واحسرتاه علينا نحن العرب!! نتعامل بمبدأ "ضربني وبكي.. وسبقني واشتكي"!! الكل يتبادل الاتهامات. الجميع يبحث عن لقب الضحية. يريد أن يكون مقهوراً. ذليلاً. مكسوراً. وكأن الدنيا بمن فيها تكاتفوا ضده!!
هذا هو الحال. هذه هي الصورة العربية القاتمة كما صورتها واقعة اتوبيس لاعبي الجزائر.. نجوم الأخضر يتهمون جماهير مصر بالاعتداء عليهم.. والأمن المصري يؤكد أن الأحداث ملفقة وأن زجاج السيارة تم تحطيمه من الداخل!!
ما بين هذا وذاك تاهت الحقيقة. وتحول لون مباراة اليوم الذي كان مزيناً بلوني المنتخبين الأبيض والأخضر.. إلي لون قاتم. كله سواد وظلام!! سواد في اللون وظلام في المشاعر الأخوية!!
تحولت مباراة اليوم إلي ما يشبه معركة بين شقيقين. كليهما يريد أن يلهف الميراث ويستأثر به وحده دون الآخرين. وفي سبيل ذلك تحطمت كل القيم والمبادئ وتحولنا نحن العرب إلي أضحوكة بين الآخرين. العالم كله ينظر الينا ويتعجب.. ويتساءل.. لماذا هذه الحرب بين الأشقاء!!
وهل الوصول إلي كأس العالم يوازي ويساوي كل تلك الضجة؟! هل اللعب في المونديال... يستحق أن نكذب ونلفق التهم. هل يحتاج لبيع الضمير والمتاجرة بالأخوة العربية!!
العالم كله يضحك علينا.. وكأنه يشير ويقول أنظروا.. هؤلاء يتكلمون فقط عن الحب ولا يعرفونه. يريدون اللعب في المونديال بالتمثيل وليس باللعب أو الفن. يفكرون كيف تتم سرقة الألقاب ولا يفكرون كيف تسجل اقدامهم!!
دعونا مع الفرصة الأخيرة اليوم في الملعب.. فلربما يقدم اللاعبون فاصلا فنيا يمحي ذكري التلفيق والكذب والأدعاء من المسئولين!!
نريدها مباراة ودية حبية قبل ان تكون حربا نفسية فنية. العالم كله يتابعنا.. لا تكسفونا. ارفعوا رأس الكرة العربية.. وكفانا مهازل أيها الاشقاء!! حتي لا تنعكس العصبية علي الجمهور في الملعب.. فيشعلها ناراً نحن جميعا في غني عنها!!