لا أعرف من هو العبقرى الذى اخترع شعار "الأهلى فوق الجميع"، ورغم أننى أهلاوى حتى النخاع لكننى أشعر باستفزاز شديد كلما سمعت هذا الكلام، ولا أفهم ما هو المقصود منه؟.. هل يعنى أن الأهلى فوق الوطن؟.. أم فوق أعضائه؟
أمس كنت فى النادى الأهلى، ولاحظت أن جميع المرشحين لعضوية مجلس الإدارة تقريباً يضعون هذا الشعار على لافتاتهم وملصقاتهم الانتخابية، وتحول الشعار إلى عدوى يتناقلها الجميع دون وعى، والحقيقة أن الأهلى ليس فوق أحد ولكنه مجرد نادٍ له تاريخ عريق وحافل بالبطولات والإنجازات، لكنه ليس فوق الوطن ولا فوق أعضائه، وإنما الأهلى مجموع أعضائه ومحبيه ومشجعيه وليس فوق أحد على الإطلاق.
مشكلة الشعارات المصرية، أنها تصدر فجأة دون مبرر أو إيضاح أو إعلان، ثم تتحول إلى أمر واقع، فمثلاً شعار الشرطة حتى سنوات مضت كان "الشرطة فى خدمة الشعب"، ثم فجأة وبقدرة قادر تحول إلى الشرطة والشعب فى خدمة الوطن، وكأن خدمة المواطنين عيباً، مع أنهم يدفعون من ضرائبهم مرتبات رجال الشرطة، ومن يعمل فى خدمة الشعب يخدم الوطن دون حاجة للإعلان عن ذلك!
"الأهلى فوق الجميع" من نوعية تلك الشعارات المبهمة التى يراد بها خنق الناس ومنع الاختلاف والاجتهاد حتى فى الأندية الرياضية، لذلك ليس غريباً ما تتناقله بعض صفحات الرياضة من هجوم على كل من تحدى قائمة الكابتن حسن حمدى، ودخل الانتخابات منافساً لها، وإذا كان الأهلى فوق الجميع، فعلى الجميع أن يمتثل ويرضخ لمن يدير هذا النادى لأن إدارته فوق الجميع!
ملاحظات أهلاوية:
• فى ظل المستوى الذى ظهر به الأهلى فى دورة ألمانيا الودية ومباراة السوبر المصرى أمام حرس الحدود ودورة ويمبلى، ندعو الله ألا يهبط الفريق إلى دورى الدرجة الثانية.
• بعد هزيمة الأهلى بخمسة أهداف نظيفة فى لندن والزمالك بسبعة أهداف لهدف فى سويسرا، أعتقد أن صدارة الدورى ستشتعل بين الإسماعيلى وحرس الحدود والفريق الصاعد حديثا للدورى الجونة.
• يبدو أن مانويل جوزيه قد ترك الأهلى فى حالة يرثى لها حتى يعود مرة أخرى بعد نهاية كأس الأمم الأفريقية فى يناير القادم باعتباره المنقذ.. هذا التحليل يدور بقوة فى أروقة النادى فى ضوء الاستغناء عن فلافيو وتوصيته بالتخلص من شادى وعماد النحاس، وحين يأتى فى موسم الانتقالات الشتوية سيضع لائحة بلاعبين مميزين لإنقاذه كالعادة.
• يحتاج الأهلى إلى حارس مرمى وخط دفاع ولاعب وسط من نوعية محمد شوقى ومهاجمين مميزين، ببساطة يحتاج الفريق إلى فريق.
• قد يكون حسام البدرى مدرباً جيداً، لكنه تولى المهمة فى وقت صعب للغاية ونجاحه محل شك، وربما سيكون أول ضحية للنتائج الباهتة، الأهلى هزم فى أربع مباريات وفاز فى مبارتين وديتين.
• فى ظل الوضع الحالى للأهلى والزمالك ربنا يستر على الفريق القومى فى تصفيات كأس العالم، خاصة وأن مباراة رواندا لم يعد متبقياً عليها سوى أربعين يوما فقط، ليس أمامنا سوى الدعاء.