احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: كيف تصبح دعوتك مستجابة بقلم/الداعية الاسلامى عمر خالد الإثنين 6 أبريل 2009 - 15:04 | |
| يقول المولى في حديثه القدسي (أنا عند ظن عبدي بي .. فليظن عبدي بي ما شاء).
والدعاء أبرز تجليات حسن الظن بالله تعالى. وكما يقول الداعية عمرو خالد: هناك فرق بين أن تدعو لمجرد الدعاء وبين أن تدعو وأنت تعرف قيمته ومعناه، حينما يخرج الدعاء من قلبك .. وتشعر بقوته.
إنه عبادة خاصة جدا، عندما تدعو مولاك .. تحفك الملائكة .. فرحة بإيجارك في هذه الرحلة الإيمانية التي لا يدرك حلاوتها .. إلا من أحسن الظن بربه.كيف تصبح دعوتك .. مستجابة؟
عمرو خالد الذي يعد الآن الجزء الثاني من قصص القرآن يتحدث هذا الأسبوع عن شروط الدعاء المستجاب .. ويواصل الأسبوع القادم إبحاره في الجزء الأولى من قصص القرآن الكريم.مجيب الدعوات
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "يا رسول الله أبعيد ربنا فنناديه، أم قريب فنناجيه"، فنزل قول الله تبارك وتعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعانِ} .. وكل الأسئلة {يسألونك عن الشهر الحرام قل} و{يسألونك عن المحيض قل} و{ويسألونك عن الأهلة قل}، إلا هذه {وإذا سألك عبادي} لا توجد واسطة، الله هو الذي يرد {فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني}.
وهذه الآية جاءت وسط آيات الصيام .. الله قريب جدا ممن يدعوه .. وهو الذي يقول:{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}، هل هناك وعد أوضح من ذلك؟
مثل الذي يدخل معركة، فيقول له القائد خذ هذا السلاح واستخدمه، فلا يقف أمامك أحد. الدعاء سلاح أعطاه الله لك لتستخدمه ومن استخدمه لا يخيب.
الحديث القدسي يقول:"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد منكم مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر".
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"الدعاء هو مخ العبادة"، لماذا؟
أنت يمكن أن تصلي وتصوم، ولا تحس أنك عبد، والعبادة ذل لله، خضوع لله، الشعور أنك عبد .. وهو رب. أنت يمكن أن تصلي دون أن تحس هذا المعنى، لعيب في نفسك .. وتصوم ولا تحس بذلك .. للهو فيك، لكن من المستحيل أن ترفع يديك إلى الله وتقول له: أنا محتاج، فأعطني .. أنا مكروب وخائف فأنقذني.
لا يمكن أن تفعل ذلك دون أن تحس به. أنت تفعل ذلك وفي داخلك قناعة بأنك عبد وهو رب. وبالتالي فإن الدعاء هو العبادة. حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"من لا يسأل الله يغضب عليه". ولذلك تقول الآية الكريمة:
{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، الله سبحانه وتعالى اعتبر من لا يدعو مستكبرا عن عبادته. الدعاء هو الذي يأتي بالذل والخضوع لله، ادعوني فعل أمر نتيجته مضمونة أستجب لكم. الإلحاح في الدعاء
"إن الله يحب الملحين في الدعاء"، الله يحب من يكرر دعوته مرارا، ويسافر لأداء العمرة حاملا نفس الدعاء، ويلح فيه سجودا وركوعا. ثم يشرب ماء زمزم فيقول الدعوة نفسها، إن الله يحب الملحين في الدعاء.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تعجزوا مع الدعاء .. فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد"، لماذا يكرر الله دعوته لنا بأن ندعوه؟ لأنك عبد الله وهو من أسمائه الحسنى العزيز، هو لا يريد عبد العزيز أن يخفض رأسه لأحد ولله المثل الأعلى.
كانت هناك فتاة من بنات التابعين تفهم هذا المعنى، جاءها رجل اسمه حماد بن مسلمة من التابعين أيضا، في ليلة مطيرة. كان يمر في الطريق فسمع أمها تتحدث من داخل بيت وتقول: يا رفيق ارفق بنا، يا لطيف الطف بنا، يا مغيث أغثنا. فأشفق عليها أن تكون بحاجة لأن تخرج من بيتها والمطر يمنعها، فأخذ طعاما وطرق بابها وأعطاها إياه. فقالت البنت لأمها: لم رفعت صوتك حتى جعلت حماد بيننا وبين الله؟، قالت: يا بنيتي ما رفعت صوتي، ولكن الرفيق رفق بنا فأتى به إلينا.
اذهب إليه بضعفك يقويك .. اذهب إليه بذلك يمدك بعزه. اذهب إليه بفقرك يمدك بغناه، قل له: يا غني من للفقير إلا أنت .. يا قوي من للضعيف إلا أنت .. يا عزيز من للذليل إلا أنت. اللهم إنا نسألك بعزك وذلنا، وقوتك وضعفنا، وغناك وفقرنا، أن ترحمنا.
ولذلك فإن دعاء النبي يقول باسطا يديه:"إن الله حيي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه ثم يردهما صفرا خائبتين"، والكريم يعطي دون أن يسأل فكيف به لو سئل؟مواقيت القبول
الحديث القدسي يقول:"أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما شاء"
وظني بك يا الله أنك ستغفر لنا، وستجيب دعواتنا التي ألححنا عليك بها. الآيات القرآنية والأحاديث في منتهى الوضوح. حديث النبي يقول:"ينتزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟"، يقول النبي: وذلك كل ليلة.
كان الصحابة يجهزون دعواتهم لله كل ليلة، يقولون: فندعو وندعو وندعو، وينقضي رمضان ولا يأتي رمضان القادم إلا وأجاب الله ما دعوناه به.
هناك دعوات ستندهش كيف استجاب الله لها. والقرآن يأتي بالدعوات الصعبة المستحيلة، هناك دعوة سيدنا سليمان {رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} وأجيبت.
دعوة سيدنا إبراهيم {رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات} وأجيبت.
ودعوة يونس وهو في بطن الحوت {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم}
ودعوة زكريا {رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا. ولم أكن بدعائك ربي شقيا. فوهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه}.
ليست هناك دعوة تستعصي على الإجابة. فمن أسمائه الحسنى: السميع والبصير والقريب، يقول عمر بن الخطاب: أنا لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء .. ألهمت معه الإجابة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من فتح له باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة"، ولذلك إن قضيتك ليست الإجابة، ولكن قضيتك أن تدعو الله.
يروي أبو هريرة عن النبي أن أمه كانت تؤذيه في رسول الله، "فذهبت حزينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مالك يا أبا هريرة، فقلت: يا رسول الله أمي كذبتك ولم تؤمن بك وآذتني فيك فادع الله أن يهدي أمي، فقال النبي: اللهم اهد أم أبي هريرة، اللهم اهد أم أبي هريرة.
يقول: فرجعت مستبشرا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يحدوني الهم. فطرقت الباب، فقالت: من؟ فقلت: أبو هريرة، قالت: مكانك
ففتحت لي، قالت اسمع يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فبكيت وعدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقول: يا رسول الله قد استجاب الله دعاك، أسلمت أمي، فقال: الحمدلله. فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى المؤمنين، ويحبب المؤمنين إلينا. يقول: فما من مؤمن في المدينة إلا أحبني من ذلك اليوم".
(ترى كم دعوة استجاب الله لك فيها خلال حياتك؟)
قد ينسيك الشيطان الدعوات التي استجاب الله لك فيها. لماذا؟ .. لأنه لا يريدك أن تعرف الطريق إلى الله، ويصور لك أن أحداث الزمن هي التي حققت لك أمنياتك .. الثلث الأخير من الليل وقت إجابة دعاء. ليلة القدر .. ليلة إجابة دعاء.
العشر الأواخر من رمضان فترة إجابة دعاء وللصائم عند فطره دعوة لا ترد. أيام العمرة والحج .. أيام إجابة دعاء.
يجب أن تذوب حبا لله عز وجل. سبحان الذي لا يشغله سمع عن سمع.شروط الاستجابة للدعاء
أربعة أشياء تضمن إجابة الدعاء:
1- اليقين في الإجابة:
هل تريد من المجيب أن يجيبك وأنت لا تصدق أنه يجيب؟، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة)، ويقول: (إن الله يحب إذا دعى أحدكم فلا يقل رب لو شئت ولكن ليعزم في المسألة).
أي قل: يا رب أسألك وأقسم عليك أن تستجيب وتحقق لي كذا.
2- الخشوع:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يستجيب من قلب غافل له). وهو يجيب المضطر إذا دعاه.
يقول عبد الله بن عمر: أنا أعلم متى يستجاب دعائي. قيل له كيف؟، قال: إذا خشع القلب واهتزت الجوارح ودمعت العين. أقول هذه لحظة إجابة دعاء.
والإمام أحمد بن حنبل يقول: مثل المؤمن حين يستجاب دعاؤه كمثل رجل في بحر هائج تحطمت به سفينة فتعلق في خشبة يريد النجاة من الأمواج. يقول: يا رب. يا رب فهكذا مثل المؤمن حين يستجاب دعاؤه.
3- عدم الاستعجال:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يستجاب الدعاء لأحدكم ما لم يستعجل. قيل له كيف يا رسول الله؟، يقول: دعوت ودعوت ودعوت فلم أر يستجاب لي فيترك الدعاء فلا يستجاب له).
مثل رجل بذر وأخذ يرويها لمدة أسبوع فلم تنبت، فتركها فماتت .. هناك نبات لا ينمو إلا خلال سنين .. وقد تتأخر الاستجابة لمصلحتك .. وقد تتأخر لأن زمانها لم يأت بعد .. وقد تتأخر لأن الله يريد أن يسمع صوتك.
(يا ملائكتي أدعاني عبدي. نعم يا رب. يا ملائكتي ألح علي عبدي. نعم يا رب. يا ملائكتي أخروا مسألة عبدي فإني أحب أن أسمع صوته). الدعاء من أحلى وأرق العبادات.
4- أكل الحلال:
ذهب سعد بن أبي وقاص إلى النبي وقاله له: يا رسول الله ادع الله أن أكون مستجاب الدعوة. قال: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة. فراح يركز على أكل الحلال، فكان لا ترد له دعوة.
والعلماء ينصحونك بأن تخرج قبل دعائك صدقة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر يرفع يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي من حرام فأنى يستجاب له؟)
هكذا نضمن إن شاء الله استجابة الدعوة <table><tr><td height=50></TD></TR></TABLE> |
| |
|