بسم الله الرحمن الرحيم..
الأساتذة الأفاضل في موقع إسلام أون لاين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أهنئكم على هذا الموقع الرائد، وعلى جهودكم الطيبة التي تبذلونها لخدمة الدين الحنيف أسأل الله تعالى لكم الثبات والتأييد..
أنا أم لطفلة تبلغ من العمر عامين وثمانية أشهر، هي أول فرحتي ووحيدتي حتى الآن، بشكل عام هي هادئة ولطيفة جدًّا، ولكني أعاني معها في بعض النقاط:أولها: مسألة التعويد على الحمّام. فقد قضيت معها حتى الآن أكثر من ثلاثة أشهر لأدرّبها على ترك الحفاظ، ولكنها غير متقبلة أبدًا، مع أني بدأت بتهيئتها باكرا -قبل عدة أشهر من الخطوة العملية-، ولم أكن أضغط عليها أبدًا، بل كنت أشجّعها وأثني عليها إن حافظت على نفسها جافة لوقت معقول، وحاولت أن أجعل وقت الحمام سعيدًا ومسليًا بتصفح القصص معها، لكنها لم تكن تقضي حاجتها في الحمام أبدًا، بل غالبا ما كانت تتبول على ملابسها بعد خروجنا من الحمام مباشرة، برغم أننا نقضي ما لا يقل عن نصف ساعة في الحمام.أما الآن فقد أصبحت تكره سماع لفظة حمّام من أصلها، وتبدأ بالصراخ إذا طلبتُ إليها الذهاب إليه، وأتوقع أنها بدأت الخوف من الحمام؛ لأنها سقطت فيه مرة؛ واستعملتُ النونية (القصرية) لكنها ترفضها أيضا، وأكثر ما يضايقني أنها بدأت تُمسك نفسها بحيث لا تتبول لساعات طويلة تصل لتسع ساعات متواصلة، فأضطر خوفًا عليها إلى استعمال الحفاظ لتتبول عليه.لا أريد أن ألجأ للعنف معها، لكنني اضطررت لذلك نادرًا، مع العلم أنني استعملت معها أسلوب القصص والرسم والأناشيد والتمثيل بدُماها دون تقدم يُذكر.أفكر الآن بإعادتها إلى الحفاظ ريثما تنسين بُعبع الحمّام، لكني مترددة جدا؛ لأني سأبدأ من الصفر مجددا فبم تشيرون علي؟ثانيا: طفلتي قليلة الاندماج مع الآخرين وانتقائية جدا في اختيار أصدقائها، وقليلا ما تتحدث مع الأطفال، وتزيد هذه الظاهرة لديها عندما أكون معها، فمع أنني أزور أهلي ما لا يقل عن زيارتين أسبوعيا، لكنها ترفض الاندماج مع أكثر الأطفال، وتبكي أغلب الوقت مع أنها تكون غاية في السعادة عندما أتركها بمفردها معهم.وهي تخاف بطبعها من كثير من الأمور، ومنها الأطفال، هذا يشعرني بالإحباط والاستياء عند زيارة أهلي، فهل هذا أمر طبيعي مردّه إلى أننا نسكن في شقّة مستقلة؟وهل سيتحسّن الوضع مع الوقت؟ مع العلم أنني بدأت سياسةَ تَرْكِهَا في بيت أهلي لبعض الوقت تكون فيه سعيدة ولا تسأل عني. (عندما تكون معي تقضم أصابعها أحيانًا من فرط الخوف!)..أعتذر عن الإطالة، وأرجو أن أجد لديكم ما يشفي الصدر كما عوّدتمونا دائما.
الحل | |
| |
| ابنتي.. المشكلة عندك أنت يا ابنتي، وهى مشكلة عادية ومتكررة مع كثير من الأمهات وطفلهم الأول..
فالرغبة في الكمال، والتدقيق الشديد على مبادئ حسن الأخلاق والرغبة في الحصول على طفل نموذجي.. كل هذه تصرفات مفهومة ومعروفة ومتوقعة من أي أم لأول مرة إلا من رحم ربي.
تعالي نراجعها معا حتى نراها سويا، ثم ننظر ماذا نستطيع أن نفعل: أولا فيما يتعلق بالحمام، أو قضاء الحاجة، ابنتك ما زالت صغيرة أو بمعنى أدق في المعدل الطبيعي.. فنحن لا نستطيع أن نعتبر أن الأطفال يمرون بمشكلة في التحكم بالتبول أو التبرز إلا بعد سن الرابعة، إذن عليك أن تهدئي جدا جدا في أثناء هذا التدريب.
لا يهم كم التشجيع والتسلية، الأهم بالنسبة للأطفال هو حالتك النفسية تجاه القضية وواضح أنها تقلقك وتؤلمك بدليل أنك لجأت للعقاب أحيانا.
فإذا أضفنا لعصبيتك وضيقك من الوضع العقاب حادثة وقوعها في الحمام وهو ذكرى غير سعيدة بالمرة فستعرفين لماذا هي تفضل أن تمسك نفسها، وتشعر بألم جسماني على الدخول إليه والتعامل معه.
عليك إذن أن تستكملي محاولات التدريب بدون أي ضجر حتى لو بقيت ساعة في الحمام، ويمكنك أيضا أن تدخليها كل ساعة. ولا تظهري أي رد فعل إذا تبولت في ملابسها، كل ما عليك فعله هو أن تقولي هيا نغير ملابسك حتى تظلي نظيفة وجافة؛ لأن ابنتي نظيفة وجميلة.
واعلمي أنك ستحتاجين إلى وقت ليس بالقصير لتمسحي هذه الذكريات السيئة المرتبطة بالحمام وتبعاته، ولا تتعاملي مع الحفاظ إلا ليلاً عند النوم، ولا تنزعجي إذا تلوث بعض الأثاث أو السجاد؛ فالماء متوفر وكذلك الصابون.
يمكنك الرجوع للاستشارات التالية، فسوف تجدين فيها ما يفيدك من برامج عملية تساعدك على التخلص من الحفاظ: 3 اقتراحات لنزع الحفاظ ولا تزال معركة "نزع الحفاظ" قائمة ضبط الإخراج خطوة بخطوة
نأتي لمشكلتك الثانية: كيف لم يلفت نظرك أنها تكون في منتهى السعادة بعيدا عنك؟، فقد قلت "وتبكي أغلب الوقت مع أنها تكون غاية في السعادة عندما أتركها بمفردها معهم".
كيف لم تربطي بين هذا التوتر والبكاء وقضم الأظافر ووجودك؟ هل تطلبين منها الكمال؟ هل تحاسبينها على أخطائها بسرعة؟ هل ترسمي لها قالبا من المثالية مطلوب أن تنحشر بداخله؟
ما الذي يوترها منك إلى هذا الحد يا ابنتي؟ ما الذي يخيفها؟ المفروض ألا تشعر ابنتك بالأمان إلا معك ومنك فلماذا تفتقده أو كما تقولين: "تقضم أظافرها من شدة الخوف".
هنا ليس لدى أي إجابة أو وسيلة مساعدة.. هنا كل ما لدي هو النصائح العامة للأم أن تترك لابنها أو ابنتها مساحة حرية في الحركة، وأن تنسى قضية العقاب.. وأن تنسى تماما التصرفات المثالية. عليك بإيماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان.
وتذكري أن العناق والمديح والتقبيل تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ والأطفال عادة ميالون لهذا النوع من الإثابة.
هذه نصائح عامة عليك تعديل سلوكك على أساسها؛ لأني للأسف لا أملك معلومات كافية عن أسلوبك في تربيتها والتعامل معها، فأرجو أن تتواصلي معنا وتخبرينا بالمزيد عن حياتكما وتطمئنينا عليها. ونحن في الانتظار..
|