فى عام 1668، تم إعدام أربعة علماء فى روما فى عصر وصف بـ "التسلط الكنسى"، حيث كانت الكنيسة تناصب العداء للمستنيرين أو العلماء الخارجين على الكنيسة بحجة أنهم يقدمون تفسيرات علمية ضد الدين، بعد مئات السنين يقرر الآن عدد من أتباع المستنيرين الانتقام من ذلك الحدث باختطاف أربعة من كهنة الفاتيكان وقتلهم فى توقيت زمنى حرج بالنسبة لمليار كاثوليكى على مستوى العالم.
هذا الفيلم ليس دعائياً للفاتيكان كدولة داخل دولة، بكنائسها ورموزها الدينية وساحات قديسيها وأعمال كبار النحاتين والفنانين الموجودة فيها، ومكتبتها التى تحوى مخطوطات وكتباً نادرة، بقدر ما هو فيلم فلسفى، يعكس واقع الأزمة التى مازالت قائمة للكنيسة الكاثوليكية وأتباعها على مستوى العالم الغربى وربما العالم كله، بل قل أزمة الإنسان الغربى فى صراعه بين "العلم والدين".
"ملائكة وشياطين" أو angels &demons هو عنوان الفيلم للمخرج run Howard المأخوذ عن رواية بنفس العنوان للروائى الأمريكىDan brown ، ويلعب tom hanks النجم الأمريكى فيه شخصية العالم الذى يتوصل إلى حل الأزمة ودرء الخطر المحدق بالفاتيكان بالعلم من خلال العودة إلى كتب جاليليو ولوحات كبار الفنانين، لفك الطلاسم التى تمثل عناصر الحياة (الماء، الهواء، التراب، النار).
Tom hanks يصل إلى حل لغز مقتل بابا الفاتيكان قبل أن يقع كهنة كنيسة Sistine فى خطأ فادح، وذلك باستخدامهم المادة رقم 60 من قانون انتخاب البابا، حيث يقضى القانون فى الأصل بانتخاب الكهنة واحداً منهم، بعد أن تغلق عليهم أبواب كنيسة Sistine فى اعتكاف لا ينقضى إلا باختيارهم البابا من الأربعين كاهناً بينهم، ولكنهم قرروا وبعد أن وجدوا حاجب البابا القتيل هو من أنقذ الفاتيكان بل روما كلها من ذلك الانفجار الرهيب، قرروا أن ينتخبوه هو، استثناء، وذلك بالاستناد إلى "وحى الإله"، والذى تنص عليه المادة 60.
الفيلسوف على عزت بيجو فيتش رئيس البوسنة والهرسك سابقاً، يقول: ستظل أوروبا تفكر فى إطار الاختيارات المسيحية، إما مملكة الرب وإما مملكة الأرض، ستظل أوروبا تنكر بكل ما فيها إما العلم أو الدين، وسيظل دين أوروبا وإلحادها سادرين فى طبيعتها المتطرفة.
لكنه استثنى من ذلك الكنيسة الإنجليكانية منذ أن شرعت فى أداء طقوسها العامة فى تتبع طريقا وسطا بين طرفين متضادين، يقصد هنا إنجلترا التى بقيت متحررة من التأثيرات المباشرة لمسيحية القرون الوسطى التى كانت تأخذ موقفاً من المستنيرين أو العلماء.
Roger baconمؤسس ورائد التقدم الروحى الإنجليزى الحديث، أكد ودعا إلى هذه الثنائية فى بناء الفكر الفلسفى الإنجليزى بين العلم والدين، وهنا نطرح حقيقة تاريخية بأن bacon كان تلميذاً مخلصاً للثقافة العربية والإسلامية، حيث درس وتأثر بكتابات ابن سينا ووصفه بـ "أعظم فيلسوف بعد أرسطو"، ويؤكد ذلك أيضاBertrand Russell فى كتاباته.
نعود إلى الفيلم ونهايته التى ترمز إلى السؤال المعلق الذى لم يجب عنه حتى الآن الغرب، العلم أم الإيمان، لكن الكاتب والعالم Chris Morrison وضع كتاباً دلل بمحتواه العلمى على صحة عنوانه "العلم يدعو للإيمان"، والذى أنصح القارئ بقراءته.
سينمائياً، هو فيلم ممتع بكل جوانبه رغم سذاجة بعض المشاهد و"ميزانسين" الحركة لبعض الممثلين، لكن حواسك ستظل مستفزة لمتابعة الأحداث ومحاولة التنبؤ بما سيحدث، خاصة المشاهد المتعلقة بالحرس السويسرى المكلف بأمن الفاتيكان وتفاصيل أخرى، هاه من قال إننا نمتلك سينما حقيقية؟
aj_server = 'http://rotator.adjuggler.com/servlet/ajrotator/'; aj_tagver = '1.0';
aj_zone = 'sarcom'; aj_adspot = '458170'; aj_page = '0'; aj_dim ='436842'; aj_ch = ''; aj_ct = ''; aj_kw = '';
aj_pv = true; aj_click = '';