حين تقوم بمناقشة أطراف العملية التعليمية المتعصبين لمبدأ «الغش» تفاجأ بسلسلة ردود لولبية سريعة موجهة إلى عقل سيادتك تتهم حضرتك إما بالجهل بأصول و قواعد الامتحانات أو الوقوف ضد مصلحة الطلاب، وقاتل لفرحة أولياء الأمور بنجاح أبنائهم فى هذه التمثيلية المسماة بالامتحانات!
أحدهم قال لى بصفتى مدرساً وملاحظاً فى لجان الامتحانات وأرفض مبدأ الغش: «ياأخى حرام عليك دول أولاد تعبانين وآباؤهم محروق دمهم عليهم متبقاش أنت كمان عليهم».. وزميل آخر لى بثقة زائدة: «بكرة تعرف إنك غلطان وإن اللى بنعمله ده هو أكبر صح». أما الطامة الكبرى فهو تحول أولياء الأمور فى موسم الامتحانات إلى ماكينة صرف آلى متنقلة تنفق مئات الجنيهات على طلبات «البهوات المدرسين» أثناء انتدابهم فى لجان الشهادات العامة فى المحافظات الأخرى.
فيا دعاة إصلاح التعليم الخطر كبير والملف شائك وحساس لأنه ببساطة ينسف بذرة هذا الوطن ومستقبله ويدمر جذوره..