ما حكم تقديم الهدايا للصحفيين والإعلاميين من أجل الاهتمام بالمواضيع الإسلامية الخاصة بمؤسسة أو هيئة إسلامية من حيث وضعها في مكان بارز ليستفيد منها الجمهور؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يجوز إعطاء الجهة المالكة لوسيلة من وسائل الإعلام غير
الرسمية هدية أو مبلغًا من المال من أجل الاهتمام بالمواضيع الإسلامية ، لأن ذلك إما عل سبيل الأجره أو مكافأة على عمل ، كذلك يجوز إعطاء بعض القائمين على مهام في المؤسسة الإعلامية للغرض نفسه إذا تم ذلك بعلم الجهة المالكة للمؤسسة .
أما الإعطاء لموظف في المؤسسة الإعلامية بغير علم مالك المؤسسة فلا يجوز لأنه من الرشوة المحرمة؛ وإن كان في صورة هدية لحديث أبي حميد الساعدي قال : « استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من بني أسد يقال له : ابن اللتبية على صدقة ، فلما قدم قال : هذا لكم وهذا أهدى لي فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول : هذا لك وهذا لي ، فهلّا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء ، إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته ، إن كان بعيرًا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تبعر ، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه : ألا هل بلغت ثلاثًا » رواه البخاري ) . ولكن إذا كان في ذلك تحقيق مصلحة عامة ضرورية أو حاجية أو درء مفسدة ولا يمكن الوصول إلى ذلك إلا بهذه الوسيلة فيجوز للمعطي ، ويحرم على الآخذ . لأن الحاجة في هذه الحالة تكون من الحاجة المنزلة منزلة الضرورة . والله أعلم .