بعد ظهور إصابة 5 حالات بأنفلونزا الخنازير وتصريحات وزير الصحة د. حاتم الجبلى الأخيرة التى أوصى خلالها بالاحتراس من الذهاب للأماكن المزدحمة والتجمعات، خاصة دور العرض، أصاب شركات الإنتاج السينمائى والمسئولين عن المراكز الثقافية والفنية فى مصر، بحالة قلق شديدة، معتبرين هذا بمثابة كارثة تهدد صناعة السينما، خاصة أنها تعانى العديد من المشاكل المسبقة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، التى أثرت على التوزيع الخارجى للأفلام، بالإضافة إلى تأثير الأزمة على الإيرادات الداخلية، وقصر الموسم الصيفى بسبب شهر رمضان وارتفاع ميزانيات أغلب الأفلام المعروضة.
عبر منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما عن استيائه من تصريحات وزير الصحة، التى لم يراع خلالها حماية الصناعة والملايين التى تم إنفاقها لإنتاج تلك الأفلام، مؤكدا تكرار القرارات والتصريحات المعادية لصناعة للسينما والتى لم تقتصر على أزمة أنفلونزا الخنازير.
وتساءل منيب "لماذا السينما هى المستضعفة دائما فى مصر؟" كما طالب وزير الصحة أن يوقف الحياة فى مصر ليحمى الناس من أنفلونزا الخنازير فيوقف المواصلات العامة والحركة فى الشارع ثم يطالب بمنع الجميع من الذهاب لدور العرض.
وعن موقف الغرفة قال منيب إنهم ليس بأيديهم حيلة أمام هذه التصريحات وأنه لا يوجد لديهم تقييم لخسائر تلك الأزمة، خاصة أن الموسم يعانى قبل تلك التصريحات من العديد من الأزمات مثل قصر الموسم السينمائى الصيفى والأزمة الاقتصادية.
ومن جانبه، أكد محمد حسن رمزى مالك شركة "النصر" للإنتاج السينمائى، أنه لا حيلة لأصحاب دور العرض أو المنتجين فنحن أمام وباء عالمى متمنيا من الله أن يتم السيطرة على الحالة، وإلا ستتأثر الصناعة بشكل كبير مما سيؤدى إلى خسائر فادحة، مضيفا أنه خلال الأيام المقبلة سيتم تقييم الوضع وأنهم أمامهم قرارات صعبة سيتخذونها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإلا سيتحول الوضع إلى كارثة.
وأكدً المنتج هانى جرجس فوزى أنه لم يكن من المفترض أن يصرح د. حاتم الجبلى بمثل تلك التصريحات إلا فى مرحلة أن يتحول المرض إلى وباء فعلا، لأن مثل هذه التصريحات ستؤدى إلى كارثة فعلية بالصناعة قد تصل إلى إغلاق دور العرض وبالتالى تشريد آلاف العاملين بها خاصة أننا بالفعل نعانى من كارثة فعلية بسبب قلة الإقبال الجماهيرى وانخفاض الإيرادات".
وصرح بسام عادل المستشار الإعلامى لشركة جودنيوز سينما أنه لا يوجد أى إجراءات وقائية فى دور العرض، وليس هناك أى حلول وحتى "الكمامات العادية" لا تقى من هذا المرض، مضيفاً أن مثل هذه التصريحات تمثل كارثة على الصناعة كما يرى أنها ستؤثر على شريحة عمرية واحدة من الجمهور وهى الكبار والعائلات أما الشباب فلن تتأثر شريحتهم بمثل تلك التحذيرات. ومن بين الأماكن التى يتهدد مصيرها هى الأخرى دار الأوبرا المصرية، وساقية الصاوى حيث يعتبران من أهم المراكز الفنية والثقافية فى مصر والتى تشهد حضورا جماهيريا من مختلف الجنسيات.
ورغم حالة الاستياء التى أصابت جميع العاملين فى الأوبرا بسبب تحذيرات الوزير والتى يرون أنها ستكون عامل أساسى فى سيطرة الخوف على جميع الجماهير التى تأتى خصيصاً للاستمتاع بالعروض والحفلات الفنية اليومية، إلا أنها فرضت تكثيف حالة الطوارئ الصحية حيث تقوم وحدة الأمن الوقائى بالأوبرا بتعقيم جميع المسارح، و"رش" بعض المواد المطهرة قبل وبعد انتهاء الحفلات يومياً، إضافة إلى تنظيف الحوائط منعاً لحدوث انتقال للعدوى.
كما قامت ساقية الصاوى بإغلاق جميع قاعتها صباحاً مع انتقال أماكن جلوس الضيوف إلى الحديقة الخارجية بالإضافة إلى توزيع "مساكات" وقائية على الجماهير مع شرائهم لتذاكر الحفلات اليومية مجاناً.