الحزن هو الشىء الوحيد الذى يولد ضخما، وينمو بشكل عكسى.. يتناقص بمرور الأيام.. عكس ناموس الحياة.. لكن يبدو أنها المشاعر الإنسانية كلها تولد فى حجم الديناصور.. وتنتهى فى حجم النملة.. إلا ما ندر.
وفاة حفيد الرئيس مبارك كانت صادمة للرجل.. وفجأة اجترأ الحزن على المقر الرئاسى فتفجر فى أركانه.. وعشعش فى كل مكان.. الرئيس هو إنسان مثل كل البشر.. لا تستطيع حراسه.. أو قواعد بروتوكول أن تقيه شرور المشاعر الإنسانية.. الحب والكره والغضب.. وصولا إلى الحزن.. وربما السعادة.
الموت مازال هو النهاية المؤكدة لكل حياة.. سواء عاشها إنسان أو حيوان.. وحتى النبات مصيره إلى الحطب والنار ليعود رمادا.. هذا هو القانون الطبيعى للحياة.. وحتى الآن ورغم آلاف السنين من عمر البشرية لم نسمع يوما عن شخص مهما كان شأنه، استطاع الإفلات من قطار الموت.. كلنا فى الانتظار.
ويوم مات حفيد الرئيس، عاد للذاكرة نفس التعاطف والشهامة عام 1995 عندما خرج الشعب كله يحيى الرئيس على النجاة من محاولة اغتيال فاشلة فى أديس أبابا.. المشهد تكرر تقريبا.. بالأمس القريب ساد الحزن.. وغلب التأثر على الجميع.. هى مشاعر إنسانية نبيلة لكل أبناء الشعب.. الفلاحون فى الحقول.. والتلاميذ فى المدارس والعمال فى المصانع.. مشاعر تلقائية لشعب هزه القلق على الرئيس يوم تعرض لمحاولة الاغتيال.
لكن المؤلم هم دعاة الفوضى الذين نشطوا فى أجواء المشاعر النبيلة.. راحوا يروجون الشائعات ويتحدثون بشماتة لم أرها حتى فى أفلام الشر عن الأجواء فى مقر الرئاسة.. الغريب أن كبير أحد تلك التنظيمات تحدث بكلمات لم يكن مناسبا قولها، إلا إذا كان هو من كلف أتباعه بإطلاق الشائعات السخيفة.. الرجل وهو الثانى فى التنظيم قال.. للصحف التابعة له وغيرها.. أنا لن أسعى للوصول للحكم.. ولا أعرف سببا أخلاقيا يجعله يقول هذا التصريح وفى هذا التوقيت، إلا إذا كان لديه وزملائه خطة تنتظر الفوضى التى لن تحدث مادام فى مصر شعب بهذه الشهامة.. رأيت أحد أعضاء التنظيم يقسم لى بأغلظ الأيمان على صدق الشائعات السخيفة.. حتى أننى كدت أصدقه.. هذا التنظيم الذى يمتطى صهوة الدين ورغم واجب العزاء.. إلا أننى أقول لهم سعيكم غير مشكور.