احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: ما لا تعرفة عن زى القرنين بقام/ الداعية الاسلامى عمر خالد الإثنين 6 أبريل 2009 - 15:38 | |
| لم يقتنع ذو القرنين بحجج الأمة الفقيرة البائسة التي زارها في رحلته الثانية لأنها كانت ترجع واقعها البائس إلى "قدر الله".
تعالى الله عما يزعمون، فما فعله ذو القرنين معهم يثبت أن "قدر الله" مع التنمية والتقدم والتفكير في أفضل الطرق لتحسين مستوى معيشة الشعوب، وأن الثروات تنتظر من يعمل ويطور نفسه ليحصل عليها .. ثم يوزعها بالعدل بين أفراد الشعب.
وضع ذو القرنين دستورا جديدا، يدعم التفكير العلمي ويطلق طاقات الشعب، ويجمع بين سيف العقاب ووازع الإيمان، ليسود العدل والإيمان بعد طول غياب...
تكنولوجيا ذي القرنين ... كيف أنقذت الأمة المتخلفة
في هذه الحلقة الداعية عمرو خالد يواصل سرد وقائع الرحلة الثانية والرحلة الثالثة لذي القرنين.
أسرار الرحلة الثانية
يقول عمرو خالد ..
انتقل ذو القرنين من مغرب الشمس إلى مشرقها ماشيا على قدمية، سعيا وراء الإصلاح، ترى كم مشيت في حياتك على قدميك لكي تصلح في الناس؟ .. إنه حب العطاء.
أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام: "أتدري لم اتخذتك خليلا؟، فقال: لم يا رب، قال: لأن حبك للعطاء أكثر من حبك للأخذ"
فلماذا يبذل ذو القرنين كل هذا الجهد؟ ... إنه حب العطاء، ويصل إلى مشرق الشمس {حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا، كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا} .. منتهى الفقر، مناطق في العالم جدباء ، لا تجد فيها شجرة أو زرعا أو ماء، حتى الملابس لا يجدون منها ما يستر أجسامهم، يعيشون كارثة طبيعية.
ومشكلة أهل هذه البلاد أنهم يستسلمون لهذا الواقع المأساوي، ويقولون هذا قدر الله!
لا تنمية ولا زراعة .. وليس هناك أبلغ من كلام الله سبحانه في وصف جال هؤلاء الناس، لا مأكل ولا ملبس، الآية الكريمة تقول: "كذلك"، يقولون إن الجفاف من صنع الله، وأيضا تفجر الآبار من صنع الله، وزرع الأرض من قدر الله، لماذا لا يصلحون قدر الله بقدر الله، لماذا لا تواجهون قدر الله بقدر الله؟
مشكلة القوم الذين التقاهم في الرحلة الأولى كانت الظلم، ومشكلة الذين التقاهم في الرحلة الثانية هي اليأس .. ينتظرون المهدي المنتظر لينقذهم ..
القصة الأولى .. قصة الظلم الاجتماعي في مواجهة فكرة العدل ..
القصة الثانية ... هي قصة التنمية وعدم اليأس .. {ثم أتبع سببا}
الرحلة الثالثة
الله سبحانه يطلعنا في كل قصة نوعا من الأمم ونوعا من الإصلاح .. وذو القرنين ليس إنسانا نمطيا، وهو في كل مرة يصلح بشكل مختلف، وهكذا كانت الرحلة الثالثة ...
الإنجاز العظيم لذي القرنين وأكبر إنجازته التي استفدنا منها في تجربتنا اليوم، هو بناء السد الذي منع يأجوج ومأجوج من أن تدخل على هؤلاء القوم {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95)}
وصل ذو القرنين إلى أرض بين جبلين في شمال الأرض – ربما في الصين أو جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق- وجد منطقة فسيحة على أطرافها جبلان وهنك جنسيات غير معروفة يعيشون مأساة مروعة، زرعهم تم حرقه، وخيراتهم نهبت، مواشيهم نافقة، من هول مصيبتهم لا يكادون يفقهون قولا.
استمع إليهم {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95)}
وهم يعرفون ذا القرنين لأن شهرته عالمية، وهم قوم يؤمنون بالله، يغير عليهم يأجوج ومأجوج يقتلونهم وينهبون ثرواتهم ويعملون على إفساد حياتهم، وهم يفعلون ذلك مرة كل سنة، يدخلون عليهم من بين السدين يحققون أهدافهم ثم ينسحبون، وهم من اسم يأجوج ومأجوج يتضح مدى غلظتهم، يأجوج من تأجج النار حين تفور وتتوهج وتحرق، ومأجوج من ماجة الماء .. حين يأتي الطوفان يغرق ويجتاح كل شيء في طريقه ... قبيلتان مفسدتان في الأرض.
غياب الإدارة
يقولون له:{فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا}، هؤلاء القوم كان آباؤهم فقراء، وهم الآن أثرياء جدا، قرروا بناء سد بين جبلين، وهو مشروع شديد الضخامة مقارنة بالسد العالي نفسه، وهؤلاء القوم ليسوا أغنياء فقط، إنما لديهم التكنولوجيا التي تجعلهم قادرين على بناء هذا الصرح الهندسي العظيم، ولديهم الحديد والنحاس ومواد البناء، ولديهم الحديد والنحاس ومواد البناء، ولديهم أيد عاملة وقوى بشرية، ماذا ينقص هؤلاء إذن؟ تنقصهم الإرادة...
القصة الأولى .. قصة عدل ..
القصة الثانية .. قصة يأس ..
والأخير نموذج لإنسان لا يريد أن يعمل أو يتحرك، ينتظر من يأتي من خارج مجتمعه لينقذه.
عرضوا عليه المال ليبني لهم هذا السد، ترى من نحن في هذا الزمن المعاصر من هذه الأمم التي صادفها ذو القرنين أم الأمة المليئة بالظلم، أم الأمة اليائسة أم يأجوج ومأجوج .. أم الأمة التي تمتلك كل إمكانيات النهضة وتنقصها الإرادة؟
يقال عنا إننا يأجوج ومأجوج مع الأسف مع أننا لسنا كذلك.
أعتقد أننا الأمة الت تمتلك كل إمكانيات النهضة وتنقصها الإرادة، وفينا أشيا من أمة ذي القرنين.
المال نمتلكه، الإمكانيات الطبيعية أرضنا غنية بها، الأيدي العاملة متوافرة، ومع ذلك ننتظر من يأتي لينقذنا.
معادلات كيميائية في القرآن
لم يعجب ذو القرنين كلام هذه الأمة: {قال ما مكني فيه ربي خير}، أنا لم آت لأتكسب من أموالكم، فأعينوني بقوة أيديكم لأبني لكم السد الذي تريدونه، وأنا لو حاربت عنكم اليوم يأجوج ومأجوج، سيأتيكم غدا ألف يأجوج ومأجوج ليقهروكم.
الشعوب نوعان:
شعوب غير قابلة للاستعمار، وشعوب قابلة للاستعمار، والأخيرة إذا لم يأت مستعمر إليهم، يبحثون عنه، ويذهبون لاستدعائه، قال: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97)}
أتوا له بالحديد ألواحا متساوية، بنى شيئا أكبر من الهرم بين الجبلين، حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا، حتى إذا جعله نارا، قال آتوني نحاسا مذابا أصبه على الحديد الساخن فيمتزجا، ويصبح جدارا أملس يصعب تسلقه.
هو يعرف صفات عنصر الحديد، ويمتلك علم الكيمياء وخواص امتزاج العناصر.
هناك نكتة تقول: "أقيم سباق تجديف بين فريقي العرب واليابان، فتفوق الفريق الياباني على الفريق العربي بمسافة كبيرة، ولما بحثوا أسباب ذلك أن الفريق العربي يتكون من 9 إداريين ولاعب واحد يجدف، فأعادوا السباق وتكررت النتيجة، بحثوا عن السبب فوجدوا أن الفريق الياباني إداري واحد و9 لاعبين، ورأى الإداريون أن اللاعب هو المقصر، فقرروا إيقافه".
تخيلوا أن تقنية البناء التي استخدمها ذو القرنين مسجلة في كتاب الله. معادلات كيميائية وعلمية نتعبد بها، مسجلة في كتاب سماوي نتعبد بآيته. أتخيل ذا القرنين واقفا بعد أن بنى السد، من الأعظم، خوفو أم ذو القرنين؟. خوفو بنى الهرم لنفسه، وذو القرنين بنى سده للناس ولنا.
جاءت يأجوج ومأجوج جحافل من المخربين المدمرين، يمنون أنفسهم بقتل الأبرياء ونهب ثرواتهم وسبي نسائهم كالعادة، يتقدمهم ضجيجهم وصياحهم، ووقف ذو القرنين يرقب ردود أفعالهم على المفاجأة التي كانت تنتظرهم ببناء السد، وكانت استراتيجيته ألا يخوض حربا معهم، إنما يبني دفاعات قوية تحول دون تحقيق أهدافهم.
مفهوم البطولة
البطولة ليست فقط أن تختار الحرب، إنما أن تنتصر وتحقق أهدافك دون أن تريق الدماء، البطولة أن تحمي نفسك وتقوم بتأمين قومك، لو كان ذو القرنين يريد أن يكون بطلا من طرار الإسكندر الأكبر ما فعل ذلك ، والإسكندر الأكبر عنده حب المغامرة مثل ذي القرنين، لكنه أهلك الملايين في حروبه، ونابليون مثل الشيء.
بنى السد، فجاءت يأجوج ومأجوج فما استطاعوا أن يعبروا أو يحفروا تحته، فكانت الأفراح والاحتفالات في الجانب الآخر من السد، إنجاز كبير نظر إليه ذو القرنين وقال: {هذا رحمة من ربي}، فنسب الفضل لله، بينما قال قارون عن ثروته: {إنما أوتيته على علم عندي}
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ، ما معناه أن يأجوج ومأجوج حاولوا الحفر حول وأسفل السد دون جدوى، فأنا لا أعلم أين كان يأجوج ومأجوج، وأين كان السد الذي بناه ذو القرنين، وهل كان في الأرض أم في السماء، وكيف لم ترصد الأقمار الصناعية الآن مكانهم، لكنني أصدق القرآن.
وما أنا متأكد منه أن النبي صلى الله عليه وسلم حكى لنا أنهم في كل يوم يحاولون الحفر أسفل هذا السد دون جدوى، حتى إذا جاء يوم القيامة، فتح السد وخرجت يأجوج ومأجوج من كل صوب يهلكون في البشرية، ويفسدون في الأرض، ويكون ذلك من علامات يوم القيامة.
ويروي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من بيته مكفهر الوجه، قالوا له: ماذا يا رسول الله؟، قال: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من يأجوج ومأجوج مثل هذا.
ومن يومها نرى فضل ذي القرنين على البشرية كله، لهذا أمرنا بأن نقرأ سورة الكهف كل يوم جمعة ومات ذو القرنين بعد ذلك. <table><tr><td height=50></TD></TR></TABLE> |
| |
|