علق الكاتب الأمريكى جيم هوجلاند على عملية سلام الشرق الأوسط فى مقال كتبه على صفحات جريدة واشنطن بوست، وذهب إلى أن الاحتلال الإسرائيلى الطويل للأراضى الفلسطينية قد ساهم بشكل كبير فى إضعاف قيادة الجانبين اللذين من المفترض أن يكونا صانعى السلام، لذا وضع نهاية لهذا الاحتلال الذى طال أمده للأرض الفلسطينية، يمكن أن يقود للأمن الذى يحتاجه الإسرائيليون وللكرامة التى يسعى إليها الفلسطينيون عبر دولة خاصة بهم، و"ذلك هو القرار الذى يحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو لاتخاذه".
ويشير الكاتب إلى أن نيتانياهو تعرض لـ"دش بارد" من الرئيس الأمريكى باراك أوباما وزعماء الكونجرس عندما زار واشنطن فى مايو الماضى حيث تم إبلاغه بأنه يتعين عليه قبول مبدأ دولة فلسطينية، الأمر الذى أذعن له بتذمر الصيف الماضى.
ويرى هوجلاند أن نيتانياهو خرج مع ذلك من اجتماع بالبيت الأبيض فى 9 نوفمبر الجارى بعد أن تمكن من إقناع الرئيس الأمريكى بمصداقية بأن الرجلين تحدثا كحلفاء بشأن سلام الشرق الأوسط، والبرنامج النووى الإيرانى، مع تحديد أوباما موعدا نهائيا جديدا بنهاية ديسمبر لمساعيه الخاصة بالمشاركة مع طهران لتحقيق النتائج المرجوة (بعد أن كان الموعد النهائى الأصلى فى أكتوبر، ولكن أغلب الظن إن لم يكن من المؤكد أن أوباما سيفوت الميعاد مرة أخرى).
من ناحية أخرى، يقول هوجلاند إنه لا أحد يتهم الرئيس الأمريكى، باراك أوباما أو القاضى ريتشارد جولدستون بسوء النية حيال زعيم السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ولكن لا أحد ينكر فى الوقت نفسه أن مبادرات كل منهما القيمة والمنفصلة أسفرت عن دفع عباس إلى طريق سياسى مسدود وتعقيد فرص إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويلفت الكاتب إلى أن النهج الذى تتبعه الإدارة الأمريكية فى الشرق الأوسط قائم الآن على أرض "مهتزة"، خاصة بعدما فشلت فى تفعيل الخطة "A" التى تقتضى بالحصول على تنازلات الدول العربية حتى تقبل إسرائيل إيقاف بناء المستوطنات. وتتوقع الإدارة بعد مضى عدة أشهر على عدم نجاح محاولاتها بسبب تصلب الطرفين أن إسرائيل ستعرض أخيراً تحركا ما بشأن المستوطنات فى الأيام المقبلة، وتمهد الطريق لعقد المفاوضات "الوضع النهائى" التى من شأنها وضع حدود مؤقتة لدولة فلسطينية مستقلة.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن الاتجاه العام السائد فى الدول العربية بشأن عملية السلام يتسم بالتشاؤم، خاصة بعدما فشل أوباما فى الوفاء بتعهده بحث إسرائيل على الوقف التام لبناء المستوطنات، فى جامعة القاهرة فى 4 يونيو الماضى، وهو الأمر الذى بات شرط العرب المسبق للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.
وتلفت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية التى تضررت من جراء الاتهامات وتم حثها من جانب واشنطن رفضت التعاون مع تحقيق جولدستون وتناقش إجراء تحقيقها الخاص بعملية غزة. وترى أنه أيا كانت استحقاقات تقرير جولدستون، فإنه كتب على ما يبدو مع عدم شعور بالعواقب السياسية التى سوف يجلبها لعملية السلام، وأنه تجاهل القلق الذى سيخلقه فى البنتاجون وفى مقار القيادة العسكرية الغربية الأخرى التى لديها قوات تقاتل المتمردين، الذين يستخدمون سكانا مدنيين وبنى تحتية كدروع بشرية فى حرب حديثة غير متكافئة.