كشفت هالة المصرى الناشطة القبطية والمقيمة بمحافظة قنا فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن العائلة القبطية التى راح اثنان من أفرادها وجرح الثالث عشية عيد القيام أمس السبت، كانت قد اضطرت لمغادرة القرية منذ خمس سنوات فى أعقاب واقعة ثأر. وأن العائلة كانت تطالب كثيراً بحل المشكلة، إلا أن الأمن أسندها إلى لجنة المصالحات العرفية فى قوص برئاسة العمدة محمد الصغير، ومنذ 2 نوفمبر 2004 وحتى وقوع الحادث لم يحدث أى تقدم لا فى المصالحات أو غيرها.
وأشارت هالة المصرى إلى أن قرية "حجازة" التابعة لمركز قوص بقنا، والتى شهدت حادث القتل من قرى جنوب المحافظة، التى نادراً ما تقع بها حوادث ثأر، كما أن حدة الطائفية بها تكاد تكون منعدمة، بعكس القرى الواقعة شمال المحافظة، حيث تكتظ بالعائلات والقبائل الكبرى. وأضافت، كنا نأمل أن تتحرك لجنة المصالحات، أو تتم الاستعانة بالشيخ "الطيب" من الأقصر ليتدخل بثقله لإنهاء الخلاف، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث.
وأوضحت المصرى، أن الأنبا "بيمن" أسقف نقادة وقوص، حاول جاهداً احتواء الأزمة بهدوء وعقلانية، وبذل جهداً كبيراً مع القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة لإنهاء هذا الخلاف، إلا أن كل جهوده ذهبت سدى، لأن لجنة المصالحات لم تلتزم بالتعهدات التى قطعتها على نفسها فى حل الأزمة.
ومن ناحيته حذر الناشط القبطى كمال زاخر من ظاهرة الاستثمار الدينى للحادث، مؤكداً على وجود متربحين من تأجيج الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، لأنها الظاهرة الأكثر ربحية فى الوقت الحالى، ويتعاظم دورها فى المجتمعات المهزومة اقتصادياً وسياسياً، مثلما هو الحال لدينا، وقال "لا أستبعد وجود أيدٍ سياسية خلف هذه الظاهرة".
وطالب زاخر بأن يتم التعامل مع القضية بشفافية وحزم، لقطع الطريق أمام زبائن ومستهلكى "الفتنة" وانتقد زاخر منظومتى الإعلام والتعليم، كما انتقد رجال الدين، وقال لابد من إقرار الدولة المدنية وتفعيل المجتمع المدنى، لأنه آن الأوان أن نقول لرجال الدين "ابعدو شوية وكتر خيركم على كده ".