لقد ضيق نظامنا الرشيد على شعبنا المقهور اختيارات المعيشة فى ظل حكمه الاستبدادى فقد رفع أشاوس النظام والحزب الحاكم شعار "من ليس معى فهو ضدى" ومن هذا المنطلق أصبح على أبناء شعب مصر المحروسة الاختيار ما بين أن يكون فى زمرة الفاسدين الذين يحاولون أن يعتصموا بجبال السلطة والفساد، سواء كان هذا الفساد متمثلا فى صفقة قمح فاسد أو تهريب ملايين البنوك للخارج، أو إغراق آلاف المصريين من الباحثين عن (لقمة العيش) فى بلاد الخليج، بعد أن فقدها فى مصرنا الثرية المنهوبة فى عبّارات الموت، أو الرشاوى التى يتساقط فى شباكها كبار المسئولين بالوزارات، أو باحتكار السلع الأساسية والحديد، ويتلاعبون بأسعارها كما تتلاعب الريح العاتية برمال متحركة أو إغراق أسواقنا بأغذية وخضراوات مسرطنة وفاسدة ولا يخفى على أحد أن من يدخل هذه الزمرة يُفتًح له أبواب البيزنس ويترك له الحبل على الغارب ويصبح من حقه استعباد المقهورين من أبناء شعبنا الصبور خاصة بعد أن رفع من أمامهم كل الخطوط الحمراء فى ظل تسبيحهم بحمد هذا النظام مستغلين حلم الرب وصمت الشعب المحكوم بالحديد والنار.
أما الخيار الثانى أن تكون شريفا مخلصا لربك ووطنك ترفض الذل والاستكانة تمسك الجمر بيدك بل تتصدى للفساد والمفسدين ترفع شعار "لو تركناهم ستغرق السفينة بالجميع" مستغلا كل الوسائل السلمية فى معارك نضالك معهم.
وهنا يضعك النظام فى خانة الضد والعدو ويعلن عليك الحرب رافعا شعار الغاية تبرر الوسيلة متدرجا من القوى إلى الضعيف ومن اليمين إلى اليسار فالكل مستهدف والكل سيأتى علية الدور، وفى ساحة القتال يستخدم النظام كل المتاح من الأسلحة بداية من التشويه الإعلامى لاغتيالك معنويا، ومرورا بفرض سياسة التجويع من خلال مصادرة أموالك - بصرف النظر عن أن هذه الأموال لم تكن يوما من الأيام من الأموال المشبوهة، بل كانت دعما لاقتصادنا الوطنى – بل يصل الأمر إلى محاكمتك جنائيا أو عسكريا وما الشاطر وإخوانه وأيمن نور ومجدى حسين ببعيد عنا ولعل الاعتقالات الأخيرة بعد الإعلان عن يوم الغضب نصرة للقدس دليل جديد على أن النظام أصبح لا يسمع إلا نفسه ويضيق ذرعا بكل معارضيه.
إنها حرب لا هوادة فيها وعندما تفشل كل الوسائل السابقة فى تأديب أصحاب
(الدماغ الناشفة) فيلجأون للتصفية الجسدية فى مسلخة تعذيب أو ترك الفرصة لمرض مزمن بسجين يقوم مقام الجلاد وما مسعد قطب والزهيرى والعشرات من الشرفاء الذين تعرضوا لأبشع عمليات التعذيب فى مسالخ الداخلية منا ببعيد.
ولذا يمن النظام علينا بنداءات متكررة من خلال وسائله الإعلامية وكُتًابه يا شعبنا الحكيم العاقل خيرتك فاختر ولا تلومن إلا نفسك!