رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل
لم تكن زيارة رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل الغامضة للقاهرة بهدف المصالحة الفلسطينية فقط، بل طلب عودة الوفد الأمنى المصرى إلى غزة وكأنه يشعر أن فتح وأبو مازن قد يصران على ضم غزة إلى الضفة بالقوة.
أكدت مصادر مطلعة لليوم السابع أن خالد مشعل طلب من المسئولين المصريين أثناء زيارته للقاهرة الأسبوع الماضى عودة الوفد الأمنى المصرى إلى قطاع غزة، الذى ترك قطاع غزة منذ يونيه 2007 فور إكمال حماس انقلابها العسكرى وسيطرتها على القطاع فى الثانى عشر من يونيه 2007.
وأشارت المصادر إلى أن المسئولين المصريين قالوا لمشعل إن مصر تدرس بالفعل عودة الوفد، لكنها ربطت ذلك بتوصل الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركتى فتح وحماس إلى اتفاق نهائى وتوقيعهم على هذا الاتفاق فى الموعد المحدد له فى السابع من يوليه المقبل، على أن يكون مهمة الوفد حال عودته هو مراقبة ما سيتم الاتفاق عليه، وعندما ألح مشعل فى طلبه على اعتبار أن عودة الوفد المصرى إلى غزة سيسهل من عملية المصالحة، أكد له المصريون أن مصر لا تعترف حتى الآن بالانقلاب العسكرى الذى قامت به حماس فى القطاع، وبالتالى فإن عودة الوفد الأمنى لن تحدث طالما ظلت الحركة على موقفها الانقلابى.
فوزى برهوم المتحدث الإعلامى لحماس قال، إن مشعل ناقش مع المسئولين المصريين الذين التقاهم بالقاهرة وعلى رأسهم الوزير عمر سليمان هذا الأمر، وأكد على أن حماس معنية بعودة الوفد الأمنى المصرى إلى القطاع حتى يرعى المهام الأمنية، خاصة أن الوفد سيسهل من عملية تفكيك العقد الميدانية فى الأراضى الفلسطينية وتحديداً ملف الاعتقال السياسى فى الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً إلى أن المسئولين المصريين أبدوا تجاوبهم مع هذا الطرح، لكن لم يتم حتى الآن تحديد موعد لعودة الوفد.
برهوم أكد لليوم السابع فى اتصال هاتفى من غزة أن الحركة تعتبر أن عودة الوفد المصرى أمرا مرحبا به من جميع الفصائل الفلسطينية، خاصة أنه قد غادر القطاع فى 14 يونيه 2007 بمحض إرادته.
ورداً على سؤال حول إن كان مشعل قد اتفق مع المسئولين المصريين على زيارات أخرى متبادلة بين الطرفين فى القاهرة أو دمشق، قال برهوم "متى وجهت إلينا الدعوة من مصر سنلبى الدعوة، لأننا نحرص على علاقة قوية مع مصر حتى نعيد العمق الإستراتيجى للقضية، ولا نؤمن بالعزلة ولا نؤمن بأن نعيش بمعزل عن القيادة المصرية والعربية وبالتالى نحن بحاجة لمساعدة القاهرة والدول العربية".
وحول إن كانت حماس قد حددت موقفها من المشاركة فى التوقيع على اتفاق المصالحة المحدد له فى السابع من يوليه المقبل، لم يحدد برهوم موقفا واضحا للحركة، بل إنه ألقى باللوم على حركة فتح، وقال "إن مصر لها وجهة نظر وتريد أن تنجح فى أقرب فرصة ونحن ليس لدينا مشكلة، لكننا نرى أن نجاح مصر فى أحداث المصالحة الفلسطينية ليس مرهونا بوقت أو تاريخ بقدر أنه مرهون بسلوك حركة فتح على الأرض، من خلال إنهاء ملف الاعتقال السياسى، وتقديم رؤية ذات مرونة سياسية بين الموضوعات المطروحة والعالقة وكيف تحترم الجهود المصرية على الأرض وتنهى محاولات اجتثاث حركة حماس". مؤكداً على أن مصير الحوار والجهود المصرية متعلق بسلوك فتح على الأرض.
برهوم بدا من حديثه أنه متشائم إلى حد ما من التوصل إلى اتفاق نهائى فى الموعد المحدد، فرغم أنه يتمنى أن ينتهى الانقسام وصولاً للمصالحة قبل الموعد المحدد، ولكنه أردف بقوله إن "القضايا على الأرض معقدة، وحركة فتح ما زالت تضرب بالجهود المصرية عرض الحائط "، مشيراً إلى أن المطلوب من مصر الآن حتى تنجح فى جهودها أن تستخدم لغة أكثر قوة مع فتح، وخاصة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن.