صافح الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، المناهض الشرس للادارة الامريكية السابقة برئاسة بوش، الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما خلال قمة الامريكيتين، وقدم اليه كتابا يحمل عنوان "الشرايين المفتوحة لاميركا اللاتينية" وهو للمؤلف الاوروجوايي الشهير ادواردو غاليانو، ويعالج مسألة نهب موارد امريكا اللاتينية منذ القرن الخامس عشر وحتى القرن العشرين.
واحتلت المصافحة بين اوباما وتشافيز صدر صفحات الصحف في بورت اوف سباين عاصمة ترينيداد وتوباجو التي تستضيف القمة.
من جهته، صرح الرئيس الأمريكي أوباما بأن بلاده تسعى لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع كوبا، قائلا إن هذا الأمر يعد بمثابة رحلة طويلة.. على الرغم من الخطوات الأولية التي اتخذها بالفعل.
وقوبلت تصريحات أوباما بالتصفيق من جانب رؤساء دول الأمريكتين الآخرين البالغ عددهم 33 رئيسا والذين اجتمعوا في جمهورية ترينيداد وتوباجو لحضور قمة الأمريكتين.
ولم تكن هذه المسألة مدرجة رسميا على جدول أعمال القمة، إلا أن أمريكا اللاتينية أجمعت على المطالبة بإنهاء الحصار الأمريكي المفروض على الجزيرة الشيوعية منذ عقود، وكان من المتوقع أن يجري تناول القضية بشكل ما، خاصة وأن أوباما أعلن في وقت سابق الأسبوع الماضي تخفيف قيود السفر والتحويلات المالية المفروضة على الأمريكيين من أصل كوبي.
وكان العرض الذي قدمه أوباما واحدا من أكثر الأحداث إثارة منذ أصيبت العلاقات بين واشنطن وهافانا التوتر بعد النصر الذي حققته الثورة التي قادها فيدل كاسترو في أوائل عام 1959 . وبعد فترة قصيرة ، حول كاسترو الجزيرة الكاريبية إلى دولة شيوعية.
ورغم ذلك ، يبدو أن الأسبوع الماضي شهد تغييرات مهمة توجت باعتراف أوباما بأن سياسة واشنطن بشأن كوبا "فشلت في تعزيز الحرية أو فتح أبواب الفرص أمام الشعب الكوبي".
ومن جانبه، ذكر المتحدث باسم أوباما روبرت جيبس أن البيت الأبيض "تأثر بصورة خاصة" باعتراف كاسترو بأنهم قد يكونوا مخطئين".
ومن ناحية أخرى قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس في جمهورية الدومنيكان: "نرحب بهذا العرض ... إننا ننظر إلى تلك القضية بجدية شديدة ، وسندرس كيفية الرد (على تصريحات كاسترو)".
ويذكر أنه تم تعليق عضوية كوبا في منظمة الدول الأمريكية في عام 1962 تحت ضغط من الولايات المتحدة ، ولذا فإنها لم تشارك في قمة ترينيداد وتوباجو.
ورغم ذلك ، قال الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية خوسيه ميجيل انسولزا أمس إنه سيعمل على إلغاء تعليق عضوية كوبا.
يذكر أن كوبا هي الدولة الوحيدة في أمريكا الشمالية والجنوبية التي ليس لديها حكومة ديمقراطية رغم تأكيد السلطات في هافانا على أن المشاورات الشعبية التي يقوم بها نظام الحزب الواحد تعد ديمقراطية بالفعل.
وبينما لم يشر أوباما إلى تحركه لانهاء الحصار، أعرب عن توقعه بأن الخطوات التي اتخذت مؤخرا ليست سوى أول نهج علي طريق التعامل مع مهمة صعبة.
وقال أوباما: "أعرف أن هناك رحلة طويلة ينبغي أن نقوم بها لتجاوز عقود من عدم الثقة".
وأضاف الرئيس الأمريكي أمام زعماء بلدان منظمة الدول الأمريكية التي تخضع لحكم ديمقراطي "أنا مستعد لجعل إدارتي تتعامل مع الحكومة الكوبية بشأن عدد كبير من القضايا، من حقوق الإنسان، وحرية التعبير والإصلاح الديمقراطي وحتى المخدرات والهجرة والقضايا الاقتصادية". وحذر من أنه جاد في نهجه لحل هذه القضية الشائكة التي استمرت على مدار عقود.
وأكد أوباما "دعوني أكون واضحا: أنا غير مهتم بالتحدث لمجرد التحدث. ولكنني أعتقد أنه يمكننا أن نحرك العلاقات الأمريكية الكوبية في تجاه جديد".
الجدير بالذكر أنه على درب السير نحو تحسين العلاقات بين الدولتين المتناحرتين، صرح الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الخميس بأن حكومته مستعدة لمناقشة أي موضوع مع واشنطن، بما في ذلك حقوق الإنسان وحرية الصحافة وحالة السجناء السياسيين. ونقلت صحيفة "لوس انجليس تايمز" عن كاسترو قوله: "ربما نكون قد أخطأنا، نعترف بذلك... إننا بشر".