قال الممثل العالمي عمر الشريف إنه تزوج من فاتن حمامة لينتقم منها، لكنه "انتقام جميل"، بعدما اضطر لتقديم مشهد اختبار أمامها لتوافق على مشاركته في بطولة فيلم خلال بداياته. وأشار إلى أن ابنهما طارق "رجل أعمال ناجح، ومتفوق في مجاله، ولو كانت لديه موهبة التمثيل لاستمر في هذا المجال".
وتحدث الشريف لـ"العربية.نت" على هامش مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ33، والذي يُعرض فيه فيلم فرنسي ضمن المسابقة الرسمية، يقدّم فيه الشريف دور مريض بالزهايمر. الفيلم يحمل اسم "نسيت أن أقول لك"، من إخراج لوران فيناس، وتشارك في بطولته، إلى جانب الممثل المصري، ايميلي ديكوين وفرانك جورلات. وتدور الأحداث من خلال ماري (تلعب دورها ديكوين)، وهي شابة بلا مال وعائلة، لكنها موهوبة في الرسم. تلتقي المسن جوم (الذي يلعب دوره الشريف)، الذي سبق أن فاز بجائزة سباق توردي فرانس للدراجات في شبابه، والذي يملك موهبة الرسم أيضاً. ومن خلال عشقهما المشترك للرسم تنشأ صداقة بين ماري وجوم، بينما يعاني الأخير من مرض الزهايمر الذى يجعله ينسى حياته الخاصة.
وأعرب الشريف عن سعادته بالاشتراك في الفيلم لتأثره بمرضى الزهايمر لشعوره بأنهم "غائبين عن العالم".
وحول تغيبه عن السينما المصرية، قال الشريف: "لا يعنيني هذا الآن. أريد أن اعمل بمزاج، لأنني لا أريد شهرة ولا نجومية. وأي فيلم أمثله سواء بطولة مطلقة أو دوراً صغيراً لن يقلل أو يزيد من قيمتي الفنية".
وأضاف "لابد أن أقدم عملاً فنياً لمزاجي الشخصي، لأن المال لم يعد يغريني، بقدر ما يغريني العمل مع مخرج يُقال عنه عبقري. فيمكن أن أشارك بفيلم مع مخرج شاب، على أن يمتلك أفكاراً جديدة وغير تقليدية".
وأكد الشريف ان مثل هذه التجربة التي قدمتها في "المسافر" مع المخرج الشاب احمد ماهر ومن قبله "حسن ومرقص" مع رامي امام لم تكن بداعي المجاملة، مضيفاً "لو التقيت بمخرج كبير سنقدم معاً الأفكار نفسها التي قدمناها قبل 40 أو 50 عاماً. لكن عندما ألتقي مخرجاً شاباً يمتلك أفكاراً جريئة ومتمردة، ولو كانت تختلف عن أفكاري، لكني سأعمل معه وأضيف له خبرتي في العمل ليكون الفيلم مميزاً".
وأشار إلى أن رفضه العمل في الكثير من الأفلام المصرية كان بسبب "السيناريوهات دون المستوى، التي لم تم تقدم موضوعاً يغريني للعودة. كما لم أجد أيضاً كتاباً أقرأه، مثلما كنا نجد روايات كثيرة ومهمة لأدباء مهمين مثل نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس".
وعن خصامه للمسرح المصري اعتبر أنه "لا يوجد مسرح في مصر. المسرح عندنا استعراضي، ولكي يحقق رواجاً وإيرادات يستمر مفتوحاً طوال الموسم ويغطي تكاليف إنتاجه ودعايته، فلابد من وجود الرقص والغناء والاستعراض والكوميديا. وأنا لا تليق عليّ مثل هذه الأدوار. فهذا النوع من المسرح لا يناسبني ولا يتناسب مع ظروفي الخاصة ولا مع سني الآن".
عودة للبدايات
واسترجع النجم المصري بداياته في رحلة التمثيل، التي كانت على يد المخرج الراحل يوسف شاهين، "الذي طلب مني إجراء اختبار امام فاتن حمامة ليقدمني في دور البطولة امامها. ولأنني كنت أجيد الانكليزية بطلاقة منذ البداية، ذهبت اليها وأنا في حالة استفزاز ووقتها مثلت أمامها مشهداً من المسرحية العالمية "هاملت" بالانكليزية حتى لا تفهمني جيداً، فتحكم عليّ بأنني ممثل جيد. وهو ما حدث بالفعل فقدمت امامها المشهد وأشادت به. وظلت هذه الواقعة محفورة في ذهني طويلاً، إلى حين قررت ان أتزوجها لأنتقم منها".
وشرح أن الانتقام المقصود "انتقام جميل، بمعنى ان تكون زوجة لفنان أتعبها كثيراً في الترحال، وأعتقد انها ضحت كثيراً من اجل ابننا وحياتنا في وقت كانت فيه النجمة الاولى على الشاشة لانها كانت مخلصة، وأنا لا افضل الحديث عنها اكثر من ذلك لأننا في المجتمعات الشرقية لا نتحدث عن زوجات الاخرين، وهي الآن زوجة لإنسان آخر".
وعن فشل ابنه طارق في فرض نجوميته على التمثيل، قال "أنا ضد ان يعمل أبناء النجوم في التمثيل مادام أنهم غير موهوبين، ولو كان ابني لديه موهبة التمثيل وأحب هذه المهنة كنت شجعته على احترافها".
وأشار الممثل المصري إلى أنه لم يسأل يوماً عن دين أو جنسية أية فنانة عمل معها في بالسينما، الأمر الذي أثار ضده الكثير من الانتقادات بعد عمله مع يهود في السينما العالمية، "وقد علّمت ابني طارقاً ذلك الدرس، فكانت النتيجة انه تزوج اربع مرات من يهودية وكاثوليكية ومسلمة وأرثوذكسية".
وأكد أن أهم شيء في الوصول للعالمية هو اللغة، "فلن نصل للعالمية من دونها، ومصر بها ممثلون أكثر قدرة مني في التمثيل، ولكن تنقصهم اللغة مثل الفنان الراحل أحمد زكي وأيضاً نور الشريف ومحمود عبدالعزيز".