدأ القائمة برقم ثلاثة أحمد مرسى، يعرف الجميع أن بعده رقم 6 لإقبال بركة ثم رقم 19 حنفى المحلاوى، رغم أنه لا يوجد أى توجه فكرى بين هذه الأسماء الثلاثة لكى توضع فى جبهة واحدة، ولكنها كانت قوائم توزع، ويدخل الأعضاء يصوتون على القائمة بدون أى تعديل أو تحريف فى القائمة.
وكذلك قوائم تضم محمد سلماوى ويسرى العزب ومدحت الجيار، وهم من جبهة واحدة، وفى نفس الوقت تضم حزين عمر وصبرى قنديل وصلاح السروى وعبده الزارع وهم من جبهة أخرى، ولكن هنا كانت تظهر القوائم السرية التى تملا شفاهة لأعضاء الجمعية العمومية.
استمر الفرز منذ السادسة من مساء أمس حتى التاسعة من صباح اليوم، وانتهت النتيجة بفوز 15 عضواً، منهم ثمانية ضمن الجبهة الأولى وهم حزين عمر وصلاح السروى وحامد أبو أحمد وعزة رشاد ومحمود نسيم وصبرى قنديل وأحمد توفيق وأحمد مرسى، وهو تحالف بين أدباء ومرشحى الإسكندرية والقاهرة والشرقية والغربية والصعيد، ويهدف هذا التحالف بالتعاون مع سبعة أعضاء آخرين فى المجلس الحالى، لترشيح أحدهم لرئاسة اتحاد كتاب مصر ضد محمد سلماوى، ويتوقع أن يتم ترشيح حمدى الكنيسى، أو على أقل تقدير أن يفوز حزين عمر بأحد المنصبين نائب رئيس الاتحاد أو سكرتير الاتحاد، ومنصب آخر تحصل عليه هذه الجبهة.
الفائزون فى الجبهة المقابلة هم 7 أشخاص هم محمد سلماوى ومدحت جيار ومصطفى القاضى والمنجى سرحان ويسرى العزب وأحمد فضل شبلول وحسن الجوخ، بالإضافة إلى 8 أعضاء فى المجلس الحالى يقودهم رفقى بدوى، وكانوا هم المسيطرين على المناصب المهمة فى الاتحاد قبل الانتخابات، ولكن بهذه القسمة الجديدة تتساوى الكفتان، والأمر يتوقف على قدرة كل طرف على استمالة أحد أو بعض الأفراد من الفريق الآخر، أو يتم اقتسام الكراسى، لتثبت انتخابات اتحاد الكتاب أنها صراع على كعكة كبيرة، المستفيد منها الفائزون بعضوية الاتحاد، وليذهب الأعضاء إلى الجحيم