الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 نكبة متجددة!!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طارق يوسف

طارق يوسف


ذكر
عدد الرسائل : 87
تاريخ التسجيل : 10/02/2009

نكبة متجددة!!!! Empty
مُساهمةموضوع: نكبة متجددة!!!!   نكبة متجددة!!!! Icon_minitimeالأحد 15 فبراير 2009 - 1:34

يكفي صاروخ واحد من طائرة تلمع نجمتها السداسية في السماء ليحّول أربعة أطفال وأمهم في بيت حانون إلى أشلاء؟ ربما لا يكفي، ذلك أن "طهارة السلاح" لا تمتلك قدرة على مقاومة أسلوب "القتل النظيف"، فأيقنت الأجنحة الطائرة أن وجبة الإفطار البسيطة والمقيدة بحصار مشدد في ساحة بيت متواضع جداً تستحق وجبة متتالية من صواريخ شبح الموت الذي يطارد الأبرياء في أرض غزة.

هل تستحق الأم ميسّر أبو معتق (40 سنة) الموت قصفاً بالصواريخ لانها أشعلت بآخر نقطة كاز فتيلة بيتها لتحضير وجبة إفطار خاطف لفلذات كبدها قبل انطلاقهم صباحاً على وقع حقائبهم صوب المدرسة؟ ربما تمتلك أسرة فقيرة قليلا من المحروقات لاحتياجاتها البسيطة في زمن الحصار المشدد بينما يتدفق الغاز الطبيعي العربي بأقل من تكلفة انتاجه على الموانئ المحتلة وقوداً للطائرات؟ في هذه المفارقة العجيبة يكمن سر الفتك المتواصل بالضحية المتماسكة على مرأى العيون العاجزة في مدن الصفيح والصامتة في القصور.

غابت ميسّر قسراً برفقة أطفالها الأربعة الصغار دون أن يتجاوز أكبرهم الخامسة: صالح وردينة وهناء ومسعد، تاركين والدهم أحمد أبو معتق وحيداً يكابد أحزانه وهو يطل على جراح طفلتيه الراقدتين على أسّرة الشفاء..رحلت ميسّر مرغمة يستلقي على يديها أربعة أبرياء قبيل أسبوعين من إحياء السنوية الستين لذكرى النكبة، لتشهد بدم قلبها أن النكبة جرح مفتوح متواصل يقطر دماً منذ ستين عاماً تحت بصر وهمي للمجتمع الدولي يرنو لصمت المنظمات الحقوقية الدولية..غادرت وأسرتها مجبرة تلاحقها المواقف المتعجرفة للقاتل على حافة القبر: مسؤولية موتها يتحمله "الارهاب" في غزة وأن الأبرياء عرضة للسقوط في الحروب..لكن لا اعتذار ولا أسف ولا استعداد للتحقيق!! كيف يمتلك الجلاد جرأة تطهير جريمته وتحميل الضحية دوماً أسباب موتها وعواقب سلوكها؟

إنه "إفطار الموت" هكذا أجمعت عناوين الصحافة على تسميته صباح التاسع والعشرين من نيسان وقبيل اسبوعين على إطلاق فعاليات إحياء ذكرى النكبة في سنويتها الستين..هو إفطار للموت إذاً متواصل منذ زمن بعيد وقد اقتلع شعباً من أرضه، لكنه فشل في اقتلاع ارادته وحقه بالعودة: شرد نحو مليون مواطن وحوّلهم إلى لاجئين موزعين على 62 مخيماً في الضفة وغزة والأردن ولبنان وسوريا ومجموعات كبيرة في الشتات لا زالت تواصل رحيلها حتى الآن الى تشيلي وفنزويلا بأميركا اللاتينية وكذلك إلى السودان والهند فرارا من القتل الدموي في العراق الذي دفعهم أيضاً إلى صحراء موحشة. أباد "الاستقلال" نحو خمسمائة قرية بمؤسساتها الدينية وجمعياتها المدنية والخيرية عقب تنفيذ خمس وعشرين مذبحة، وأستولى "المستقلون الجدد" على معظم مساحة الأرض وأقاموا عليها سلسلة ممتدة من المستوطنات البيضاء بين البحر والنهر طوال سنوات النكبة المتواصلة.

لم تنشئ القضية الفلسطينية في أعقاب هزيمة حزيران 1967 بل تمتد جذورها الحقيقية إلى النكبة الكبرى العام 1948 وبهذا المعنى لن يستقيم أي حل ويصمد دون أن يكون متوازناً ويأخذ بعين الاعتبار حق عودة اللاجئين إلى ديارهم على أن لا تتجاوز حل قضية اللجوء الحق الفردي بالعودة والتعويض معاً كما ضمنتها قرارات الشرعية الدولية.

في منتصف أيار الجاري يطل يوم الخميس المقبل شاهداً على فعاليات النكبة في الوطن والشتات عبر المسيرات للقرى المدمرة داخل "الخط الأخضر" خاصة وأن ربع مليون فلسطيني من عرب الداخل يعيشون لاجئين بجوار قراهم التي طردوا عنوة منها، فيما تشهد الضفة والقطاع مسيرات شعبية تجدد التمسك بحق العودة، بينما ينظم الشتات مؤتمرات وندوات فكرية وحفلات تراثية احتفاء بالمناسبة. هذه النشاطات والفعاليات المتنوعة على امتداد الأرض تحافظ على لهيب الشعلة معلنة أن الحق لا يسقط بالتقادم وأنه مهما طال الانتظار سيعود الأحفاد حاملين مفاتيح بيوتهم المهدومة في قراهم التي تعرضت لتطهير عرقي قلّ نظيره في تاريخ الابادة البشرية..على ايقاع العهد المتجدد بالدفاع عن حق العودة وقطع الطريق على كل محاولات التوطين ننتصر وفاء للشهداء ليتجدد الفرح في يوميات ذويهم ويشع قبر ميسّر وفلذات كبدها الأربع بالأمل والطمأنينة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نكبة متجددة!!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: أخبار ممنوعة اعداد عسكرية عبد العاطى-
انتقل الى: