الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 احذروا هذا الرمز!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبق صحفى

سبق صحفى


انثى
عدد الرسائل : 2092
الموقع : جريدة الامة
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

احذروا هذا الرمز! Empty
مُساهمةموضوع: احذروا هذا الرمز!   احذروا هذا الرمز! Icon_minitimeالجمعة 3 أبريل 2009 - 8:03

وصلنى عبر الإيميل، كما بالتأكيد قد وصلَ العديدَ منكم ممن يتوسّلون الإنترنت، رسالةٌ، أصابتنى بالاكتئابِ أسبوعاً، ثم بالضيقِ أسبوعاً، ثم بالحَيرةِ أسابيعَ، وأبداً طويلا لا ينتهى.

الحيرةُ فى أن أفهمَ كيف خطرتْ على بال من صنعها، ثم فى جسارة طرْحها، ثم فى مغزاها، وفى الأخير، الحيرةُ فى أن أجد توصيفًا يليقُ بها! المُرْسِل هو «نورُ الإسلام»، اسمٌ مستعار لشخصٍ أو لجماعة. وأما فحوى الرسالة فخُلْوٌ من كلِّ نورٍ، ومن أىّ إسلام!

الرسالةُ عبارة عن صورتين. إحداهما صورةُ خُفٍّ (شبشب) أبيضِ اللون، على أرضيته شريطان أزرقان متعامدان، يشكّلان معا هيئةَ صليب! وفى الصورة الثانية قدمٌ بشريةٌ وقد داستْ على الصليب!!!

وليس من كلمةٍ فى الرسالة، اللهم إلا عنوانُها الذى يقول: «احذروا هذا الرمز، خطرٌ يُدمّرُ مستقبلَكم وحياتَكم، ضعوه تحت أقدامكم».

وبقدر ما استفزتنى الرسالةُ وأحنقتنى؛ لفقرِها ورداءتها، وتعمّدها اقتسام وتفتيت أوصال هذا البلد، المرزوء ببعض مرضاه المحسوبين على مواطنته، وبقدر إيمانى بأن أشدَّ عقابٍ للسفاهة هو تجاهلُها؛ عملا ببيت الشعر العبقرىّ: «يخاطبُنى السفيهُ بكلِّ قبحٍ/ وأكره أن أكونَ له مُجيبًا/ يَزيدُ سفاهةً وأزيدُ حِلْمًا/ كعودٍ زادَه الإحراقُ طيبًا»، أو اقتداءً بالبيت الآخر للإمام الشافعى أيضا: «إذا نطقَ السفيهُ فلا تُجِبْه/ فخيرٌ من إجابته السكوتُ/ سَكَتُّ عن السفيهِ فظنَّ أنى/ عييتُ عن الجوابِ وما عييتُ/ فإن كلّمتُه فـَرَّجتُ عنـه/ وإن خليّتُه كَـمَدًا يمـوتُ»، أؤمن بكلِّ هذا، وأطبّقه دائمًا. على أننى ظللتُ أقاومُ ضيقى لأسابيعَ، وأتعمّدُ نسيانَ الأمرِ وتجاهُلَه، حتى ضاقتْ بى السُّبلُ. فارتعابى على مصرَ يقضُّ مضجعى. وأمثالُ تلك السَّخافات، وأولئك السُّخفاء يهدّد بكارثة وشيكة، ليس تتحملُها مصرُ.

وكعادتى حينما أسمعُ أىَّ قولٍ، أُفعّلُ فلترَ سقراطَ الثلاثىّ. حين جاءه تلميذٌ له ودَّ أن يشى بزميله. فقال له سقراطُ، قبل أن يسمحَ له بالكلام: دعنا أولا نمرّرُ كلامَك على الفلتر الثلاثى: -1 صِدْقُ الكلامِ، أو كذِبُه، -2 طيبةُ الكلام، أو شرُّه، -3 فائدةُ الكلام. ولما اكتشفَ التلميذُ الواشى أنه لا يعرف أكان الكلامُ الذى سيقول صادقًا أم لا، ولما كان يدرك أنه كلام شريرٌ لا طيبةَ فيه، ولما لم يجدْ فائدةً من حكيه، رفض سقراطُ الإنصاتَ إلى وشايته.

وبتفعيل هذا الاختبار سنجد أن ذلك الإيميل رسالةٌ: كاذبةٌ، شريرةٌ، لا فائدةَ منها، سوى حربٍ رخيصة بين أبناء وطن واحد. فلِمَ وألفُ لِمَ، ولصالح مَنْ أرسلَها المُرسِل؟

ثم أعود لأسألَ: هل محسوبٌ هذا المُرسل «الركيك»، أيًّا مَن كان، على دينٍ، أىّ دين، سماويًّا كان أو غيرَ سماوىّ؟ ثم هل هو محسوبٌ، خصوصًا، على الدين الذى قال كتابُه: «آمنَ الرسولُ بما أُنزلَ إليه من ربّه والمؤمنون، كلٌّ آمنَ بالله وملائكته وكتبِه ورسُلِه، لا نُفرّقُ بين أحدٍ من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانَك ربَّنا وإليكَ المصير؟»

ثم ماذا لو قلبنا الحال؟ فقط من باب التخييل الجدلىّ، أودُّ أن يتخيلَ القارئُ أن مسيحيًّا فعلَ الشىءَ نفسَه مع أيقونة أو رمزٍ يخصُّ الدين الإسلامىّ، فأرسلَ آلافَ الإيميلات التى تزدرى الديانةَ الأخرى، ألن يُحَلَّ دمُه فى لحظة؟ هذا المُرسلُ ليس مسلمًا حُكمًا. فدينه، مثلما كل الأديان، لا تدعو إلا لاحترام الأديان الأخرى. إنما هو مشروعُ إرهابىّ، يحتمى فى كونه ينتمى لأكثرية، فى مجتمعٍ لا يحفلُ كثيرًا بقضايا ومشاكل الأقليّات، ولا الأكثريات حتى! وواجب تلك الأكثرية أن تتصدى لمثل تلك النماذج الشائهة، قبل أن تتصدى لها الأقلياتُ التى فى فمها ماء.

وقبل أن تقومَ حربٌ طائفيةٌ لا قِبل لنا بها. ونحن بِتنا نكافحُ من أجل رغيف الخبز، الذى صار عزيزا على الجميع.

أعلمُ، سلفًا، أن هذا المقالَ سيثيرُ علىَّ «الطائفتيْن» (لشدَّ ما أكره هذه الكلمة، فمصرُ لا ينبغى أن تنقسمَ طائفيًًّا أو عِرقيًّا أو مذهبيًّا، هى التى تعاقبتْ عليها الحضاراتُ والثقافاتُ والأعراقُ والمِلل، وخرجت منها واحداً صحيحاً غيرَ قابلٍ للقسمة. فلماذا نعملُ على تقسيمها الآن، ولصالح مَن؟). أعلمُ أنْ سيحدثُ مثلما حدث فى مقالى هنا باليوم السابع: «مصرُ التى لا يحبُّها أحد!»، حينما، لعجبى، اتهمنى مسيحيون بأننى مسلمةٌ عنصرية أهاجم المسيحيين، واتهمنى مسلمون بأننى أعزّز المسيحيين وأنادى بشرعية وجودهم، فى «بلدهم» مصر! (كلاهما اتهمنى فى نفس اللحظة وحسبنى على الفريق الآخر، دون قراءة أو وعى!) والحقُّ أننى لا أعبأ بإرضاء هؤلاء أو أولئك من الغُلاةِ المتطرفين، بل إن ما يعنينى بحق هو مصر. مصرُ الحزينةُ بأفعالِنا! ما يعنينى هو الحبُّ الذى نهدرُه من بين أصابعنا لصالح التناحر والضغينة والتراشق بكل ما هو غثٌّ ركيك. إن كانت الحكومةُ تكرهنا، نحن المصريين، كما هو جلىٌّ واضح، فلماذا لا نعملُ، على الأقل، على أن يحبَّ بعضُنا بعضًا؟ علّ لنا مَخْرجًا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alomah.yoo7.com/admin/index.forum?part=users_groups&
 
احذروا هذا الرمز!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» احذروا حسناء الساحل الشمالى
» احذروا غضبة الشعب الحليم‎
» سلامة: احذروا إشاعات "جمعة الانتقام"
» خبراء بالصحة والتموين للمواطنين فى شم النسيم : احذروا.. الفسيخ به سم قاتل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: أخبار ممنوعة اعداد عسكرية عبد العاطى-
انتقل الى: