كنت فى انتظار صديقى الأستاذ بكلية الطب، حينما أنهى محاضرته فوجئت ببعض الطلاب تبدو ملامحهم غير المصرية، أنهم من شرق آسيا لم يكن هذا ما لفت نظرى، بل ما شدنى هو كيف التف هؤلاء الطلاب والطالبات حول الأستاذ ينحنون له فى خشوع، وحاول البعض منهم تقبيل يده شكراً وامتناناً له.. لم أصدق ما رأيت وعندما استفسرت منه عرفت أنهم ماليزيون، وأن هذا المشهد يتكرر مع كثير من الأساتذة وبدرجات متفاوتة تقديراً لمن علّمهم.. رأيت ذلك ورجعت بذاكرتى للوراء وتذكرت كيف كنا نوقر آباءنا وشيوخنا ولم أستطع أن أهرب من المقارنة بين ما كنا ومازلنا نفعله، وما نراه اليوم من شباب مستهتر فقد هويته وفقد انتماءه للجميع.. جيل يحمل من السلوكيات أسوأها.. جيل الواسطة والمحسوبية والرشوة قدوته واقتناص الفرص من بين أيدى الآخرين هدفه.
وسألت نفسى لماذا؟ هل هم المذنبون وحدهم أم أننا شركاء معهم فى الجريمة؟.
مع الأسف كلنا شركاء فيما يحدث ويجب ألاّ تأخذنا العزة بالإثم ونلقى المسئولية على هؤلاء الشباب وحدهم.
فما نراه فى الإعلام وما تلاحقنا به الفضائيات التى دأبت يومياً على تشويه المجتمع المصرى بانتقاء النماذج السيئة لتقدمها لنا وما يقدمه إعلامنا من برامج معلبة (سابقة التجهيز) ومناقشات ساذجة وضيوف مللناهم، كل ذلك كان نتيجته ما نراه من حالة اللامبالاة والأنانية وانعدام الهوية لشباب حطمته البطالة وخدعته السياسة وشوهت أفكاره أقلام مازالت تعيش فى الماضى ولا تشعر بالحاضر، فإذا كانت هذه هى الفجيعة التى نعيشها، فليستيقظ إعلام الريادة ويقدم للشباب ما يحترم به عقولهم ولينتبه أهل السياسه أن هؤلاء الشباب ليسوا ضيوفاًَ، بل شركاء فى هذا الوطن، إذا قلنا لهم أنتم قادة المستقبل فليشتركوا بحق فى صنع هذا المستقبل ولينتقلوا من أماكن الكومبارس والمتفرجين إلى أماكن القيادة لابد أن نحاورهم بكل فئاتهم نتحمل جموحهم ونصبر على استفزازهم ولا نكتفى بحوارات الصفوة منهم فى القاعات المكيفة، ولنقدم لهم القدوة وما أكثر شرفاء مصر والمجتمع ملىء برجاله العظماء، ليس فقط علماء أجلاء يملؤون الدنيا، وليس فقط أبطالاً ضحوا بدمائهم لينعم غيرهم، بل تتسع القائمة لشباب تحدوا الظروف وقهروا الفشل فى مجالات كثيره وتتسع حتى للعامل البسيط، الذى يؤدى عمله بإخلاص وتفانى.. نكلمهم بصدق وشفافية نقدم لهم نظاماً تعليمياً يرتقى بقدراتهم ويحفز تنافسهم، فإذا ما تخرج دخل فى منافسة شريفة متكافئة مع الآخرين ليكون العمل للأكفأ. عنئذ سترى شباباً يحب هذا الوطن ويفخر بالانتماء إليه ويزود عنه. أرجوكم مدوا أيديكم لهؤلاء الشباب وأنيروا لهم الطريق وكفوا عن التبرء منهم.
aj_server = 'http://rotator.adjuggler.com/servlet/ajrotator/'; aj_tagver = '1.0';
aj_zone = 'sarcom'; aj_adspot = '458170'; aj_page = '0'; aj_dim ='436842'; aj_ch = ''; aj_ct = ''; aj_kw = '';
aj_pv = true; aj_click = '';