البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى والذى رحل فى نهاية الشهر الماضى لتدريب منتخب أنجولا، بعد أن قضى مع الأهلى خمسة مواسم حصد خلالها 19 بطولة، أكد خلال حوار له مع موقع الـcnn باللغة العربية على احترامه لإدارة الأهلى التى تعاملت معه باحترافية حتى وقت الانفصال كان فى هدوء، وأن الأهلى له مستقبل باهر عكس ما يتردد بأنه فى انهيار وأن تجربته نجحت بكل المقاييس وأسهمت فى رفع أسهمه كمدرب محترف، رغم أنه لن ينسى جماهير الأهلى التى تعشق فريقها بجنون.
وفيما يلى نص الحوار:
لماذا اتخذت قرار الابتعاد عن الأهلى؟
أبلغت إدارة النادى قبل ما يقرب من شهر برغبتى فى إنهاء التجربة، بعد أن شعرت بأن التجربة استنفدت أهدافها بشكل كامل، ولم يعد لدى جديد لكى أقدمه للفريق، بعد أن تشبع اللاعبون من خلاصة تجربتى التدريبية، ومنحتهم كل ما أملكه.
من كان صاحب قرار الابتعاد، أنت أم إدارة النادى؟
الرغبة كانت مشتركة بيننا، ولا يهم من كان صاحب القرار، ولكن المهم هو أننا انفصلنا بهدوء، وأعترف بأن إدارة الأهلى كانت فى غاية الاحترام معى.
البعض يرى أنك أخذت من فريق الأهلى خلاصته الفنية، وأنك قرأت أن المستقبل لن يكون بنفس الشكل الذى كان عليه الفريق؟
منحت الأهلى كل جهدى وتجربتى وخبرتى، ولكن لست مع من يدّعون أن مستقبل الأهلى سيكون أسوأ من ماضيه، لأن الأهلى ناد كبير، وقادر على الاستمرار فى نجاحه.
متى اتخذت قرار الرحيل؟
بعد بطولة كأس العالم للأندية التى أقيمت فى اليابان، بعد أن تأكدت أن الفريق لم يعد لديه جديد ليقدمه معى، كما أننى شعرت بعدم قدرتى على العطاء.
ألم تشعر بالحزن على قرار رحيلك؟
لم أرتبط بفريق مثلما ارتبطت بالأهلى، لأنه ناد منظم وإدارته محترفة مثل الأندية الأوروبية الكبيرة، ووفرت لى كل شىء، ولا أستطيع أن أخفى حزنى على رحيلى عن الأهلى، وسأظل أهلاويا، ولن أنسى جماهيره التى لم أر مثلها طوال حياتى، فلم أصادف جماهير تعشق ناديها مثل جماهير الأهلى، التى وقفت بجانب الفريق على مدار مشوارى معه، وأقول إن تلك الجماهير لم تشعرنى فى يوم من الأيام بأننى غريب فى مصر التى عشقتها.
كيف تقيم تجربتك فى مصر بعد ما يقرب من خمسة مواسم؟
بكل المقاييس هى تجربة ناجحة، بعد أن حققت 19 بطولة مختلفة سواء على المستوى المحلى أو القارى أو الدولى، فقد حققت للأهلى بطولات الدورى العام، وكأس مصر ودورى أبطال أفريقيا والسوبر المحلى والأفريقى، بخلاف الميدالية البرونزية فى بطولة كأس العالم للقارات. وأنا سعيد جدا بتجربتى فى النادى الأهلى الذى ساهم فى رفع أسهمى كمدرب محترف، وانتقلت إلى تدريب منتخب أنجولا.
من استفاد أكثر، الأهلى أم مانويل خوزيه؟
لا تستطيع أن تقيم الأمر بهذا الشكل، فكلانا استفاد من وجوده مع الآخر، فلاشك أننى استفدت من وجودى فى الأهلى الذى وفر كل الإمكانيات التى تساعد على النجاح، كما أن الأهلى استفاد من وجودى معه، بعد أن حققت كل هذا الكم من البطولات.
هل كنت تتوقع هذا النجاح فى بداية تجربتك؟
بداية علاقتى مع الأهلى بدأت فى موسم 2001 -2002، ورحلت بعد أن وجدت صعوبات كبيرة لا تساعد على النجاح الذى تطلبه الإدارة، ورحلت، ثم عدت فى منتصف موسم 2003 -2004، بعد أن حصلت على وعد مؤكد من إدارة النادى بتدعيم الفريق باللاعبين المطلوبين، ولكن لم أتوقع أن يكون النجاح بهذا الشكل الذى تحقق.
لماذا اخترت تدريب منتخب أنجولا؟
شعرت برغبة فى بعض الراحة، وتدريب المنتخبات أقل مشقة من تدريب أى ناد، خاصة إذا كان ناد مثل الأهلى، لا يبحث إلا عن البطولات، وجماهيره لا ترضى إلا بالمركز الأول، وتدريب منتخب أنجولا يمنحنى تلك الفرصة.
لماذا كانت علاقتك سيئة بالإعلام الرياضى المصرى؟
رجال الإعلام هم السبب فى سوء العلاقة، لأنهم فى بداية عملى كانوا ينشرون تصريحات لم تحدث على لسانى، وعندما كنت أنفى هذه التصريحات هاجمونى، ودفعونى للتعالى عليه وقاطعتهم بشكل نهائى، وكنت أكتفى بتصريحاتى فى مجلة النادى والموقع الرسمى، ومؤخرا من خلال قناة النادى، وأرى أن هذا أمر كاف.
ولكن علاقتك كانت متوترة بعدد غير قليل من اللاعبين مقارنة بلاعبين آخرين؟
علاقتى لم تكن متوترة إلا باللاعبين غير الملتزمين، الذين قصروا فى حق أنفسهم، وأعترف بأننى كنت أدلل اللاعب الملتزم والمجتهد، كما أن التعامل مع 30 لاعبا ليس بالأمر الهين، فهؤلاء من بيئات وثقافات مختلفة، والتعامل معهم يحتاج لشد وجذب بصفة دائمة، حتى تحصل على أفضل ما بداخلهم.
ما سر ارتباط جماهير الأهلى بشخصيتك؟
الجماهير واعية تعرف من يحبها ويحب ناديها، كما أن تلك الجماهير رأت أننى صنعت لفريقهم بطولات وإنجازات كبيرة، فارتبطوا بى كما ارتبطت بهم، بالإضافة إلى أننى وقفت بجانب تلك الجماهير فى معاركهم مع بعض وسائل الإعلام التى هاجمتهم، وكنت أساندهم بصفة دائمة.
ما هو أصعب مواسمك مع الأهلى؟
البداية كانت صعبة، بعد أن توليت تدريب الفريق وهو فى حالة غير مرضية، فى منتصف موسم 2003 -2004، وكان يعانى من خلال فنى واضح، فتم التعاقد مع لاعبين جدد مثل محمد أبوتريكة ومحمد بركات وغيرهما من النجوم الذين صنعوا بطولات النادى فى السنوات الخمسة الماضية، كما أن الموسم الأخير كان من أصعب الفترات التى مرت على، بعد أن أرهق اللاعبون بشكل كبير، واستهلكوا وكثرت الإصابات، بخلاف ظهور بعض المشاكل التى ساهم الإعلام فى تضخيمها.
ألا ترى أنك ظلمت عددا غير قليل من اللاعبين؟
أى مدرب يسعى للنجاح، وهذا يدفعه للاستعانة باللاعبين القادرين على تحقيق أهدافه، وأى لاعب انضم للأهلى خلال المواسم الخمسة الأخيرة حصل على فرصته كاملة، ولم أظلم لاعبا واحدا، ولكن هؤلاء اللاعبين الذين اشتكوا من الظلم، هم الذين ظلموا أنفسهم بالتقصير فى التدريب.
ولكنك صبرت على فلافيو بشكل غير مسبوق؟
فلافيو أثبت أنه أفضل مهاجم فى مصر والقارة الأفريقية، وكان هداف الفريق، وكنت أثق فى قدراته، لذا منحته الفرصة كاملة، ونجح فى استغلالها.
ما الفارق بين الأهلى والأندية الأوروبية؟
الأهلى يمتلك قدرات كبيرة تجعله فى مصاف الأندية الأوروبية الكبيرة، ولكن الأزمة الحقيقية فى نظام كرة القدم المصرية، الذى لا يساعد على الوصول للكرة العالمية، فبطولة الدورى غير منتظمة، والمواسم ملتحمة، ما يعرض اللاعبين للإرهاق، ولأن الأهلى فريق كبير، فمن المنطقى أن يضم منتخب مصر عددا كبيرا من لاعبيه، وهو ما يزيد من إرهاق هؤلاء النجوم، وإذا نجح مسئولو الكرة المصرية فى الوصول لمرحلة الانتظام، فسيصل الأهلى إلى مراحل أفضل، ولكن هناك عيبا خطيرا فى اللاعب المصرى، فهو لا يستطيع التركيز فترات طويلة، ويفقد تركيزه سريعا، ويحتاج لمن يعلمه دائما، وهذا يرجع لضعف الثقافة العامة، فاللاعب لا يعيش حياة الاحتراف إلا بالإجبار.
الرئيسية 
البوابة* 
الخميس 11 يونيو 2009 - 6:36