رحت أراقب المكان وأدرس تفاصيله، علنى أعرف شيئا عن ما حدث ويحدث
أعقاب السجائر تملأ منفضته الملقاة على حافة السرير
كتابه كان ملقى على الأرض
محفظته مرفوعة على مرآة الحمام القريب من الغرفة
حذاؤه تحت الطاولة
معطفه البنى معلق بعناية على مشبك قريب من الباب الخشبى للغرفة
طعام متعفن فى ثلاجته الصغيرة
سجادة صلاة أهداه إياها والداه يوم عودتهما من الحج، ملقاة على كرسى خشبى فى الجهة اليمنى من الممر الذى يوصلنا لغرفته
رائحة الخوف تملأ المكان
فى السقف تدور مروحة بسرعة بطيئة جدا لتحرك هواء الغرفة الذى بدا ساكنا منذ الأبد
أفلام الكرتون التى طالما أحبها تملأ مكتبته إلى جانب كتب عبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا وإحسان عبد القدوس وأرنست همنغواى وأغاثا كريستى.
أبيات من الشعر كان قد خطها على ورق أصفر ملقى على طاولة خشبية
ورق وأبيات وشعر دون عنوان.
قصة قصيرة كان قد بدأ بكتابتها موضوعة إلى جانب حاسوبه الشخصى
رسائل أرسلتها إليه منذ زمن طويل كان قد أخفاها بصندوق داخل خزانة ملابسه.
وهو كان ممددا فى مكانه المفضل
يجلس هناك كل صباح يتسمع فيروز تغنى (ستى يا ستى اشتقتلك يا ستى)
اقتربت التمس لديه الحياة
يدى كانت ترتجف كما لم يحصل لى يوما
حاولت, هذا هو الوريد, هل هناك.........
لا حياة فى هذا الجسد.......
هل هناك تنفس؟
لا, لم تعد رئتاه تشتمان نسيم الصباح........... رحل.............. ويا ليته لم يفعل