مصر:المصالحة مع قطر مسألة وقت

حسام زكى ان السلوك الايرانى ينحو فى تجاه إزكاء الخلافات وتعبئة المواجهات وبالذات فيما يتعلق بالنزاع العربى الإسرائيلى"..
وقال فى حديث لمجلة "الوطن العربى" التى تصدر فى باريس فى عددها الأخير ان "ما نرصده من جانب إيران هو عمل تصادمى يبتعد بالمنطقة عن أى استقرار ويبعدها عن أى فرص لتحقيق السلام".
واوضح ردا على سؤال حول لماذا لا تحاول مصر احتواء إيران والتحاور معها- إنه "لا يعتقد أن المسألة ليست مسألة حوار، فالحوار لن يفضى إلى شىء بل ربما يؤدى إلى تكريس إيران كقوة عظمى فى المنطقة، يأتمر الجميع بأوامرها، وهذا أمر لن يرضاه أحد".
وقال زكى إن كل الحديث عن الحوار مع إيران هو "إذعان لرؤية أن إيران أصبحت ذات دور مؤثر، وأننى لا بد حتى أن احتوى دورها المؤثر أن أتحاور معها، وإذا تحاورت معها استطاعت هى تطويع سياستى الخارجية وأهدافى الخارجية فى هذه المنطقة لكى تستطيع هى أن تكون الأعلى صوتا والأكثر قدرة على التحرك، ولن أعطيها هذا الأمر".
وعما إذا كان الحل يكمن فى القطيعة رغم تأثير إيران فى المنطقة، قال حسام زكى "ليس هناك قطيعة، فإيران فى أزمة غزة كان لها دور محدد فى هجومها على مصر، وكل عملائها فى المنطقة هاجموا مصر وطلبوا من المصريين النزول للشوارع، وكلها أمور لا تستحق منا سوى كل إدانة لأن هذا ليس المسلك الصحيح بين الدول، فهذه الدول تريد فرض نفسها على المنطقة العربية وعلى السياسات العربية وتريد أن تلعب الدور الأكبر كله خدمة لمصالحها وليس خدمة للمصلحة الفلسطينية".
وأكد المتحدث أن إيران لم تقدم للقضية الفلسطينية واحد فى المائة مما قدمته مصر، وقال "الآن نستمع إلى دروس تأتى من طهران حول هذا الأمر، هذا مرفوض ويجب أن ندقق بشدة فى هذه المقترحات حتى لا نفاجأ أننا متورطون فى أمور تحقق مكاسب للجانب الإيرانى على حساب خسائرنا".
وأضاف سبق أن بذلت مصر ما لديها من غال ورخيص من أجل هذه القضية، وعندما حصلت مصر على أراضيها واستقر الوضع بالنسبة لها بالسلام فهى تقوم بمهمتها بشكل آخر، مشددا على أنه من غير المقبول من جانب أى حكومة أو أى شعب أن يحاول الزج بمصر فى مواجهات غير محسوبة من وراء ظهر السلطات، ولا يجب أن يكون ذلك مقبولا، وأن رد الفعل الرسمى والشعبى يوضح ذلك.
وبشأن ما إذا كان الحوار الأمريكى - الإيرانى سينعكس سلبا أو إيجابا على المنطقة، قال حسام زكى إننا لم نكن فى لحظة واحدة نقف ضد أى حوار من أى نوع.
وأوضح أن مصر ساندت الحوار، ومنهجها هو الحوار، وسياستها الخارجية قائمة على هذا الحوار.. ونحن لم نطلب من أحد الابتعاد عن الحوار.. وبالتالى الحوار الذى يتحدثون عنه والمطروح من جانب الولايات المتحدة على إيران هو "تطور إيجابى" إذا كان سيصب فى خانة تحقيق نهاية مرضية لجميع الأطراف، وفيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى، وإن كان سيصب فى خانة تعديل السلوك الإيرانى فى هذه المنطقة، وبالتالى فنحن نراقب هذا الأمر ونتابعه بكل اهتمام ونأمل فى أن تكون انعكاساته على المنطقة إيحابية وليست سلبية.
وردا على سؤال حول امتلاك إيران أوراق عديدة ، وأنها لن تقدم مساعدات للولايات المتحدة بلا ثمن، أكد حسام زكى أن الولايات المتحدة - فى ظل حوارها معنا وفى ظل اتصالاتنا بها، ليس على صعيد مصر فقط ولكن على صعيد الدول العربية المهتمة بهذا الشأن خاصة فى منطقة الخليج، واتصالاتنا بالإدارة الأمريكية الجديدة - تؤكد لنا أنها "لن تقوم بطرح شىء على إيران دون التشاور معنا".
المصالحة المصرية - القطرية مسألة وقت
وردا على سؤال حول عمق الخلاف المصرى - القطرى ومداه الكبير، قال السفير حسام زكى "إننى لاأراه عميقا إلى حد ما.. لكننى أرى أن قطر دولة خليجية شقيقة لها مصالحها ولها رؤاها.. ومصر كما قال الرئيس حسنى مبارك فى الكلمة التى وجهها إلى القمة العربية تحترم رؤية ودور كل دولة عربية شقيقة والمهم أن تحترم هذه الدول مصر وحجمها وتاريخها ودورها ومسئولياتها وتحترم مصالحها، وبالتالى هذا يفرض على الجميع أيضا -قطر أو غيرها- أسلوبا معينا فى التعامل مع الدور المصرى وحجمه والمسئولية المصرية".
وأضاف إننا لا نقول أن تفرض دولة رؤيتها على دولة أخرى، ولا نطلب أن يكون الآخرون تابعين لها، فهذا نهج تخلت عنه مصر منذ سنوات طويلة، ولا تطلبه من أحد ولا تسعى إليه، ولا يهمها، لكن عند التعامل بين أشقاء ينبغى أن يكون التعامل مبنيا على الأسس السابقة.
وحول ما يعوق المصالحة المصرية - القطرية الآن، قال المتحدث الرسمى "أعتقد أنها مسألة وقت"، مشيرا إلى أنه كان هناك حديث صريح مع الإخوة فى قطر على أكثر من مستوى وفى أكثر من مناسبة، وأعتقد أنهم فى قطر يفهمون تماما الرؤية المصرية والنهج المصرى فى التعامل سواء قبل القمة أو بعدها.
وأضاف زكى أن مصر لا تقبل المساس بسيادتها أو بتدخل من أى طرف خارجى يحاول أن يزج بنفسه فى أمور لا تعنيه وبهدف توريط مصر فى مغامرات خارجية.
وقال حسام زكى -فى تصريحات صحفية الخميس- إن مصر دولة قادرة ومستقرة ولا تسمح لأى طرف، مهما كان، تحت أى دعاوى، ومهما كانت هذه الدعاوى نبيلة، أن يمس بسيادتها، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية قضية نبيلة وأصحابها يناضلون من أجل الحصول على حقوقهم ومصر تساندهم فى ذلك.