الإباحية من الغناء إلي‮ ‬الإعلانات .. ‬ألفاظ‮ ‬خارجة للترويج لـ المنشطات الجنسية

لم تعد قلة الأدب والسفالة وكل أشكال الانحطاط اللفظي‮ ‬تحتاج في‮ ‬عصرنا الي‮ ‬نطق الكلمة الخارجة بشكل مباشر وصريح لكي‮ ‬تجرحنا،‮ ‬الآن نحن في‮ ‬عصر‮ ‬يعتمد علي‮ ‬لغة تفتيح الدماغ‮ ‬والفهلوة،‮ ‬نحن في‮ ‬عصر المعني‮ ‬المزدوج بمعني‮ ‬أن كلمة تحمل معنيين الأول‮: ‬قبيح والثاني‮: ‬بريء فإذا ذكرت المعني‮ ‬القبيح وهو المقصود سواء في‮ ‬لغة الغناء الحالي‮ ‬أولغة الإعلانات تجد المؤلف والملحن والمغني‮ ‬يقولون‮: ‬الناس فهمت‮ ‬غلط نحن نقصد المعني‮ ‬البريء‮! ‬
وكون بعض الناس فهمت الحكاية‮ ‬غلط فهذا نابع من سوء نيتهم إذأصبحنا نحن المخطئين وهم علي‮ ‬حق‮.‬ هذا الأمر حدث عندما‮ ‬غنت دوللي‮ ‬شاهين‮: »‬لازم‮ ‬يقف علشان أنا جيت‮« ‬وجاءت في‮ ‬برنامج‮ »‬البيت بيتك‮« ‬وقتها في‮ ‬ضيافة تامر أمين ودافعت عن المعني‮ ‬وأصبحنا نحن أصحاب نوايا سوداء،‮ ‬وتامر حسني‮ ‬غني‮ »‬خليها تاكلك‮« ‬وقالوا ان الاغنية لهاهدف درامي‮ ‬في‮ ‬فيلم سينمائي‮ ‬من بطولته وكأن المفردات انتهت من الوجود،‮ ‬الآن اللفظ الخارج والجارح دخل عالم الإعلانات والخطورة أن هذه الإعلانات تدخل كل البيوت لأنها تعرض علي‮ ‬كل القنوات الأرضية والفضائية العامة والخاصة منذ فترة بدأت هذه القنوات عرض مجموعة إعلانات عن المنشطات الجنسية‮.‬ وكما قلنا كأن الألفاظ والمعاني‮ ‬انتهت من الوجود ولم‮ ‬يبق من القاموس اللغوي‮ ‬سوي‮ ‬هذه الكلمات الجارحة،‮ ‬الخادشة للحياء‮. ‬إعلان من إياهم‮ »‬هـ فرتكها‮« ‬وآخر‮ »‬اخرقها‮« ‬في‮ ‬تحد‮ ‬غريب لسلوكيات الأسرة المصريةوالعربية،‮ ‬الاخوة أصحاب شركات الإعلانات استحدثوا هذه الألفاظ لنيل رضا شركات العقاقير،‮ ‬وكلما كان اللفظ صادما وجارحا كلما تحقق النجاح من وجهة نظر السادة المعلنين،‮ ‬إعلان آخر سيدة أو فتاة تحاول اقتحام الغرفة الموجود بها الرجل وفجأة تدخل عليه وعندما تجده‮ ‬يتناول‮ »‬الحباية‮« ‬ترتمي‮ ‬في‮ ‬أحضانه ثم تظهر سعيدة،‮ ‬وهي‮ ‬ترتدي‮ ‬ملابس ما بعد الاستحمام‮ »‬المنشف‮«. ‬
كل هذا‮ ‬يحدث في‮ ‬غياب تام لرقابة التليفزيون وكل ألوان وأنواع الرقابة الموجودة في‮ ‬مصر‮. ‬صحيح نحن مع الحرية لكننا سوف ندخل قريبا في‮ ‬نوعية إعلانات أخري‮ ‬مثل تلك التي‮ ‬تعرض علي‮ ‬القنوات الأوروبية والتي‮ ‬يكون الجنس البطل الرئيسي‮ ‬فيها‮.‬ في‮ ‬الماضي‮ ‬كنا نلوم مطربات البورنو كليب والأصوات التي‮ ‬تعتمد علي‮ ‬لغة الجسد الآن أصبح العري‮ ‬ولغة الدعارة تدخل عن طريق القنوات التليفزيونية ولأن هذه الأشكال تدر دخلا علي‮ ‬القناة التي‮ ‬تبثها فالأمر أصبح إجباريا وعلي‮ ‬الناس في‮ ‬المنازل أن تجبر الأبناء علي‮ ‬وضع أيديهم علي‮ ‬أذانهم وإغماض الأعين كلما عرض الإعلان الذي‮ ‬يعرض تقريبا كل عشر دقائق‮.‬ للأسف نحن لا نستطيع أن نلوم سوي‮ ‬أصحاب القنوات التي‮ ‬تبث هذه الإعلانات لأننا لا نعلم أي‮ ‬جهة مسئولة عن تلك المهزلة الأخلاقية التي‮ ‬تعرض هي‮ ‬الرقابة هل الشركة المسئولة عن البث الفضائي‮ ‬هل وزارة الإعلام المصرية؟ وللأسف حتي‮ ‬لو هذه الجهات هي‮ ‬المسئولة لن‮ ‬يتحرك أحد لأن لغة المال عندما تتحدث الكل‮ ‬يصمت‮. ‬الكل‮ ‬يحاول أن‮ ‬يرمي‮ ‬الكرة في‮ ‬ملعب الآخر لكن في‮ ‬كل الأحوال طالما أن هذه الإعلانات تعرض علي‮ ‬قنوات مصرية فالحكومة ممثلة في‮ ‬وزارة الإعلام‮ ‬يجب أن تتدخل مثلما تدخلت في‮ ‬الكثير من القضايا التي‮ ‬لا تعنيها بحجة الحفاظ علي‮ ‬البلد والريادة الإعلامية‮. ‬هناك أصول ولغة راقية‮ ‬يستطيع المعلن وشركة الدعاية أن تستخدمها بدلا من تلك العبارات الخادشة للحياء خاصة أن المراهقين في‮ ‬الشوارع الآن ليسوا في‮ ‬حاجة الي‮ ‬تحريض وأعتقد أن الكل سوف‮ ‬يلتمس العذر لأي‮ ‬مراهق الآن طالما أن ألفاظه التي‮ ‬تطالبه بالكف عنها مع أصحابه وجدها داخل منزله والبركة في‮ ‬المنشطات الإباحية‮.‬