عندما أخبرنى بنيته فى إنهاء خطوبته التى لم يمض عليها شهران، حاولت أن أبدو منزعجًا، لعلمى بمعاناته منذ أكثر من 5 سنوات فى البحث عن عروسة. قلت لصديقى: "خير ..إحنا لما صدقنا.. فيه إيه بس.. لو حاجة انكسرت نصلحها"، قال لى: "مافيش فايدة.. دى ما بتسمعشى كلامى من أولها.. أكيد ما بتحبنيش"..
قبل أن يستكمل حديثه توقعت أنه سيخبرنى برفضها لطلبه استبدال بناطيلها الضيقة بأخرى واسعة، أو عدم اتفاقها معه على اختيار أثاث الشقة. أدركت أنه نادم على الخوض فى تفاصيل تجربته الشخصية مع خطيبته. وقبل أن يغير وجهة الحديث لموضوع آخر، دفعنى فضولى لمعرفة سبب الاختلاف، إلى المسارعة بسؤاله: "قولى بس فيه إيه؟"، رد على : "أبدا.. رفضت تغيير الشريحة".. سألته: "شريحة إيه.. هيا عندها إصابة قديمة فى رجليها ولا حاجة؟" قال لى: "لا يا أخى.. الشبكة يعني.. شبكة المحمول".
شرح لى أنه فى بداية الخطوبة، عندما علمت خطيبته أن رقم محموله "زيرو حداشر"، اشترت رقما من نفس الشبكة "عشان يعرفوا يكلموا بعض براحتهم"، إلا أنها بعد فترة نزعت الشريحة واستخدمت خطها القديم "زيرو عشرة". قال لى إنه طلب منها أكثر من مرة أن تستعمل "زيرو حداشر"، وأنها تصر على الرفض.
منعت نفسى من الانفجار فى ضحك هيستيرى احتراما لأذنه التى احمرت بسبب تأثره بما يحكى.. حاولت التخفيف عنه قائلا: "يا سيدى مفيش حاجة يمكن شبكة زيرو حداشر فى منطقتها ضعيفة ولا حاجة". انكسرت عيناه وهو يقول لى: "لا لا أنا متأكد أن فى حد فى حياتها شايل زيرو عشرة".
لم أجد ما أقوله له سوى: "يا أخى مش لو خلوها شبكة واحدة كنا ارتحنا من المشاكل دي". عندما ذهبت إلى المنزل سألت زوجتى: "إنتى ليه مش زيرو اتناشر زيى؟" قالت لى: "يا فالح ما هو زيرو سبعتاشر تبع زيرو اتناشر الاتنين شبكة واحدة"، أخذت نفسًا عميقا قبل أن أرد عليها: "آآآآآآآآه ...بحسب"