لقاء غير مسبوق بين امريكا و ايران فى جنيف

التقى مسؤول اميركي رفيع المستوى مسؤولا ايرانيا الخميس في جنيف على هامش المحادثات بين القوى الست الكبرى وايران في اجتماع هو الاول من نوعه على هذا المستوى منذ القطيعة الدبلوماسية المستمرة منذ 30 سنة بين البلدين. في الوقت الذي وعدت فيه ايران بالتعاون بشأن منشاتها النووية الثانية الذي كشفت عنها مؤخرا.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما الخميس ان ايران استمعت لرسالة موحدة من المجتمع الدولي في المحادثات في جنيف، وان طهران يجب ان تتخذ الان خطوات لضمان ان برنامجها النووي ليس للاسلحة.

واضاف "استمعت الحكومة الايرانية لرسالة واضحة وموحدة من المجتمع الدولي في جنيف. يجب ان تظهر ايران من خلال خطوات ملموسة انها ستنهض بمسئولياتها فيما يتعلق ببرنامجها النووي."
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود قد قال في وقت سابق من يوم الخميس "على هامش الاجتماع, التقى مساعد وزيرة الخارجية ويليام بيرنز الذي يتراس وفدنا, نظيره الايراني" سعيد جليلي.
وتعد المرة الاولى التي يكون فيها لبيرنز مشاركة فاعلة في الاجتماعات بين ايران والدول الست المعنية بالملف النووي. وكان شارك في الاجتماع الاخير الذي عقد في تموز/يوليو 2008 في جنيف من دون ان يكون له دور فاعل.
وكانت المحادثات قد اختتمت مساء الخميس واتفق الجانبان على الاجتماع مجددا قبل نهاية اكتوبر تشرين الاول، وقال جليلي ان "جمهورية ايران الاسلامية لن تتخلى ابدا عن اي من حقوقها المطلقة" في ما يتعلق بالملف النووي.
وصرح عضو في الوفد الاميركي في جنيف ان البلدين سبق ان ناقشا مواضيع كافغانستان والعراق.
وذكر سولانا ان ايران قالت انها تعتزم التعاون بصورة كاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عمليات التفتيش لمنشأة التخصيب الجديدة.
وابلغ سولانا مؤتمرا صحفيا بعد المحادثات ان كبير المفاوضين النوويين الايرانيين سعيد جليلي وعد بأن تسمح ايران بعمليات تفتيش خلال "اسابيع قليلة" و"قريبا". واضاف "هذه مجرد بداية وينبغي ان نرى تقدما.."
يذكر ان المحادثات قد بدات بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي , إضافة إلى ألمانيا وإيران صباح الخميس في مدينة جنيف السويسرية لبحث الملف النووي لطهران، حسبما قالت المتحدثة باسم خافيير سولانا الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي.
وقال مسئول أمريكي قبيل المحادثات "من المهم أن نتذكر أن مجموعة "الخمسة + واحد" شكلت من أجل التركيز على المسألة النووية , وهذا يذكرنا بهدفنا الرئيسي".
وأرسلت كل من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) , والمانيا ممثلين عنها إلى جنيف للمشاركة في المحادثات.
و تصر إيران على أن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط , إلا أنها لا توافق على المطالب الغربية بالسماح بتفتيش مواقعها النووية والالتزام بالمزيد من الشفافية.
وتؤكد طهران أنها على استعداد لبحث القضايا العامة مثل حظر الانتشار النووي وإصلاح الأمم المتحدة والسلام , إلا أنها أقل حماسا للتفاوض حول برنامجها النووي.

ورأت مصادر دبلوماسية أنه في حال استمرار المفاوضات ليوم ثان , فإن هذا يعد مؤشرا على أن الجانبين نجحا في التحاور مع بعضهما البعض , وليس "عن بعضهما البعض".