التغيرات المناخية أكبر خطر يواجه البشرية

أصبحت التغيرات المناخية أكبر خطر يهدد البشرية‏.‏ جملة أجمع العالم عليها من شرقه إلي غربه في محاولة للتصدي لثورات الطبيعة علي إفساد الإنسان لها بغازات منشآته الصناعية السامة‏.‏

وأصبح بمرور الوقت هناك إرادة سياسية عالمية للتصدي لها‏,‏ وفي محاولة جديدة لإيجاد الحلول لها سيجتمع مقررو السياسات وصانعو القرارات ومقدمو الخدمات المناخية في مؤتمر المناخ العالمي الثالث في مدينة جنيف السويسرية في الفترة من‏31‏ أغسطس الحالي إلي‏4‏ سبتمبر المقبل‏.‏

الموضوع الرئيسي للمؤتمر سيكون‏(‏ التنبؤات المناخية والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات‏)‏ وتنظمه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية‏,‏ برعاية ومبادرة الأمم المتحدة‏(‏ توحيد الأداء‏)‏ بشأن تغير المناخ‏,‏ وذلك بالتعاون مع المنظمات والبرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة‏,‏ وكذلك الحكومات الوطنية والمنظمات الحكومية الدولية‏,‏ والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص‏.‏

وسيناقش المؤتمر التقدم العلمي الذي تحقق في التنبؤات المناخية‏,‏ وسيحث علي التطبيق العملي لهذا التقدم علي مشاكل العالم‏,‏ كذلك تقديم خدمات لتحسين إدارة المياه والزراعة والتخفيف من الكوارث والتصدي لها‏,‏ والتخطيط العمراني وإنتاج الطاقة‏.‏ كما سيدعم المؤتمر القدرات الإقليمية والوطنية للاستعداد لتغير المناخ‏.‏

ويؤكد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ميشيل جارود أن لمؤتمر المناخ العالمي الثالث أهمية كبري حيث سيتم التركيز خلاله علي‏"‏ كيف يمكن للانسان أن يستفيد من التقدم في التنبؤات المناخية والمعرفة بالتغيرات المناخية بحيث يتمكن متخذو القرار من تحسين إدارتهم للمخاطر والتقلبات المناخية وتغيراتها‏".‏

ويشير إلي أن من أولويات المؤتمر حث العلماء ومتخذي القرار في جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية علي أن يتعهدوا بإنشاء إطار دولي من شأنه أن يعزز توفير الخدمات المناخية للمستخدمين علي الصعيدين الإقليمي والمحلي‏.‏

ويضيف أن المؤتمر سيساهم بإنشاء هذا الإطار للخدمات المناخية علي أساس علمي‏,‏ وسيكون الهدف من هذا الإطار العمل علي التكيف مع المناخ وإدارة المخاطر المناخية من خلال دمج المعلومات والتنبؤات المناخية المعدة علي أساس علمي في السياسات والممارسات علي كل المستويات‏.‏ وسيكون المؤتمر من الأحداث المهمة الخاصة بظاهرة تغير المناخ‏,‏ إذ سيتم فيه طرح مشروع إعلان المؤتمر‏(‏ الإطار العالمي للخدمات المناخية‏),‏ وإذا تم إقراره فسيعد إنجازا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية يضاف إلي إنجازاتها الكثيرة خلال المؤتمرات المناخية السابقة‏.‏

وتلك الانجازات تتمثل في إنشاء عدد من البرامج المناخية التي أقرت في مؤتمر المناخ العالمي الأول في عام‏1979‏ مثل‏:‏ برنامج المناخ العالمي والبرنامج العالمي للبحوث المناخية والمجلس العالمي للعلوم واللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات‏,‏ وكذلك التوصية بإنشاء الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ والتي رأت النور بعد تسع سنوات من انعقاد المؤتمر والحاصلة علي جائزة نوبل للسلام في عام‏2007.‏ وقد أسهمت تلك الهيئة في إرساء الأسس المناسبة للتخفيف من حدة آثار تغير المناخ والتكيف معها‏,‏ وكان الإنجاز الآخر الذي شهده مؤتمر المناخ العالمي الثاني في عام‏1990‏ هو الدعوة إلي إنشاء اتفاقية للمناخ تدعو إلي التصدي لتغير المناخ حيث بذلت من أجلها جهود كبيرة‏.‏ وكانت ثمرة تلك الجهود اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حيث تؤدي الاتفاقية دورا رئيسيا في المفاوضات مع البلدان لتحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري‏,‏ وهناك جهود تهدف إلي التكيف مع التغيرات المناخية‏.‏