الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 "السلطان" حائر .. بين السيف والقانون ومزاد الغانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورا صلاح

نورا صلاح


انثى
عدد الرسائل : 29
تاريخ التسجيل : 30/03/2009

"السلطان" حائر .. بين السيف والقانون ومزاد الغانية Empty
مُساهمةموضوع: "السلطان" حائر .. بين السيف والقانون ومزاد الغانية   "السلطان" حائر .. بين السيف والقانون ومزاد الغانية Icon_minitimeالأحد 5 أبريل 2009 - 10:14

لا حل لأزمة المسرح إلا بالعودة لتراث المسرح"!!" هذه العودة متمثلة في ريبورتواره الراسخ من أعمال كبار الكتاب. والعودة هنا إذا واجبة. فهي تعتمد علي فراسة المخرج في الاختيار ورؤيته المتلاحمة مع ثقافة عصره وبمفرداته السياسية والاجتماعية والدينية وعلاقة كل هذه المفردات بالعالم الخارجي والانعكاسات المتبادلة في التأثير والتأثر وطبيعة العلاقة. خاصة ونحن نعيش في زمن جديد ومغاير. زمن العولمة. زمن تغير فيه مفهوم القوي. أو أصبحت كل القوي مباحة وأن الصراع بات معلناً وليس خفياً.. عنصر اختيار تحكمه عوامل شتي الأول الاختيار من أي عصر ومرحلة وثانياً طبيعة النص وملائمته للواقع المعاش. خاصة وأن النصوص المسرحية المصرية يعيبها مفهوم "الفكر الايدلوجي" المرتبط في معالجاته بالحقبة الزمنية التي كتب فيها النص المسرحي.
والحقبة التي تتمايز بهذه الخصائص هي حقبة الستينيات من القرن الماضي. مع وجود كاتب أو أكثر ممن أفلتوا أو هربوا من ماهية الأيدلوجية عند التأليف وان القليل جداً من النصوص هي التي تصلح لكل الحقب والأزمنة. خاصة إذا كانت تنطوي علي فكر إنساني ومعالجة تمنح المخرج في طرح رؤيته الجديدة.. وهنا نجح المخرج "عاصم نجاتي" في اختياره لنص الراحل توفيق الحكيم "السلطان الحائر" إنتاج المسرح الحديث والمعروض حالياً علي مسرح ميامي. هذا النص رغم احتوائه علي فكرة صالحة لكل الأزمنة وكل البيئات لأنه يعالج مفهوماً إنسانياً يمكن طرحه للانسان بعامة في الشرق والغرب. إلا في مسرح توفيق الحكيم بعامة و"السلطان الحائر" بخاصة له خصوصية فريدة لا يمتلكها سوي توفيق الحكيم ولا يمكلها غيره والذي يراها معظم النقاد عيباً. فمسرح توفيق يعتمد علي يسمي "بالمسرح الذهني" أو الذي يعتمد علي "طرح فرضية" من خلال مجموعة من الاسئلة وكلها صعبة وتضع الجميع بمن فيهم المتلقي في حيرة وكما في السلطان الحائر يعتمد علي "السؤال والاختيار".. السؤال صعب والاختيار فيه تبعة ومسئولية قد تؤدي إلي الهلاك وكلها في نفس الوقت تقدم قيمة فكرية استفهامية. هذه هي السمة الأساسية في مسرح توفيق الحكيم. الاهتمام بطرح السؤال علي حساب التجربة الانسانية وأثرها الجمالي لدي المتلقي. فعلي الجمهور ان يتعاملوا بعقولهم مع ما يطرحها "الحكيم" ولا يتعاملوا بقلوبهم فشتان ما بين المسافات البعيدة بين التأثير العقلي والتأثير الوجداني والدراما المسرحية.
جسد يحتوي علي العقل والقلب. الفكر والوجدان.. في نص "السلطان الحائر" السؤال والاختيار وكلاهما له تبعاته المؤلمة. العاطفة والواجب. السيف أم القانون. هل يمضي في طريق العاطفة أم أن الواجب أهم. هل يبحث السلطان عن حريته وعتقه عن طريق القانون أم السيف؟.. اكتشف سلطان البلاد الذي كان مملوكا. لكنه فارس مغوار. اكتشف ان السلطان المتوفي لم يعتقه ويمنحه حريته قبل توليه الحكم وهنا يصبح مملوكاً ومتاعاً من أملاك الدولة فماذا تفعل الحاشية. قاضي القضاة يلتزم بالقانون. العتق. ثم الحكم. ويصل القاضي إلي حيلة مؤداها طرح السلطان للبيع في مزاد علني علي ان تكون حجة البيع "مشروطة" وهذا الشرط يلزم المشتري التوقيع علي حجة العتق وتقوم الغانية بشراء بعد مزاد تراشق فيها علية القوم وما دونهم وهنا يطرح السؤال الذهني بعد أن رفضت الغانية سيئة السمعة التوقيع علي حجة العتق وبعد مباراة في الأسئلة بين الغانية والقاضي والسلطان والوزير حول وثيقة البيع المشروطة وان هذا الشرط لا محل له وان الشراء والبيع نظير مال وسلعة فالمشتري يتخلي عن ما له والبائع يتخلي عن بضاعته.
وبعد جدل طويل تضع الغانية شرطاً قهرياً علي السلطان لكي توقع حجة العتق وحصول السلطان علي حريته وهذا الشرط يقتضي بأن يقوم السلطان "بقضاء ليلة مع الغانية في بيتها سييء السمعة" وفي هذه الليلة التي وافق عليها السلطان فبدلا من أن يطغي البعد الانساني علي المشهد كان السؤال هو المسيطر علي الليلة واختفي تماماً الجانب الانساني وان كانت ثمة ملامح لكنها غير واضحة فمثل هذه الليلة كان لابد ان يتجرد الحاكم من نفوذه والتخلي عن ماهية "الغاية تبرر الوسيلة" وهل ان ليلة واحدة مع غانية يقابله عتقه وحريته وعرشه ولكن السؤال هل منحت الغانية السلطان حريته وحفاظه علي كرسي العرش؟!!
كل هذه التصورات والمفاهيم. كيف تعامل معها المخرج عاصم نجاتي رؤية ومعالجة إخراجية جديدة وصورة مسرحية مغايرة؟!! نجح نجاتي بقدر كبير. فقد قدم صورة مسرحية جمالية بسيطة للغاية دون تعقيد في الاداء التمثيلي والديكور والاضاءة وان جانبه الصواب في شكل ومدلول الاستعراض رغم جماليات الاشعار لمصطفي سليم وألحان هشام طه والاستعراضات سنعود إليها في السياق. المخرج رغم جماليات الاداء ومفرداته. الا انه قدم نص توفيق الحكيم بكل تفاصيله كما صورها وجسدها فكراً الحكيم وكان امام عاصم نجاتي اكثر من فرصة لابراز "عمق معالجته" أو التأكيد علي الجانب والقراءة العصرية من خلال نص قديم ولكن كيف؟!! قلت في صدر المقال ان عنصر الاختيار مهما واختيار المخرج كان مناسبا والاختيار لهذا النص لكي يمنح مخرجه الفرصة علي الطرح الجديد ومنحه فرصة ايضا "لتخريجات" ملائمة للعصر سياسياً وقد فعل هذا المخرج بقدر كان في حاجة للتأكيد والاستثمار فأنظروا معي "مشهد المزاد".. الكل يتباري لشراء السلطان وكل واحد يطرح مبلغا وجدنا الشاب الذي يرتدي "بدلة بيضاء وبرنيطة" يدخل المزاد ولكنه يخرج بعد كلمات قليلة فعلام يرمز وما مدلوله. ماذا يعني لون البدلة البيضاء وماذا تعني البرنيطة.. ربما يكون الرمز واضحاً لكنه كان في حاجة إلي فك رموزه وشفراته أو ان يستثمر ويوضح أما في مشاهد اخري أو من خلال جمل حوارية أكثر دلالة ولكنه اكتفي بالقول "انتوا بتحبو السلطان بتاعكوا "ثم خرج.. الخيط الآخر والذي كان يمكن استثماره و"تعميقه" عندما اكتشفنا شراء الرجل الملتحي للسلطان وانه لم يستطع التوقيع علي حجة العتق وانه مفوض من قبل الغانية علي الشراء فقط فلماذا الرجل ملتحي "بذقن" وعلام يرمز وما دلالته. كل هذا لم يصل للمتلقي.
خلاف هذا قدم المخرج عرضا جميلاً وكما نجح في اختيار النص نجح في اختيار أبطاله وعلي رأسهم "محمد رياض" صاحب الأداء السهل الممتنع سواء من فون الصوت أو التعبير بالوجه أو الحركة وقد جسد شخصية السلطان بتميز واقناع وقدرته علي فهم ملامح وطبيعة الشخصية وكذلك الجميلة "حنان مطاوع" التي جسدت شخصية الغانية فاعتمدت علي قوة الشخصية الداخلية بعمقها وفلسفتها وفكرها دون الاعتماد علي شكل الشخصية الخارجي في ملابسها وبدت "محتشمة" في المظهرين الداخلي والخارجي.. أما مفيد عاشور فجسد شخصية القاضي الداهية بتميز واضح وهو ممثل مسرح من الطراز النادر وقد برز من الممثلين الممثل الذي قام بدور النحاس وعذراً لعدم معرفة اسمه "وسيد الفولي" في شخصية الجلاد. ديكور "محمود سامي" له جمالياته التي ادخلتها في جو الحالة المسرحية وجو السلطنة فبدا وظيفياً أكثر منه من حيث الدلالات التي تؤكد في الموتيفات ماهية الخطاب الدرامي.
نأتي إلي استعراضات د. عاطف عوض الذي جانبها "العمق والدلالة" سواء في الحركة أو التشكيل فماذا فعل عاطف قام بحركة يمين وأخري شمال مع حركة للخلف والامام بالتبادل ثم الدوران وبلغة التصميم "فيسون فييه يمين وفيسون فييه شمال في سيتو نيوه".. هي تبدو جميلة لكنها بلا دلالة"!!".
تبقي كلمة: عودة جيد للتراث الأصيل مسرحياً ونؤكد علي أهميته. إذ إن إصلاح المسرح يبدأ من هنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"السلطان" حائر .. بين السيف والقانون ومزاد الغانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: حديث المدينة اعداد جمال عفيفى-
انتقل الى: