في نهاية عام 2008 أتساءل ماذا حصد المواطن المصري البسيط من الحكومة في هذا العام وهل تمكنت الحكومة بالفعل من رفع المعاناة عن كاهل المصري المطحون، هل صارت مصر بحاجة ماسة إلى ثورة جديدة ؟!
إخوة الوطن لم تمر من أيام الله سوى سبعة هى فقط عمر الفرحة التى ولدت على شفاه الملايين عقب إعلان الرئيس مبارك عن قراره بمنح عمال مصر علاوة استثنائية عاجلة قدرها 30% تحسب على أساسيات المرتبات ، لم تمض من أيام الله سوى سبعة أيام حتى أعلن طواغيت السلطة بلا حياء أو استحياء وبلا احترام للشعب ولا لرئيسه وبلا أدنى وازع من ضمير ، أعلنوا عن وأدهم لهذه الفرحة الوليدة ، أعلنوا عن مقتهم ورفضهم لبعث ملايين المصريين من مقابرهم الأزلية الكائنة تحت خط الفقر ، أعلنوا عن تحديهم لقرارات الرئيس ولشعب تصبوا غالبيته الصامتة الصابرة إلى الدخول فى منظومة حقوق الحيوان لا حقوق الإنسان ..
لقد أعلن هؤلاء السفاحون عن موجة جديدة عاتية وغير مبررة كالعادة من ارتفاع أسعار المشتقات البترولية التى يعلم كل من درس ألف باء الإقتصاد أنها سلع وبائية تنتقل عدواها بصورة فورية ومؤكدة إلى كافة السلع والخدمات !!
إن قتلة فرحة الشعب وقرار الرئيس هؤلاء لاينبغى الإبقاء عليهم أو التماس الأعذار لهم ، فقد أثبتوا مرات ومرات أنهم غير أمناء على حقوق الشعب وغير أمناء فى ترجمة التوجيهات والتوجهات الرئاسية ..
إننى أتوجه إلى الرئيس مبارك بنداء وطنى صادق ومخلص وأمين مناشدًا سيادته إلى حتمية إعادة الأمور إلى نصابها حتى تستعيد الملايين توازنها النفسى الذى بدده هؤلاء ببساطة تنم عن ضحالة حسهم الأمنى وإحساسهم الوطنى .
ثم أختتم متوجهًا إلى بنى وطنى مناشدًا إياهم ونفسى بحتمية الثورة على ما بأنفسنا من رواسب الفساد ، مؤكدًا على حقيقة ينبغى أن ندركها جميعًا ألا وهى أن ما يحيط بنا من مختلف مظاهر وظواهر الفساد لم تكن لتكون لولا فساد أنفسنا ، فنحن من يصنع الفساد ونحن من يروج له ونحن من يستهلكه وينميه ويرسخه ، لذا فإننى حين أناشد الرئيس أن يعيد الأمور إلى نصابها فإننى أناشده وأنا على يقين بأن أية إجراءات سيتخذها سيادته لن تتجاوز كونها إسعافات أولية ، ولكن العلاج الشافى الكافى الواقى بمشيئة الله هو فى يقينى أن نثور على أنفسنا لأن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، أى أن الحلول المؤكدة لكل مانحن فيه هى بالتغيير ، والتغيير الجذرى لايكون إلا بالثورة ، فثوروا تصحوا !!