عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: الفطام السريع.. هل هو ممكن؟ الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 - 4:02
السلام عليكم ورحمة الله..
ابنتي نهال ستكمل إن شاء الله أربعة أشهر بعد السنة وهي مرحة وما شاء الله ذكية جدًّا، وتحب الكتب كثيرًا.
عندي بخصوصها بعض النقاط أتمنى أن تجيبوني عليها مأجورين.
النقطة الأولى بخصوص الفطام:
فأنا أرغب في الحمل مرة أخرى؛ لأننا نقيم في الخارج لغرض دراسة زوجي ولا ندري كم سنبقى؛ لذلك فنحن نفكر في الإنجاب من أجلها، وأيضًا لأننا نحب الأطفال، ولكن هي لا تنام إلا بالرضاعة ولا يمكنها النوم وأنا موجودة إلا بالرضاعة، مع العلم أننا عندما نخرج تنام في العربة وهي عندما تستيقظ لا بد أن ترضع، وخصوصًا بالليل فزادت نتيجة لذلك مرات الرضاعة.
ربما يرد سؤال ما علاقة الحمل بالرضاعة، ولكن عند حملي بنهال اكتشفت أنه ليس لديّ مناعة ضد الحصبة تقريبًا، فلا بد من أخذ لقاح ولا يمكن عمله أثناء حمل أو رضاعة؛ لذلك لا بد من الفطام فأتمنى أن تمنحوني طريقة آمنة للفطام وبطريقة سريعة.
وعلمًا بأنها تحب القصص.. يعني عندما أحكي ما حدث لها أو إلى أين ذهبت تستجيب استجابات مختلفة، ونامت ثلاث مرات وأحيانًا تبدأ بالصراخ.
النقطة الثانية بما أننا نقيم في الغربة وعلاقاتنا محدودة جدًّا؛ لذلك هي مرتبطة بي جدًّا ولا تفارقني للحظة، وخصوصًا عندما أريد دخول الحمام فما إن أخبرها بأنني أريد الوضوء تبدأ في الصراخ وتطلب الرضاعة؛ لأنها تعرف أن هذا الشيء يبقيني بجانبها؛ لذلك فأنا من صغرها أضعها أمامي في الحمام، ولكن هي الآن كبرت ولا أريدها أن تتعود على هذا، فأنا أحيانًا أغلق الباب وأحيانًا أترك الباب مفتوحًا وأختفي وراء ستارة.
فما توجيهكم لي في هذه المسألة.. كيف يمكنني جعلها تلعب وحدها؟ فهي متعلقة بي جدًّا وتريدني دائمًا، وأحيانًا ألعب معها، وأقرأ لها الكتب وهي دائمًا معي في المطبخ، وأنا أخشى عليها، كيف يمكنني التعامل مع عنادها في الحصول على الأشياء؟ فأنا أحيانًا أستجيب وأحيانًا لا، ولكنها تصرخ أحيانًا بشدة.. بارك الله فيكم.
الحل
ابنتي..
لا توجد وصفة سريعة للفطام للأسف وإلا أصبح صدمة عصبية شديدة للأطفال، الفطام يجب أن يكون تدريجيًّا، ونحن نعتبر أن الطفل في مرحلة فطام مع أول وجبة خارجية تقدم إليه في سن الأربعة أو خمسة أشهر، وبالتالي هي طبعًا تأكل منذ فترة، ولكن على ما يبدو أنك لم تتبعي طريقة سليمة في إدخال الطعام إليها.
لذا فإنه من الضروري البدء باستبدال وجبة برضاعة العشاء، لكن عمومًا كل شيء وارد، ولكنه سيحتاج بعض الوقت والمجهود والصبر منك.
بداية يجب أن تحاولي إشغال ابنتك بلعب مسلية أو نزهة في الوقت المعتاد لها للرضاعة، قومي من مكان إرضاعها، فلو كنت تفعلين ذلك في سريرك فاخرجي بها إلى الصالة مثلا.
• إذا لاحظت بعض العادات الجديدة عليها مثل مص الأصابع، لا تعترضي حاليًّا فهي تحاول فقط أن تتأقلم على الوضع الجديد.
• اختاري لأكلها أكوابًا وأطباقًا ذات ألوان وأشكال جذابة تلفت انتباهها واجعليها حتى تختار الأطباق والأكواب بنفسها.
ابدئي في استبدال أطعمة بالرضعات تدريجيًّا بالكامل.. فهي إذا شبعت بالطعام وبدأت بالبكاء فلاعبيها، فستسهو بالتدريج عن طلب الرضاعة، وإذا نامت ليلا من الشبع أو بعد اللعب أو لمجرد أنك خرجت بها بالسيارة، ثم استيقظت فاذهبي إليها وربتي عليها وغنّي لها.. وتحملي بكاءها، ولكن لا ترضعيها.. ببساطة لأن معدتها ممتلئة وأي زيادة في الأكل هي أذى بالنسبة إليها، ولو أنه نادرًا ما يستيقظ طفل معدته ممتلئة.
من الأطعمة التي تساعدها على الاسترخاء والنوم ليلا النشويات، مثل البطاطس المهروسة باللبن + كوب لبن دافئ بالعسل، كما أنه من الممكن استعمال الأعشاب الطبيعية المهدئة مثل الكاموميلا والبابونج.
المشكلة الكبرى لو لم تكوني قد أدخلت إليها الطعام الصلب أو الخارجي حتى الآن، فستحتاجين وقتًا أطول مما تتصورين.
أما بالنسبة لارتباطها بك فهو طبيعي فهي لا ترى سواك، وعليك أن تبدئي بالحوار معها؛ لأنه من الواضح أنك لم تفعلي، وأنك تركتها تلتصق بك تمامًا ولا تغيب عن عينيك، وبالتالي لا تغيبين عن عينيها لدرجة أنك كنت تضعينها أمامك إذا دخلت الحمام، وهذا خطأ فادح.
عادة يا ابنتي من الشهر الثامن.. نبدأ في تعويد أبنائنا على لعبة اختفاء الأم لفترة.. نخبر أبناءنا أن ماما ذاهبة لإحضار شيء من المطبخ مثلا، ونتحدث بصوت مرتفع طوال هذه الفترة حتى تعتاد وتفهم أن اختفاءك ليس نهائيًّا، وأنه من الممكن أن تختفي ولكنك ستعودين للظهور، فالطفل مشكلته كلها هي الخوف وعدم الشعور بالأمان من فكرة فقد أمه، أي اختفائها بلا عودة، فهي رابطه الوحيد إلى الحياة.
ثم ينطبق هذا على دخول الحمام أو أي عمل آخر يستلزم ذهابك إلى مكان بعيد في البيت لا تراك فيه، فيجب عليك أن تبدئي في عمل ذلك الآن.. تشرحين لها أنك في الحمام وأنك ستخرجين إليها بعد قليل، وحدثيها في بداية الأمر من الحمام، أي اجعليها تسمع صوتك حتى تطمئن.
وبالطبع ستبكي وتطلب الرضاعة أو أي وسيلة تجعلك لا تفارقينها، فعليك بكل هدوء وحنان أن تقولي لها: حاضر.. سنفعل كل شيء بعد أن أخرج من الحمام.
أنصحك يا ابنتي بقراءة وسائل تربية الأطفال في هذه المرحلة، وستجدين منها الكثير على الموقع حتى لا يتكرر ما حدث من تأخير أو سوء إدارة لحبك وحنانك مع ابنتك.