عايز أتجوز مكرونة(كاتب أعجبني)

بصراحة كده الحياة اتغير لونها من الفواتح للغوامق، ومن المنقرش والسادة للمضلع والكروهات ولم تعد حلوة كما كانت، ولم تعد آمنة كسابق عهدها، وطارت البركة من الأيام ومن الرزق مع أن الناس والأيام كما هى، ولكن حدث شىء ولا أدرى ما هو.. طلعت فى دماغى أن الجواز حياة تانية والتفكير فيه متعه ويروش والاستعداد له حلو ومر طعم العسل والدخول فيه فتح مبين وعبور من الباب الملكى للمحيط..عايز عروسة متعلمة وفاهمة الدنيا ماشية إزاى تعرف تطبخ أهم حاجة ومدبرة وكمان تذاكر للعيال وتاخد بالها منى ومن أمى إذا كان عاجبها تكون بنت حلال عايزة تعيش وتكن وتعمر زى الحمام والقمرى وماتكنش رغاية وكمان تحب الكورة وزملكاوية علشان أنا أهلاوى أتحنجل وأتمخطر وأجيب أجوالا وبنات والبيت يبقى ابيض واحمر و فيه حياة.. عايزها تفهم فى السياسة والاقتصاد تتكلم بقدر ما من الثقافه فى أى موضوع وما تلكش وتحرق جاز علشان مابحبش الدوشه عايزها تنصحنى وتسبنى أنا آخد القرار..عايزها شيك وتملا عينى ولبسها حلو وبسيط داخل البيت ولها عطر مميز وجذابة وبسيطة فى كلامه وتعبيراتها وضحوكة وتجاملنى إذا ضحكت ولا تكون كالصعيدية التى حكى لها زوجها نكته فكان ردها هيي..هيى هيى بايخة وكان رده هاهاها طالقة..أريدها أم وأخت وزوجة وصديقة دافئة وحنون تحكى وتسامرنى ليلاً... ولا أريدها تحدثنى ليلا عن حديد عز ولا تحدثنى عن هشام طلعت وسوزان تميم والسكرى وأبو صرة ولا تحدثنى عن الحزب والتغير ونظيف، ولا تحدثنى عن المدارس والضرب والقتل ولا تحدثنى عن الطوابير وفاتورة الكهرباء والتحرش ولا أريدها تحدثنى عن القضاء والنقابات والأحزاب ولا تحدثنى عن الحرائق والعمارات والعبارات الغرقى والمخطوفة والتائهة ولا تحدثنى عن سحابة الدخان وفيروس سى ومرضى السرطان ومنه لله اللى كان السبب..ولا تحدثنى عن بيع البلد بغمض عينك تأكل ملبن ولا تحدثنى عن أسعار الفول والعدس والخضار واللى تنشك اللحمة ولا تحدثنى عن مؤتمرات القمة والدول المايعة ودول الاعتدال الملتوى.. ولا تحدثنى عن التواطؤ والخيانات ولا تحدثنى عن حوادث وطرق القتل الجديدة.. عايزها زوجة تدللنى وتخدرنى وتنسينى اسمى وتعيدنى إلى الماضى كل ليله وتحكى لى عن بلدى مصر النيل والقناطر وأسوان تحكى لى عن الخضرة وحمص الشام والوجه الحسن تحكى لى عن القلعة والحسين وشط إسكندرية والطيبة ونقاوة الصدور وبشاشه الوجوه تحكى لى عن النخيل وصوانى القلل القناوى فى الشبابيك وصوت عبد الباسط عبد الصمد يزغرد فى الفضاء تحكى لى عن غناء البنات وتمايل الزرع الأخضر ودوران الساقية ورائحة الطعام..أريدها بنت مصريه بلديه حاجه كده متوصى عليها أو وصايا أو على الفرازة أو زى ما بيقول الكتاب أو بنت بحق وحقيقى ماجابتهاش ولادة يعنى شملولة..عايزها ما تدقش على الصغيرة والهايفة عايزها عاقله ومش بتاعة سماع أغانى وكليبات وجيز وقصير وتى شيرتات وأهم حاجة تكون هادية وعارفة دينها... فجأة سمعت صوت كالرعد خرم طبلة ودنى وخبط أسنانى فى بعضها..إيه إنت بتستعبط إيه إنت بتطلب المستحيل.ما فيش شبيك ولا لوبيك أنا هستقيل...اللهم اجعله خير.. صحيت من النوم مفزوع وريقى ناشف..حد ياكل مكرونة الساعة 2 بالليل وينام...؟