مصطفى حسين أحد أعمدة فن الكاريكاتير فى مصر والعالم العربى
تعافى رسام الكاريكاتير مصطفى حسين بعد مرض شديد أصابه منذ شهور، وتحديدا فى نوفمبر من العام الماضى، حيث دخل فى غيبوبة بعد إصابته بمضاعفات خطيرة نتيجة جرعة علاج كيماوى خاطئة، فدخل على إثرها غرفة العناية المركزة، انتقل بعدها إلى لندن للعلاج، وظل بها لمدة أربعة شهور، ومنذ أيام اختتم رحلته العلاجية بسلام وصحة.
لم يتركه خلال رحلة علاجه، أى من محبى فنه وعشاق أبطاله المصنوعين من الورق، بداية من الرئيس محمد حسنى مبارك الذى اتصل به هاتفياً ليطمئن على صحته، مروراً بعدد من الوزراء، والقنصلية واتحاد المصريين فى أوروبا ورجال السفارة المصرية، وتحديداً السفير حاتم سيف النصر سفير مصر بالمملكة المتحدة الذى أهدى حسين أجمل هدية أثناء مرضه، وهى معرض للوحاته بمقر السفارة المصرية بلندن، حضره عدد من السفراء العرب والأجانب والشخصيات العامة وأعضاء السفارة والقنصلية المصرية، ومجموعة من أبرز فنانى الكاريكاتير المعروفين فى بريطانيا.
حسين قال فى نهاية رحلته العلاجية، "أحمد الله على تقدم علاجى بشكل كبير خلال أربعة شهور من العلاج المكثف، وكنت فى وضع مؤلم للغاية، ولكنى مازلت أحتاج لاستكمال علاجى بعد عودتى إلى مصر".
مصطفى حسين فنان من طراز خاص، بل يعد من أعمدة فن الكاريكاتير فى مصر والعالم العربى، أبدع فى تقديم العديد من الشخصيات الكاريكاتيرية التى تحول البعض منها إلى مسلسلات تليفزيونية كوميدية منها مسلسل "قط وفار وناس وناس"، كما قدم العديد من الشخصيات الأخرى عن طريق رسوماته مثل "عبده مشتاق، فلاح كفر الهنادوة، عزيز بك الأليط، عبد الروتين، مطرب الأخبار، عباس العرسة، على الكومندا، الكحيتى، كمبورة عضو البرلمان، زيزو "عبد العزيز"، قاسم السمَّاوى، حمودة القفل"، وغيرها من الشخصيات.
حسين من مواليد مارس عام 1935، تخرج من كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1959، وبدأ حياته الصحفية فى دار الهلال، وكان يشارك فى تصميم غلاف مجلة "الاثنين" ثم عمل رساماً للكاريكاتير بجريدة المساء، وفى عام 1963 التحق بأخبار اليوم ومجلة آخر ساعة ولا يزال يرسم الكاريكاتير يومياً فى جريدة الأخبار، حيث شكل مع الكاتب أحمد رجب ثنائياً رائعاً، عملا سوياً لأعوام، فكان يعبر بريشته عن أفكار أحمد رجب.
شارك فى تأسيس مجلة "كاريكاتير" وهو رئيس تحريرها حتى الآن، وقدم من خلالها أهم فنانى كاريكاتير العالم، كما فتح الباب للمواهب الجديدة والشابة، والتى لم تجد من يأخذ بيدها فى عالم فن الكاريكاتير سواه، وأتاح لهم فرصة دخول هذا العالم من أوسع الأبواب، ويشغل حالياً منصب نقيب الفنانين التشكيليين، ووقع عليه الاختيار ليمثل مصر والعالم العربى فى معرض بلندن يهدف لتعريف فن الكاريكاتير فى المنطقة العربية.
لم يأت نجاح الفنان مصطفى حسين من فراغ، فرسام الكاريكاتير الساخر يرسم كما يفكر ولا يرى إلا بعيون الناس، ذلك لتحرره من الشكل الجامد للكاريكاتير وانتقل به إلى الحس فى إنجاز عملية الخلق الفنى، فأبحر فى إظهار تفاصيل رسوماته وشخصياته الكرتونية لإيمانه بأن هناك ترابطاً وثيقاً بين ما يقدمه بريشته وبين الواقع المعيشى وهموم المواطن البسيط، فتناول قضاياه المعيشية من غلاء وفساد، وما شابه من اهتمامات المواطن وهمومه بطريقة ساخرة، فاقترب من المواطنين وسكن قلوبهم