عرض مساء الاثنين في المسرح الكبير بدار الاوبرا المصرية فيلم "ابراهيم الابيض" لمروان حامد الذي اطلق جمالية لافلام الحركة للمرة الاولى في السينما المصرية اضعفه سيناريو ارتكز بشكل كبير على العنف.
وسادت حالة من التوتر العرض الخاص للفيلم الذي نظمته شركة جود نويز المنتجة قبل طرح الفيلم في الاسواق بسبب كمية العنف التي قدمها الفيلم رغم المتعة البصرية التي حملتها الصور.
وحضر الحفل الخاص الى جانب ابطال الفيلم احمد السقا ومحمود عبد العزيز وعمرو واكد وهند صبري, مجموعة كبيرة من نجوم ومخرجي السينما مثل الفنانين عادل امام ويسرا وخالد صالح وشريف منير ومن المخرجين يسري نصر الله وخالد يوسف ووحيد حامد.
و"ابراهيم الابيض" هو ثاني افلام حامد الذي قدم فيلم "عمارة يعقوبيان" في 2007.
ورأت الناقدة علا الشافعي ان "كمية الدم والعنف غير المبرر في الفيلم تخلق حالة من التوتر الكبير فلم نشهد مثل هذا العنف في كل الافلام الاميركية المشابهة بما في ذلك الافلام التي صورت عن الحربين العالميتين الاولى والثانية".
الا ان الناقد السينمائي نادر عدلي اعتبر ان "ابراهيم الابيض" "من افضل الافلام على مستوى الصورة والحركة والاثارة من خلال حركة كاميرا مدهشة واستخدام كل انواع الصورة من كادرات ثاتبة ومتحركة".
واعتبر عدلي ان الفيلم "خطوة حقيقية باتجاه تطوير الصورة في افلام الحركة تحديدا فهو الانضج على حسب تصوري في السينما المصرية وهو الاكثر اكتمالا مقارنة بهذا النوع من افلام الحركة الذي انتجته السينما المصرية".
وهذا ما اقرته ايضا الشافعي التي اعتبرت ان "ابطال الفيلم احمد السقا ومحمود عبد العزيز وعمرو واكد وهند صبري وسوسن بدر والمشهد الذي ظهرت فيه حنان الترك بعد اعتزالها قدموا دوارهم بشكل متميز".
الا ان هذه الجمالية التي راها النقاد لم تكتمل عندما ينتقل الحديث الى القصة والرؤية الدرامية التي يتركز عليها السيناريو من تاليف عباس ابو الحسن الذي استند على قصة حقيقية لرجل اسمه ابراهيم الابيض.
فالفيلم يدور في عالم من العنف منذ مشهده الاول والشرطة تقوم بملاحقة عنيفة في احدى المناطق الشعبية لبطل الفيلم احمد السقا وصديقه عمرو واكد وافلاتهما من الشرطة ومن اجمل مشاهد هذه المطاردة صورة سور مجرى العيون الذي يشكل قناة توصل بين قلعة صلاح الدين الايوبي والنيل التي تصور للمرة الاولى في السينما المصرية.
ويرى الناقد عدلي ان "مشكلة هذا الفيلم مع المشاهد العربي درجة العنف الشديد طوال الفيلم دون انقطاع والذي يجعل المشاهد يتململ في جلسته طوال الوقت بحيث اصبح تكرار مشاهد الدم مزعج للغاية وترك اثرا سلبيا على جمالية الفيلم".
ورفض عدلي والشافعي وغيرهما فكرة "الاسقاط السياسي او الديني على الفيلم" من خلال شخصية محمود عبد العزيز الذي يمثل دور الاب الروحي للمجتمع الاجرامي في منطقته الشعبية وفي نفس الوقت المنافس لبطل الفيلم على قلب هند صبري.
وعبد العزيز يعكس في الفيلم دور الشخصية القدرية التي ترتكز الى الدين في تاكيد سيطرتها وخضوع من حوله لقراراته التي يتخذها رغم كبره في السن وتحكمه في مصائر من حوله دون اعتراض من احد واذا ما اعترض احدهم الغى اعتراضه بحديث نبوي او بما يوحي بموقف ديني.
واعتبر عدلي ان الفيلم "يصور فقط مجتمعا شعبيا يعيش في وسطه مجتمع اجرامي يتحكم به حتى انه لم يخرج من منطقته الشعبية الى وسط القاهرة التي لاتبعد عن منطقة تواجدهم اكثر من بضعة كيلومترات".
وعرض "ابراهيم الابيض" في سوق مهرجان كان الاسبوع الماضي لاجتذاب الموزعين.