الفن شغلنى عن أولادى
لأنه يعشق التجديد، ويتجنب التكرار، استقبل عشاق صابر الرباعى ألبومه الجديد "واحشنى جدا"، بتوليفة جديدة، تجمع كلماتها عده لهجات من تونس والخليج ولبنان ومصر، واسترجع فيه أيضا شجونا سبق أن سجلها منذ عشر سنوات، ووجد الوقت المناسب للإعلان عنها الآن، ورغم هذا النجاح فإنه حزين لأنه لا يستمتع برؤية أبنائه الذين يكبرون أمامه، بقدر استمتاع جمهوره بفنه، وعن تفاصيل الخلطة السحرية، ودويتو وردة الجزائرية، وغربة صابر الرباعى، كان لليوم السابع هذا الحوار معه.
وعن اختيار توقيت طرح الألبوم فى هذا الوقت من العام رغم أن البعض يعتقده توقيتا ميتا قال الرباعى: اتفقت مع الشركة المنتجة على طرح الألبوم خلال شهر فبراير الماضى، لكن لم يتم الانتهاء من اللمسات الأخيرة بالشكل الذى يرضينى فتأجل، لهذا التوقيت، والذى لا أراه توقيتا سيئا.
استغرق تحضيره للألبوم عامين تقريبا، وبسؤاله لماذا كل هذا الوقت، قال: هل تصدقينى لو قلت لك أننى كنت أختار هذه الأغانى من بين 100 أغنية وأكثر، لأننى كنت حريصا على أن يتنوع الألبوم بين الخليجى والتونسى والمصرى، إضافة إلى أغان لبنانية، وراعيت فى اختياراتى التجديد وتجنب التكرار، لأن اختيار الكلمة واللحن أصعب مراحل التحضير للألبوم.
هذا هو الألبوم الأول له الذى تطغى عليه اللهجة المصرية، رغم حديثه عن التنوع، وبسؤاله عن ذلك أكد الرباعى: لم أتعمد أن يضم الألبوم خمس أغانى باللهجة المصرية، ولكن الصدفة وحدها أدت إلى ذلك، فقد كنت أخطط أن يضم الألبوم ثمانى أغنيات فقط، ولكن تم إضافة أغان أخرى وكانت الإضافة كلها أغانى مصرية، وهذا لم يحدث فى ألبومات سابقة الوجود المصرى بهذا الكم، وعموما اللهجة المصرية سهلة وتصل للجمهور بيسر سواء كان خليجيا أو تونسيا أو شاميا أو مغربيا، كما أن الأهم أن تكون الأغنية نفسها جيدة بصرف النظر عن لهجتها.
فاجأنا بأنه قام بتلحين أغنية فى ألبومه الجديد، وعن إذا كان سيكتب أغنية فى ألبومك المقبل قال: يمكن أن أعطى فكرة فقط، لكن لن أكتب، لأنى أؤمن بالأدوار، لأن الكتابة فن وإتقان، وأنا ديمقراطى، وأحب التخصص، وعندكوا مثل مصرى بيقول "أدى العيش لخبازه".
أما طقوس صابر الرباعى أثناء التحضير للألبوم فأكد: أحب الهدوء، ولكن عندما أشعر بالضغط العصبى، إما أن آخذ سيارتى فى طريق طويل بعيدا عن جو العمل، أو أسافر، كنوع من تغيير "المود"، يفيدنى عندما أعود للبدء مجددا فى التحضير للألبوم.
ولأنه يعتز ويؤمن بفريق العمل الخاص به، أضاف الرباعى: أنا أحب العمل مع مهندس صوت واحد اسمه سامح المازنى، وبالنسبة للاستوديوهات التى أفضل التسجيل فيها، إما "ART" أو صوت الحب، إضافة إلى تواجدى فى مراحل التحضير من الألف إلى الياء، حتى الانتهاء من "MASTER" الشريط بأيدى، وهذا ليس عدم ثقة فى الآخرين، وإنما حرصا منى، لأتأكد من اكتمال الهيكل العام.
هو المطرب الوحيد الذى لم نسمع يوما عن تسريب أغنياته، ولكن أغنيات ألبومه الجديد "واحشنى جدا" تعرضت لذلك، وعن تلك الواقعة تساءل الرباعى: لا أعرف هذا التسريب لمصلحة من؟ فقد علمت بتسريب بعض أغنيات الألبوم قبل طرحه بيوم واحد، وذلك يحدث وسيحدث دائما لأننا مازلنا فى وطنا العربى لا نحترم الملكية الأدبية والفكرية للمبدع.
وعن الدويتو الذى سيجمعه بالمطربة وردة الجزائرية، رفض الرباعى الإدلاء بأية تفاصيل عنه، واكتفى بالتصريح أنه يتم التجهيز له الآن، لأننا فى مرحلة التجهيز وأنا فى انتظار هذا "الدويتو" منذ فترة طويلة وسعيد بالتعامل مع نجمة فى حجمها، وإشادتها بى وبأعمالى الفنية.
ولأنه لا يملك وقته بسبب انشغاله الدائم إما بتجهيز الألبوم، أو فى جولاته الفنية، يشعر الرباعى بافتقاد لأبنائه، وقال: عندما تسمح لى الظروف بالتواجد بين أبنائى "صفاء وإسلام" أحرص على اصطحابهم إلى مكان خارج المنزل، أستمع إلى رأيهما فى الألبوم أو الحفلة، وعندما لا يعبران عن رأيهما، أعلم أن الفكرة لم تصلهما بعد، وفى النهاية أنا أعمل من أجلهما، ولكن بداخلى أشعر دائما بافتقاد الاستمتاع برؤيتهما يكبران أمامى بقدر استمتاع الناس بفنى.
بالرغم من نجوميته إلا أنه دائما يشعر بإحساس غريب أكد أنه ليس غربة، بقدر أننى أحيانا لا أفهم نفسى، وأشعر كثيرا بأن هناك شخصا آخر يخرج من داخلى "صابر المجنون"، يأخذنى معه فى حالة جنون حلوة لمدة خمس دقائق، وبعدها يدق الجرس، وأعود إلى قواعدى سالما.
أشار مرارا وتكرارا إلى أن العالم العربى يعيش منذ فترة "أزمة سمع"، وعن أبعاد تلك الأزمة قال: بعد أن أنتجت بعض الشركات أغانى هابطة سعيا وراء المكاسب المادية السريعة، بغض النظر عن كلمات أو ألحان الأغنية، سيطرت أغانى ومطربى "التيك أواى" على الساحة الغنائية، مما كان له أثر كبير على الجمهور الذى استسهل هذه النوعية من الأغانى، وطالب الرباعى بعودة ورشة عمل متكاملة للأغنية تضم المطرب والمؤلف والملحن، كما أكد الرباعى أن سوق الكاسيت فى حالة نوم عميق، ونحن نعمل بشكل اعتباطى، مقارنة بالخارج، ولكن فى النهاية انتقاد هؤلاء المطربين "التيك أواى"، أو السعى وراء منافستهم بنفس طريقتهم لن يفيد، إنما المفيد أن نحافظ نحن المطربين الحقيقيين على كلماتنا وألحاننا، فهو تاريخنا الباقى للجيل القادم.
وعن تدخلات روتانا فى اختياره لإحياء الحفلات والمهرجانات الغنائية، أكد الرباعى: أملك إدارتى الخاصة المعنية باشتراكى فى المهرجانات الغنائية، أما روتانا، فقد انضمت لذلك مؤخرا، وعندما يتصلوا بى لحفل أو مناسبة خاصة بالشركة، لا أتأخر.
معلومة
1994 كون صابر الرباعى فرقته الموسيقية.
22 عدد عازفى فرقته الموسيقية.
1993 أول حفلة لايف قدمها صابر الرباعى فى حفلات المشرق العربى.
10 عدد أغنيات ألبوم صابر الرباعى الجديد "واحشنى