المرأة والدولة والفشل..ثالوث يعشقون ويدمنون بعضهم لدرجة فقد الوعى..ثلاثة يستمدون قوتهم من حناجرهم وأحبالهم الصوتية..كل منهم يرفض أن يصدق الواقع ويعترف بأنه كائن فاشل لا يستحق إلا الانتحار أو قزقزة اللب.
الدولة لديها بال طويل ومثابرة وأمل لا ينضب، من رفع شعار "المرأة مساوية للرجل" رغم أنهما شريكان، فشرعت القوانين وأسست الجمعيات وصنعت المجالس وشجعت فئة من "حواء" على تكوين " لوبى" فائدته فى الحياة التفنن والابتكار والتخابث والضغوط من أجل إخراج قوانين تخفى "وتدارى" نكسة المرأة فى كل معركة تدخلها بنية مجابهة وهزيمة الرجل.
ولكن للإنصاف عادت الدولة مؤخرا لرشدها..وبدون شعور أو إدراك اعترفت وأقرت بأن المرأة كائن عاجز وفاشل عن المنافسة فى مناخ ديمقراطى مع الرجل.. حينما أقسمت بأغلظ الأيمان أن تفرضها فى مجلس الشعب "كوتة مجلس الشعب" بالعند فى كل الذكور، وسارعت بوضع القوانين التى تتيح لعدد منهن الدخول إلى بوابة عالم السياسة، العالم الذى لا يمكن دخوله بقرارات أو قوانين.. لأنه عمل يرتبط بالموهبة المصقولة بالخبرات والممارسات، والمرأة تمل اكتساب الخبرات حتى فى مجال القراءة إلا فى كتاب أبلة نظيرة، والدولة بهذه السلوكيات لا تريد أن تدرك أن المرأة خلقت لرسالة محددة، وقلما أرادوا ابتكار رسالة جديدة لها تفشل فى الاثنين..والخاسر النهائى المجتمع.
أما المرأة فتخرج مهللة ومكبرة مع كل قرار يفرضها بالقوة، وتستشعر أنها قوانين ترطب وتهدئ من روعة وآلام فشلها كلما خاضت انتخابات حرة وجها لوجه مع الرجل على مدى أكثر من 50 عاما، وسط فرحتها العارمة تنسى بأن عضو مجلس الشعب يجب أن يمثل الشعب المصرى بأثره وليس المرأة فقط.
إذا تدخل الرجل لصالحها وحاول تحليل مثل هذه القوانين التى تضعف من شأنها وتثبت أنها كائن فاشل، تصرخ وتلطم الخدود منددة بأنه مجتمع ذكورى، رغم أنه اعتراف بفشلها فى رسالتها الأساسية لأن هذا المجتمع الذكورى هو نبتها وتربيتها، ويجب أن تتحمل المرأة جزءا كبيرا منه لأنها هى التى تربى وتزرع القيم لدى الفتاة والشاب وعليها أن تكون واعية لطبيعة هذا الدور الذى تمارسه.
إن قضية المرأة هى أيضا قضية الرجل، ولا يمكن تأنيث العمل وأى قانون يصدر لتحسين واقع المرأة هو ليس شأن أنثوى لأنه ينعكس على الأسرة بكاملها التى قوامها رجل وامرأة، وتقع النساء فى خطأ فادح عندما تعتبر أن المطالبة بحقوق المرأة والمطالبة بالتحرير هو شأن أنثوى، فعملن فى دائرة مغلقة بعيدا عن زج الرجل فى هذا المجال وهذا برأيى كان غير صحيح على الإطلاق.
أما الفشل فهو كائن غريب يدمن المرأة والدولة، ويتلذذ ويتسلطن كلما فشلا معا، ومن كثرة رعايته لهما تحول إلى جينات وراثية بداخلهما..يجب أن تعى الدولة التاريخ قبل أن تدفع المرأة فى رسالة ليست مؤهلة لها.