تعد محافظة سوهاج كبرى محافظات الصعيد من حيث المساحة الممتدة شمالا حتى محافظة أسيوط، وجنوبا حتى محافظة قنا، وعدد سكانها يبلغ حوالى أربعة ملايين نسمة يسكنون غرب النيل فى مراكز طما وطهطا وجهينة والمراغة وسوهاج والعسيرات والمنشأة وجرجا والبلينا وشرق النيل فى مراكز أخميم وساقلتة ودار السلام ومدينة ناصر، ولذلك فهى تضم 14 دائرة انتخابية بها 28 عضوا بمجلس الشعب وخمس دوائر انتخابية بمجلس الشورى بها عشرة أعضاء بمجلس الشورى وأربعة أعضاء معينين، وبها جامعة سوهاج التى استقلت منذ ثلاث سنوات عن جامعة جنوب الوادى وهى تعتبر من أبعد المحافظات وصولا إلى القاهرة العاصمة، لذلك تقوم الدولة الآن بتنفيذ مطار سوهاج وكذلك إنشاء طريق البحر الأحمر لتكتمل بها منظومة النقل ويعتمد سكان المحافظة على الزراعة كحرفة رئيسية شأنها شأن المحافظات التى يمر بها نهر النيل الخالد ورغم كل ذلك الا أنها تعانى إهمالا جسيما فى شتى نواحى الخدمات سواء الحكومية أو التنموية أو الخدمية بسوهاج أن محافظة سوهاج من المحافظات الطاردة للسكان، فهى محصورة بين جبلين ونظرا لارتفاع أعداد السكان بدأت الرقعة الزراعية تتناقص يوما بعد يوم لأن الأهالى قاموا بتجريف الأرض والبناء عليها فأصبحت المحاصيل لا تكفى احتياجات السكان وان العجز الصارخ بالمدرسين يهدد العملية التعليمية، رغم أن هناك أعدادا كبيرة من خريجى الجامعات وخاصة كلية التربية، وهم فى انتظار التعيين لكن المديرية اكتفت بالتعاقد مع بعض الخريجين وتم توزيعهم على مدارس المدن فى سوهاج، وأخميم لدرجة أن الفصول تعانى من فراغ المدرسين، والمصيبة أن مدارس القرى معظمها بدون مقاعد حيث يقوم أولياء الأمور بشراء المقاعد على نفقاتهم بينما يجلس على الأرض من لا يشترى مقاعد كما حدث فى مدرسة العهد الجديد بمدينة المنشأة ومدارس العسيرات الموجودة بالقرى ويشير خالد أبو نعيم محاسب إلى أن مشكلة الرى لا حل لها، حيث أن نبات ورد النيل يغطى معظم الترع والمصارف وعملية التطهير تسير ببطء، كما أن الحشائش والغابات تسد الترع والغريب أن مشروع الصرف المغطى أصبح حبراً على ورق رغم ما يعانيه أهالى المراكز من تلوث البيئة وخاصة بالنسبة للساكنين أمام المصارف بالأرياف، ولا نعرف شيئاً سوى أن تكاليف الصرف المغطى مرتفعة جداً، وأن إدارة حماية النيل تقف موقف المتفرج حيال ما يحدث من تآكل الأرض الزراعية الخصبة المجاورة للشاطئ، حيث تعرضت مئات الأفدنة فى جزيرة أولاد حمزة وجزيرة المنتصر وجزيرة طهطا للغرق بسبب توقف عمليات التكسية التى كانت تتم فى السنوات الماضية، أما الجزيرة المستجدة فتعانى من نفس الأمر بالإضافة إلى عدم وجود رابط نقلى بين السكان ومدينة المنشأة حيث أن الحفر والمطبات أصبحت علامة مميزة لشوارع المدن وخاصة فى المنشأة وجرجا والعسيرات لأن الشركة المنفذة للمشروع لاتقوم بإعادة الشيء لأصله مما يؤدى إلى وقوع العديد من الحوادث وخاصة فى فترات الدراسة، حيث أن أهالى مراكز سوهاج كانوا سعداء عندما أعلنت الحكومة منذ عشرين عاما عن دخول الصرف الصحى لمراكز المحافظة، ولكن للأسف المشروع أضاع فرحتهم كما أن الوحدات الصحية بالقرى فى غيبوبة دائمة نظرا لعدم وجود الخدمات الطبية والدليل على ذلك أن الوحدة الصحية بقرية الساحل التابعة لمركز البلينا مقامة على مساحة شاسعة، ومع ذلك فلا يوجد بها طبيب مقيم كما أن المبنى آيل للسقوط والأجهزة الطبية معرضة للتلف كما أن مستشفى العسيرات المركزى رغم تحويله إلى مركزى منذ عامين إلى أن مقوماته مازالت كوحدة صحية صغيرة حيث ينقصه الجراحين والأشعة والأدوية إلى أن المناطق الصناعية المزمع إقامتها منذ عام 1990م فى منطقة الكوثر ومنطقة غرب جرجا ومنطقة غرب طهطا والمنطقة الصناعية بالكوثرمعرضة للتوقف بسبب ديون البنوك وتعثر المستثمرين فى مشروعاتهم لأن الحكومة ضحكت عليهم وبعد أن فتحوا مشاريعهم ومصانعهم ووضعوا فيها كل ما يملكون تركتهم تتوالى عليهم النكبات رغم ان هذه المناطق تم انشاؤها للقضاء على البطالة الظاهرة فى سوهاج ولابد من تدخل رئيس الوزراء