شكرا لكم وبارك الله فيكم.. بصراحة أنا عصبية، وأتعصب بسرعة على عيالي، ودوما أحاول أن أسيطر عليهم بالتهديد.. أنا متضايقة من أسلوبي ولازم أغيره.. هل هناك أمل أن أبدأ من جديد؟
ابنتي الكبيرة عمرها سبع سنوات والثانية خمس والولد ثلاث.. ابنتي أمس قالت لي: "ماما لا تنازعيني"، والله حسيت أني بصيح، ودي أغير أسلوبي معاهم بس كيف أبدا؟!
الحل | |
| |
| سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لا مانع أن نبدأ من جديد والله الموفق، فلا داعي لليأس الذي يجعلك تشعرين أن الوقت قد مضى، ومن ثم لا داعي لتغيير أسلوبك، فأنا أتفق معك تماما في ضرورة تغيير أسلوبك في التعامل مع الأولاد والتخلي عن العصبية بوجه عام في حياتك؛ لما لها من أضرار صحية عليك أنت شخصيا.
ودعيني أذكر لك في البداية بعض ما يترتب من آثار على الأولاد بسبب عصبية الأم: هذه الأم تعلم الأولاد العصبية والاندفاعية والتهور، فتتضاءل قدرتهم على تكوين أساليب التكيف مع ضغوط الحياة؛ فيصبحون دوما أكثر قابلية للإحباط والاكتئاب مع أقل المشكلات التي تواجههم. علاوة على ذلك يشعر الطفل بكثير من الحنق والغضب من هذه الأم مما يجعله عنيدا مع خلل في علاقاته بالآخر، حيث إنه يكوّن مفهوما سلبيا عن الآخر من خلال صورة الأم. خطوات علاجية: دعينا نبحث عن الأسباب أولا.. ما الذي يجعلك عصبية؟ أن تكوني أنت نفسك محبطة مثلا لسبب أو لآخر، أن تكوني غاضبة من بعض الأمور في حياتك، فحاولي البحث عنها أولا حتى تجدي سبلا لحل ما تعانينه من إحباط يتسبب في عصبيتك. والأمر الثاني هو التدريب على ضبط الغضب، وقد يستغرق هذا وقتا ومجهودا منك، لكن عليك بالصبر، فمثلا كلما بدأت في الدخول في الانفعال والغضب قرري التوقف عن أي نشاط تقومين به في هذه اللحظة واصرفي نفسك إلى أي أمر آخر. كما يمكن أيضا أن تعدلي سلوك العصبية والغضب بمشاهدتك لنفسك بأن تذهبي للمرآة في اللحظة التي يبدأ فيها الغضب وتشاهدي ملامحك أو تطلبي من أحد أن يقوم بتصويرك بمجرد أن تدخلي في نوبة عصبية وغضب. وهذا يؤدي إلى إضعاف الانفعال من خلال التغذية السالبة، وذلك بأن نرى كيف يرانا الآخرون في مثل هذه المواقف، وعليك أيضا بعمل بعض تمارين الاسترخاء. أما إذا استصعب عليك الأمر فلا مانع من استشارة طبيب نفسي لأخذ جرعات صغيرة من عقاقير مهدئة، ولا حرج في ذلك إذا كانت ستساعدك على التغيير في بادئ الأمر. |