جاءت ضربة البداية مهتزة ولا تبشر بخير، على عكس ما كنا نتمنى جميعا. تعادل بطل أفريقيا المتوج على أرضه ووسط جمهوره الغفير بهدف لهدف مع منتخب زامبيا غير المصنف أفريقيا. الأدهى أن منتخب الفراعنة أفلت فعليا من هزيمة قاسية بعد أن لقنه فريق الضيوف الملقب بالرصاصات النحاسية درسا فى فنون كرة القدم من حيث التكتيك والأداء القوى والجماعى منذ البداية وحتى النهاية.
لم يكن الجهاز الفنى لمنتخب مصر بقيادة المعلم حسن شحاتة موفقا فى اختياره لتشكيل البداية. فلأول مرة يلعب أحمد حسن ومحمد شوقى لاعبى ارتكاز ويلعب بركات ناحية اليسار، وكان لذلك تأثيره الواضح جدا على فقدان بطل أفريقيا لأهم مميزاته وهى السيطرة على منطقة وسط الملعب.
ولكى يزداد الطين بلة أو بالأحرى لنظل كمصريين أوفياء لعادتنا الأزلية وهى رفض السهل وهو الأداء والفوز والبحث عن الصعب وهو ترك أقدارنا معلقة بأقدام الآخرين فيما هو قادم، كانت الغالبية العظمى من اللاعبين فى مستوى أقل كثيرا من مستواهم المعروف. كم تمريرة خاطئة مررها الصقر أحمد حسن؟ أظن أنه حقق رقما قياسيا شخصيا له فى التمريرات الخاطئة.
ماذا فعل عماد متعب حتى تغييره؟ هل هذا هو أحمد فتحى؟ كيف قفز شوقى لأسفل فى الهدف الذى هز مرمانا والذى شهد لاعب زامبيا يسجل فى حراسة ثلاثة من لاعبينا؟ أين ذهب المحمدى فى الشوط الثانى؟ أين كان بركات ملك الحركات؟ هل كان هانى سعيد يلعب مع الزمالك أم مع المنتخب؟ ربما كان الوحيد القريب من مستواه هو عمرو زكى يليه أبوتريكة فى الفترة التى لعبها.
هناك علامات استفهام كثيرة تركتها المباراة معلقة تبحث عن إجابات: كيف أصبح الأداء عشوائيا وعصبيا من جانب نجومنا الكبار بعد أن سجل الضيوف هدف التعادل؟ أين الخبرات المتراكمة والالتزام والأداء بجدية وفاعلية والقتال حتى آخر لحظة؟ كيف نظل أكثر من 40 دقيقة نلعب كرة عشوائية ونندفع بلا حساب كأننا فريق من الهواة لا خطة لديه ولا عقل وكأننا مالاوى التى تلعب "كرة عفاريتى"؟!
هذه التساؤلات وهذا الكلام لا يعنى مطلقا أننى فقدت الأمل فى لاعبى الفريق الكبار ولا مديره الفنى الكفء جدا، فالنتيجة السلبية واردة فى كرة القدم تماما كالنتيجة الإيجابية. ولكننا فى البداية ولابد من إصلاح الأخطاء والاستعداد بجدية للجولات الخمس المتبقية وعلى كل منا أن يقوم بدوره. على الإعلام ألا يذبح الفريق وأن يكون النقد هادفا ومن أجل الإصلاح، فالمشوار طويل والمنافسة شرسة والتكاتف مطلوب.
على اتحاد كرة القدم ألا ينساق وراء الدعاوى "إياها" وألا يعطى فرصة للمتربصين بحسن شحاتة، وعلى المعلم أن يتعامل بهدوء مع النقد وأن يراجع بنفسه الأخطاء التى وقع فيها هو ولاعبوه فى مباراة زامبيا، وأن يتفاداها استعدادا لما هو قادم.
وفى النهاية، قدمنا مباراة سيئة للغاية وكان الله رحيما بنا فتعادلنا ولم ننهزم، ورب ضارة نافعة! وتحية واجبة لتلك الآلاف المؤلفة التى اكتظ بها استاد القاهرة فى تعبير رائع عن الوطنية، ولهم أقول: لا تفقدوا الأمل ففريقنا قوى ولكنه كان بحاجة لهذا الدرس