يرى الدكتور عصام العريان القيادى فى جماعة الإخوان، أن الاحتجاجات الشعبية فى إيران تمثل خطراً على الأنظمة العربية، وهذا صحيح، ولكنه نسى أن الخطر الأكبر سيكون على نموذج الدولة الدينية الذى تتبناه جماعته.
فلماذا يرى العريان فى تصريحاته لجريدة وول ستريت الأمريكية، ونشرها موقع اليوم السابع، القذى فى عين الآخرين ولا يرى الأخشاب فى عينيه، ولماذا تجاهل أن البرنامج السياسى الذى طرحته جماعته لا يختلف عن نظام الملالى؟
فبرنامج الإخوان يستند إلى تأسيس هيئة من علماء الدين، حتما سيختارها مرشدهم، وسلطتها فوق مؤسسات الدولة، برلمان وقضاء وغيرهما. فما الفرق بين هذه الهيئة وبين "مجلس تشخيص النظام"، الذى يختار أعضاءه مرشد الثورة الإيرانية، وهو، أى المجلس، يختار المتنافسين فى الانتخابات، وسلطته أعلى من كل السلطات. أى فى النهاية ستكون هناك ديموقراطية وصراع بين من يرضى عنه الإخوان ورئيسهم، فرد ومعه مجموعة رجال دين يختطفون بلد.. ولا سلطة للشعب ولا حقوق مواطنة متساوية ولا أى شىء، فهل منطقى أن نحارب لتحرير مصر استبداد السلطة الحاكمة لنعطيها هدية للإخوان؟
وهذا ما يريده الدكتور العريان رئيس المكتب السياسى للإخوان، كما وصفته الجريدة الأمريكية، ويروج له ويطالبنا ضمنياً بأن نقلده، دون أن يدين سلطات الملالى التى قتلت وسجنت مواطنين لا يحملون السلاح، ويمارسون حقهم فى الاحتجاج السلمى.
أعرف الحرج الذى سببته الأحداث فى إيران للعريان وجماعته، ولكل من روجوا ودافعوا عن نظام الملالى، ولكن هذا لا يعنى تغييب الأسئلة التى يجب طرحها، وأهمها سؤال بسيط: أى من الفرق المتصارعة فى إيران يمثل الإسلام؟
هل هو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الذى أيد أحمدى نجاد؟
هل هم أعضاء الحرس الثورى الإيرانى؟
هل هو رافسنجانى رئيس مجلس تشخيص النظام الذى يؤيد موسوى؟
هل هو مير حسين موسوى وأنصاره؟
هل هو أحمدى نجاد وأنصاره؟
هل آيات الله فى حوذة مدينة قم؟
هل .. هل.. هل.. إلخ.
الحقيقة أنه لا أحد منهم، فالصراع الحالى صراع سياسى أبرز ما فيه أنه نزع من الجميع الفكرة البائسة، وهى أن كلا منهم يحتكر الإسلام ويتحدث باسمه، فهذا صراع سياسى، صراع على السلطة، صراع مصالح من الألف للياء ولا علاقة له بالدين.