للورد لغة وثقافة يفتقدها الناس الآن
فى محل زجاجى شفاف، يحيط به مشتل يكسوه اللون الأخضر، وقف مراد أحمد يعتنى بزهوره متذكراً والده الذى زرع فيه حب الزهوروالنباتات منذ نعومة أظافره حتى أصبحت هوايته الأساسية، كان والده مهندساً زراعياً، وأورثه ذلك المشتل الأخضر الذى نماه وأنشأ فيه محل زهور خاصاً به منذ ما يقرب من 8 سنوات.
"مش أى حد يفكر يشترى ورد، مش عشان الورد غالى، لكن ثقافة الورد مش موجودة" قال مراد مؤكداً أن الورد المصرى يمكن ألا يتعدى سعره جنيهاً واحداً للوردة، وخاصة فى شهرى أبريل ومايو، أما المستورد فيتراوح ما بين 3 جنيهات إلى 20 جنيهاً للوردة الواحدة، وتبدأ أسعار البوكيهات من 10 جنيهات فما فوق، فهو أقل سعر من الشوكولاتة التى يبدأ سعرها من 50 جنيهاً.
عيد الأم والحب يمثلان الموسم الأساسى لبائعى الورد، حيث ترتفع أسعار الورد عالمياً مما يؤثر على أسعارها فى مصر.
فصل الصيف هو موسم الأفراح، وتستخدم الزهور فى صناعة "جيرب" العروسة الذى يصنع غالباً من زهرة الـ "لى لى" كما تزين سيارة العروسين بمختلف أنواع الزهور، وينتشر الورد البلدى الأحمر وزهرة القرنفل فى عيد الحب.
يرتبط الورد بزيارة المرضى، أو فى حالة إذا تأخر الوقت ولم يتمكن الشخص من شراء أى هدية، وقتها يلجأ للورد، لكن بعيداً عن المناسبات، قليلاً ما يفكر أحد فى شراء ورد، فباستثناء هذه المواسم، يهجرالمصريون محال الورد التى قد لا تصل مبيعاتها إلى 100 جنيه فى الشهر.
بيع الورد يعتبر هواية أكثر من مهنة تدر دخلاً، لأنها لا تعتبر من المهن المربحة "إذا لم يهوها البائع لن يستمر طويلاً" يقول مراد مؤكداً أن قلة مواسم بيع الورد تجعل بعض المحال تغالى فى رفع أسعارها لتعويض خسارتها باقى أيام السنة، وخاصة إذا كان الزبون لا يفهم فى الورد جيداً.
يفضل مراد بيع الورد المستورد وخاصة الـ"كريزنتم" لتعدد ألوانه ولقدرته على الاحتفاظ برونقه لمدة تصل إلى أسبوعين فى حين يذبل الورد المصرى سريعاًَ ولا يتحمل البقاء أكثر من ثلاثة أيام.
وقد تندهش إذا عرفت أننا لا نستورد الورد فحسب، بل نستورد أيضاً الرباط الذى يستخدم فى ربط بوكيهات الورد والذى نستورده من الصين التى تصنعه من قش الأرز، كما نستورد الملمع الذى يضفى لمعة على الورق الأخضر من هولندا